الأقباط متحدون - يقطع الطلاق وسنينه!
أخر تحديث ١٣:٤٦ | السبت ٤ اكتوبر ٢٠١٤ | توت ١٧٣١ ش ٢٤ | العدد ٣٣٤٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

يقطع الطلاق وسنينه!

بقلم:  نبيل المقدس  

كثرت التبريرات من بعض اعضاء شعب الكنائس لكي تعترف الكنيسة بالطلاق أو كما فعل موسي واعطاهم كتاب طلاق  ... وكثر الجدل والكلام بين الناس فيما بينهم عن : هل الطلاق يجوز او لا يجوز ؟؟  ... وما ترتب علي ذلك كثر الحديث عن الزواج الثاني .. ومن له الحق من الإثنين أن يكون له نصيب في هذا الزواج غير المرغوب فيه من قبل الله ؟؟ . لكن المشكلة بعد كل هذه المجادلات لكي يحصلوا علي كتاب طلاق بالصراخات والصويت من السيدات لإنقاذ حياتهن الأرضية ... وبالتهكمات والتشجنات من الرجال لإشباع  نزواتهم الفانية ,  .. هو ان المسيحية اصلا ليس فيها "طلاق" ... وأنا هنا اتكلم عن عصر النعمة أي العهد الجديد . فالمسيحية لم توصي بطلاق بل أوصت علي "التطليق" ... ويقول البابا شنوده القديس والمفكر الروحي العظيم  أن هناك فرق بين الطلاق والتطليق  .. حيث التطليق يعني "  هو الفصل بين الزوجين بناءً علي حكم محكمة ولأسباب تقرها الكنيسة " . ومفهوم هذا الإجراء  في المسيحية  ليس هو بالمعنى المعروف بالطلاق في الإسلام، فالطلاق هو حق الرجل في فصم الرابطة الزوجية بالإرادة المنفردة ... أما في المسيحية يتم التطليق برضا الإثنين مجتمعين معا . فالمسيحيون جميعًا على اختلاف مذاهبهم مجمعون على أنه ليس في المسيحية طلاق من هذا النوع   بل تطليق .  كما ان جميع الكنائس بطوائفها ومللها قد إتفقت على عدم اتمام زواج المطلقة او المطلق الذى يأتى من ملة أخري منفردا. وهذا ما تتمناه الكنيسة في الشريعة التي طال انتظارها فوق 40 سنة . لكن الكنيسة ولأنها تعلمت الرحمة من ربها فهي أجازت التطليق لكن تحت أسباب أو تبريرات قاسية جدا بحيث لا يقع ضرر بين الطرفين. ونحن نأمل أن يتخذ البابا تواضروس خطوات ايجابية في اصدار هذا التشريع او تعديله في مدة قصيرة لكي لا تتراكم المشاكل . 

ذاُ علينا أن لا نجادل بحق الطلاق بل علينا أن نتجادل في مبررات مُقنعة و التي تعطي حق التطليق لهما طبقا لطلبهما معا ... وليس بطلب فرد منهما . وهناك تبريرات تافهة جدا يمكن علاجها .. وانا ضد هذه التبريرات التافهة التي تُظهرضعف وتفاهة مَنْ طلب التطليق ... مثل عدم الإنجاب فٌانا أعرف ازواج كثيرة لم يعطي الله لهم ثمرا لكنهم يعيشون في أحسن حال .. ومنهم من تبني أطفال وكبرتهم وأدخلوهم الجامعات وزوجوهم .. ومنهم كان يخصص يوما في الشهر للذهاب سويا إلي إحدي الملاجيء يفرغون فيها كل العواطف والمشاعر التي تخص الأبوة والأمومة معا . 

وهناك افراد يتقدمون من أجل الحصول علي كتاب طلاق لمجرد ان احداهما عصبي او ما "يعجبهوش" العجب ولا حتي الصيام في رجب علي حسب المقولة الشائعة . وهذا ليس تبرير لأن الرب اوصاهما يأن يتحملا بعضهما البعض .. وأغلب العائلات بل 98 % يمرون بنفس الحالة لكنهم صامدين ومقبلين علي الحياة بسعادة وهناء. 

وهناك السبب الذي لا يمكن تصديقه او أًؤمن به هو عدم التفاعل الكيميائي والسيكولوجي " إستحالة العشرة " كما يقولونها علمية  بين شخصيتهما .. وبناء عليه فالحياة بينهما تصبح جحيم . طبعا هذا كلام فاضي وخصوصا الرب اعطاهم ابناء " زي العسل " .. فرق العمر بين الأول والأخير حوالي مثلا من 3 حتي 6 سنوات ... اي انهما كانا متجاوبان فقط في لحظات ممارسة الجنس  ... أما في غير اوقاتها  فهما غير منسجمان ... " بقي ده اسمه كلام " . 

أنا اضع الأسباب السابقة تحت بند الفساد الأخلاقي للطرف الذي يشتكي .. وانه لم يعرف روحيا عن المسيحية , ولا عن حياة الإنسانية , أي أنه يحيا بدون ضمير ولا إحساسات البشرية  .. فلا يحق له ان يكون من حظيرة المسيح ...  وهذا تقصير كبير في التربية ... من الكنيسة اولا ومن البيت ثانيا.

وبما أن إلهنا إله رحمة .. فعلينا ان نبحث عن المبررات التي يسمح بها الله اتمام هذا العمل .. أولها وبدون شك ...  هو الزنــــا  . وكان في العهد القديم حكمة او قول يرددها اليهود " إن الله طويل الأناة علي كل خطية إلاّ خطية عدم العفاف " .. وهناك قول آخر " خيرُ لليهودي أن يموت من أن يرتكب خطية القتل وعبادة الأوثان والزنــا . بشرط  إثبات خطيئة الزنى تجاه أحد الزوجين، وتوفُّر شرط الزنى لا يعني إلزامية الطلاق، إذ يمكن لأحد الزوجين أن يسامح زوجه تاركاً باب التوبة مفتوحا  أو علي الأقل مواربا  له أو لها .    

وهناك اسباب خاصة تقبل بها الطوائف المسيحية في حال ثبوتها بالأدلة والبراهين القطعية، مثال على ذلك: اثبات عدم اهلية احد الزوجين للزواج بسبب مرض عضال سابق للزواج وقد اخفي عن الشريك عمداً ... لكن احب أن أضيف وجهة نظر في هذا التبرير هو عدم السماح بالتطليق في حالة معرفته أو معرفتها بهذا المرض قبل اتمام الزواج .  كما سمعت أنه  إذا توفر عنصر الاكراه في الزواج اي اجبار واحد من الزوجين على الارتباط بالآخر عنوة وتحت الضغط  يجوز الفصل بينهما , مع أنني لا أتفق مع هذا الرأي وخصوصا ان الشباب والشابات قد تقدموا كثيرا  في الإدراك والوعي والخبرات ولا يقبل اي منهما ان يتقبلا الآخر شريكا له إلا بدون رضاء الإثنين ... فلا وجود حاليا حالات زواج تحت ضغط وخصوصا الـ  30 سنة الأخيرة . 

بالرغم أن فهم  المتقدمين في الزواج قد وصل إلي حد الفهم الصحيح لأمور الحياة .. إلا ان مغريات الحياة ازدادت ونشط معها الإبليس في تثبيت  نظرية المقارنة أو النظر للغير .. فتزداد الغيرة علي حياتهم  ونصيبهما مهما كانت حسنة , والحقد علي كل اسرة تبدو احسن حال من الأخري ..  لكن واضح أن التمسك بالقيم والأخلاقيات قد قلت جدا . 

أنا اتخيل أن الحل الوحيد للشباب يأتي من دواخلهم بالتأني وعدم الإسراع في الزواج .. وإذا تم إهتمامكما ببعضكما البعض كما اقسمتما علي منبر الزواج وانتما بين يدي الروح القدس .. فالطلاق وكسر الوصايا هو تجديف علي الروح القدس حيث لا غفران لكما كما قال الكتاب . لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ خَطِيَّةٍ وَتَجْدِيفٍ يُغْفَرُ لِلنَّاسِ، وَأَمَّا التَّجْدِيفُ عَلَى الرُّوحِ فَلَنْ يُغْفَرَ لِلنَّاسِ. متي 12 : 31 

آخر نقطة وربما تزعل بعض من شعب الكنيسة .. اطلب ان تكون ابواب الكنائس مفتوحة للجميع ... فالكنيسة تستقبل خطاة قبل المؤمنين . 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter