الأقباط متحدون - عن داعش مرة أخرى «٢»
أخر تحديث ١٧:٥٤ | السبت ٢٤ يناير ٢٠١٥ | ١٦ طوبة ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٥٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

عن داعش مرة أخرى «٢»

د. رفعت السعيد
د. رفعت السعيد

وإذ يتوقف تفكير داعش عند حدود مغلقة ترفض إعمال العقل ومن ثم التجديد والتأويل فإننا نتذكر الحديث الشريف «تحقر صلاة أحدكم إلى جانب صلاتهم وصوم أحدكم إلى جانب صومهم وهم يقرأون القرآن ولا يجاوز تراقيهم» (أى حلوقهم) وهكذا كان الخوارج وهكذا داعش. وعديدة هى جرائم داعش ولكن دعونا نتأمل موقفهم من غير المسلمين ومن النساء. فقد طردوا من أماكن وجودهم المسيحيين بعد ما سلبوهم كل أموالهم وثيابهم ودمروا كنائسهم. وفرضوا على الأيزيديين الإسلام أو الذبح، ناسين «لا إكراه فى الدين»، ويقول تقرير حقوقى «إن أعداد المفقودين من الأيزيديين أكثر من ثلاثة آلاف» منهم ١١٠٠ امرأة وطفل، وهم يستهوون الشباب والشابات الأجانب إلى المغامرة والطريق مفتوح عبر تركيا، والدخول إلى داعش إيمان، والخروج منها ارتداد وذبح. وكذلك رجال وشباب الأيزيديين، إما الإسلام و«الجهاد» فى صفوفهم أو الذبح، أما النساء فإن شهادة أيزيدية هربت منهم تقول «هربنا إلى جبل سنجار وأعطانا مسلحو داعش أمانا فصدقتهم بعض العائلات ومنها عائلتى، وما إن عدنا حتى اعتقلونا وأخذوا الرجال للضرب والتعذيب كى يعلنوا إسلامهم، أما النساء فأخذونا وأوقفونا صفوفا وأتى وحوش مسلحون وقسّمونا إلى فئات: فتيات وسيدات، ثم قسموا الفتيات حسب السن، وتم توزيعنا كسبايا على المسلحين، ومن تبقى تم بيعهن فى السوق»، ويقول تقرير حقوقى آخر «قام شاب من حلب كان يبيع القهوة فى الشارع وانضم إلى داعش بشراء فتاة أيزيدية، ١٨ عاما، مقابل ألف دولار، وأمضى معها أربعين يوما ثم باعها وهى حامل إلى مقاتل تونسى من داعش مقابل ١٢٠٠ دولار». وهنا ومع تكرار الزيجات من السبايا ثارت قضية إثبات النسب، فالزوج يحمل اسما غير اسمه والشهود بغير أسماء حقيقية، وهكذا يأتى جيل من الأطفال لا يعرفون أبا، وزواج الأبوين باطل، وهو ما يتنافى مع تعاليم الإسلام بالحفاظ على حقوق الأم والأطفال.. ولا توجد أى وثائق للزواج فكيف سيعيش هؤلاء الأطفال بعد انتهاء كابوس داعش، وكيف سيحصلون على شهادات ميلاد؟ أما عن نساء المناطق المحتلة بداعش من المسلمات فإنهن يتعرضن لتعليمات قاسية تنفذها كتيبة الخنساء فى سوريا وأميرتها داعشية اسمها «أم مهاجر»، ومهمتها إلزام الجميع باللباس الشرعى ففتيات الصف الأول الابتدائى (أربع سنوات) يلتزمن النقاب، وفى السجن عديدات اتهمن بكشف بعض وجوههن، وبعضهن بسبب ركوب سيارات أجرة دون محرم ويمنع عمل النساء إلا فى مؤسسات خاصة بالنساء منعا للاختلاط. والنساء، خاصة الأبكار والجميلات حتى لو كن مسلمات، سلعة يستحوذ عليها قادة داعش، والمقاتلون الأجانب الذين يمنحون منازل وسيارات و٨٠٠ دولار مرتب و١٠٠ دولار لكل زوجة و٥٠ دولارا لكل طفل، والجميلات من السوريات يختبئن، فإن شاهد داعشى واحدة منهن أخذها كرها. ألم نقل إنهم الأخسرون أعمالا.. وأنهم يقرأون القرآن ولا يجاوز حلوقهم.. ومهما صلوا وصاموا
فهم خوارج ومتأسلمون ولا علاقة لهم بصحيح الإسلام؟

نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع