الأقباط متحدون - شعر الأخت الكبرى
أخر تحديث ٠٠:٠٤ | السبت ٢٧ ديسمبر ٢٠١٤ | ١٨كيهك ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٢٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

شعر الأخت الكبرى

جنود جزائريين
جنود جزائريين

مينا ملاك عازر
شاهدت على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، فيديو للتليفيزيون الجزائري يتحدث عن مشاركة جنود جزائريين في حرب أكتوبر من عام 1973، وكان الفيديو يعرض للقطات تحفيزية للجنود، ويشرح كم من الكيلومترات قطعوها ليصلوا من الجزائر عبر تونس وليبيا لمصر، حتى بلغت المسافة المقطوعة أربعة آلاف كيلومتر كما يقول الراوي في الفيديو، ويشير إلى أن أكثر من ثلاثة آلاف مقاتل وصلوا مصر بآلاتهم.

وقبل أن أقدم لك عرض لهذا الذي جاء بالفيديو، أحب أن أؤكد على أمرين أولهما أن الدور العربي لا يُنكر، ودور  الجزائر في حرب يونيو لا يُغفل قبل دورها في حرب أكتوبر. ومن ثمة، فأنا لا أزايد على الدور الجزائري ولا أنتقص منه إطلاقًا، وماقام به هواري بو ميدين الرئيس الجزائري في الحربين لا أستطيع تغافله، ومحل تقدير مني ومن شعب مصر، إذ هو قدم في حرب يونيو طائرات مقاتلة سريعاً تعويضاً عما فقدته مصر في النكسة، وكان من الممكن وصولها للقاهرة في نفس أوان الحرب لولا عدم وجود مطارات لاستقبالها إذ دمرتها الطائرات الإسرائيلية.

لكن هذا كله لا يمنعني أبداً على أن أتساءل، أي دور قامت به القوات الجزائرية البرية في حرب أكتوبر؟ وهي وعلى حد قول الفيديو وصلت مصر بعد ثلاثة عشر يوماً من خروجها من الجزائر، وبعد قطع أربعة آلاف كيلومتر أي وصلت منهكة تماماً لا جدال، ووصلت في يوم الواحد والثلاثين من أكتوبر، أي بعد أن حل وقف إطلاق النار محل القتال، والأهم أن القوات الجزائرية المشار إليها وصلت مواقعها على جبهة القتال في يومي السادس والسابع من نوفمبر، أي بعد أن وصل كيسنجر مصر وبدأت مفاوضات السلام المصرية الإسرائيلية على ثلاث محاور، محور في الكيلو 101 بين العسكريين، وثاني بدأ في أمريكا بوصول إسماعيل فهمي وزير خارجيتنا آنذاك لواشنطن ولقاءه مع كيسنجر ونيكسون،

وأخيرا بدأ بلقاءات مع القادة السوفييت ما يعني أن المشاركة الجزائرية رغم شكرنا لها إلا إنها لم تكن ذات جدوى اللهم إلا أنها قدمت لنا هذا الفيديو المتباهي فيه مقدمه بشعر أخته الكبرى مصر أي نصرها في حرب أكتوبر الذي تم بدعم إلهي ومجهودات أبناءها وأشقاءها الصغار من العرب سواء دعم مادي كالذي قام به هواري بو ميدين حين سافر ولفيف من الزعماء العرب للاتحاد السوفييتي أثناء الحرب وقدموا له أموالاً تغطي ما يقدمه السوفييت من سلاح لمصر وسوريا حتى بلغت قيمة الصفقة أكثر من مئتي مليون روبل سوفيتي أو حربهم الاقتصادية ورفعهم سعر النفط الذي استفادوا منه فيما بعد وإلى وقتنا هذا.

المختصر المفيد إن أردت أن تتباهى فتباهى بما يستحق التباهي في حدوده  الحقيقية.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter