الأقباط متحدون - صراع حول السلام (31)
أخر تحديث ٠٢:٢٦ | الاثنين ٢٣ مارس ٢٠١٥ | ١٤برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٥١٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

صراع حول السلام (31)

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
بقلم - مراد وهبة
 أفهم أن تكون الحرب موضع صراع. ولكنى لا أفهم كيف يكون السلام موضع صراع؟ والمفارقة الكامنة فى هذا السؤال أنه لا فرق بين الحرب والسلام، أى أنهما مترادفان. وقد انتهيت إلى هذه النتيجة من قراءاتى لخاتمة الفصل الرابع من كتاب موردخاى بار- أون، المعنون «بحثاً عن السلام». فماذا قال تحت عنوان «محاولة فاشلة للوحدة»؟
 
إن «حركة السلام الآن» فى إسرائيل لم تكن موفقة فى إحراز الأصوات المطلوبة فى انتخابات الكنيست، ومن ثم حاولت من جديد توحيد قوى السلام. وقد بدا للوهلة الأولى أنها محاولة ناجحة، إذ استطاعت شولاميت ألونى مع لوفا إلياف تكوين تحالف مع المنشقين معهما من حزب العمل. وأطلقوا عليه اسم «المصير». إلا أن الخلاف سرعان ما نشب بين الزعيمين، إذ كان اهتمام ألونى بحقوق الإنسان بينما كان اهتمام إلياف بالقضية الفلسطينية، وبسبب التباعد بين الاهتمامين انشق الأول عن الثانى وانهار التحالف وأسس إلياف بعد ذلك مع بعض دعاة السلام «المجلس الإسرائيلى للسلام بين إسرائيل وفلسطين» فى ديسمبر 1975. وبعد عام من تأسيسه أصدر ميثاقه وجاء فيه «أن هذا البلد وطن لشعبين- الشعب الإسرائيلى والشعب الفلسطينى». والصراع التاريخى بينهما على هذه الأرض العزيزة لكليهما هو أساس الصراع العربى اليهودى.

والطريق الوحيد للسلام يكمن فى التعايش بين دولتين مستقلتين لكل واحدة منهما هوية قومية متميزة. دولة إسرائيل للشعب اليهودى ودولة للشعب الفلسطينى والتى ستكون تعبيراً عن حقهم فى تقرير المصير. أما ألونى وزملاؤها فلم يكن لديهم اهتمام بما يريده الفلسطينيون، إذ آثروا «الخيار الأردنى» وهو الموقف الرسمى لحزب العمل والذى ينص على إعادة الأراضى المحتلة إلى المملكة الهاشمية وليس إلى الفلسطينيين بدعوى أن المملكة شريك ثابت وجدير بالثقة فى عملية السلام.

ومن ثم اختلفت ألونى مع المجلس الإسرائيلى للسلام بين إسرائيل وفلسطين. أما إلياف فقد أسس حزباً جديداً اسمه «السلام من أجل إسرائيل» وتبنى موقف المجلس فى أن المشكلة الفلسطينية هى أساس الصراع العربى الإسرائيلى، كما كان على يقين بأن إسرائيل ليس فى إمكانها تحقيق تصالح حقيقى من غير منح الفلسطينيين حق تقرير المصير فى دولة تقع إلى جوار إسرائيل.

وبناء عليه شارك ذلك الحزب فى انتخابات الكنيست فى عام 1977. ومع ذلك لم يكن لهذا الحزب أى تأثير لأن الغالبية اليهودية فى إسرائيل كانت تعتقد أن منظمة التحرير الفلسطينية منظمة إرهابية مثل «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» بزعامة جورج حبش و«الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين» بزعامة نايف حواتمة. إلا أن اعتراف الأمم المتحدة بمنظمة التحرير الفلسطينية قد أغضب إسرائيل. وازداد غضبها عندما حددت الأمم المتحدة فى 10 نوفمبر 1975 الوضع القانونى لمندوب المنظمة للمشاركة فى جميع مؤتمرات الشرق الأوسط مع إدانتها للتحالف الآثم بين العنصرية فى جنوب أفريقيا والصهيونية.
 
وقالت إسرائيل إن هذا الموقف السلبى للأمم المتحدة مردود إلى التحالف القائم بين الأمم المتحدة ومنظمة التحرير الفلسطينية ودول العالم الثالث المنتمية إلى المعسكر الاشتراكى. ولم يكن أمام الداعين إلى السلام فى إسرائيل سوى إدانة أعمال العنف الفلسطينية مع إصرارهم على ضرورة الاعتراف بالمنظمة. ومع ذلك اتهم هؤلاء بأنهم خونة وانهزاميون فى الحد الأقصى وسذج فى الحد الأدنى، ومن ثم بدوا كأنهم يسبحون فى دنيا الخيال. وهنا ظهر هنرى كيسنجر، وزير خارجية أمريكا، فماذا كان دوره فى عملية السلام؟
 
أخرج عن النص لأجيب.
نقلآ عن المصري اليوم

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع