الأقباط متحدون - مسيحيي العراق.. تاريخ من الإسهام الحضاري ينتهي على أيدي الرعاع
أخر تحديث ٠٠:٤٢ | الأحد ٢٠ يوليو ٢٠١٤ | أبيب ١٧٣٠ ش ١٣ | العدد ٣٢٦٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مسيحيي العراق.. تاريخ من الإسهام الحضاري ينتهي على أيدي الرعاع

صورة تعبرية
صورة تعبرية

المسيحيون أسهموا بشكل كبير في الحضارة الإسلامية

مسحيي العراق ترجموا كتب الفلسفة والحكمة إلى العربية

المسيحيون استهدفوا بشكل مباشر بعد سقوط الدولة العراقية

كتب – محرر الأقباط متحدون

تاريخ حضاري ينهيه رعاع "داعش"
 
للمسيحيون في العراق تاريخ كبير من صناعة الحضارة، جاءت اليوم "داعش" لتقضي على أثرها فقد وصف الجاحظ وضع المسيحيون في العراق في العصر العباسي وقال: إنهم " متكلمين وأطباء ومنجمين وعندهم عقلاء وفلاسفة وحكماء... وان منهم كتّاب السلاطين وفرّاشي الملوك وأطباء الأشراف والعطّارين والصيارفة"، بينما قال بطريرك الكلدان "لويس ساكو" إن مدينة الموصل العراقية تصبح لأول مرة بدون مسيحيون بعد ما قام به تنظيم "داعش" من تهجير المسيحيون وإما أن يعتنقوا الإسلام أو دفع الجزية-بعدما قام أعضاء التنظيم بسرقتهم- أو الموت. 
 
إسهامات العصر العباسي
 
وخلال العصر العباسي كان للمسيحيين في العراق خاصةً السريان والنساطرة دور مهم في الترجمة والعلوم، حيث أدت الترجمة مهمة رئيسة في ازدهار الحضارة العربية الإسلامية، وقد أتقن العرب، والمسيحيون منهم خاصةً، الترجمة واستوعبوا محتويات الكتب المترجمة، بعدما عربوها وأعادوا صياغتها، كما برعوا  في الطب خاصةً، وبقيت أسرتهم آل بختيشوع مسئولة عن الطب في الدولة العباسية طوال ثلاثة قرون وخرج منها أطباء الخلفاء العباسيين، وكان لترجمتهم كتب الفلسفة إلى العربية أثر كبير في ظهور فرق المعتزلة التي تجعل من العقل الحكم الوحيد في تفسير أحكام الشريعة الإسلامية.
 
بداية المسيحية في العراق
 
وفي القرن الأول الميلادي كان معظم سكان العراق يعتنقون المسيحية، حيث دخلت المسيحية على يد توما الرسول أواخر القرن الأول بعد المسيح، وبعض منهم اليهودية والمجوسية والمانوية وعبادة الأوثان، وبعد دخول المسلمين للعراق تضاءلت أعداد المسيحيين بشكل كبير على مدى عدة قرون لأسباب عديدة منها فرض الجزية واعتناق الناس الإسلام. 
 
ثاني أكبر الديانات
 
وحتى الآن تعتبر المسيحية هي ثاني أكبر الديانات في العراق من حيث عدد الأتباع بعد الإسلام، وهي ديانة مُعترَف بها حسب الدستور العراقي؛ حيث أنه يعترف بأربعة عشر طائفة مسيحية في العراق مسموح التعبد بها. وقد احتفظت المسيحية في العراق وعلى خلاف سائر الدول العربية بطابعها الأصلي، فظلت مسيحية سريانية ولم تتعرب بنسب كبيرة كما حصل في بلاد الشام ومصر، وإن كان معظم أتباع هذه الكنائس يجيدون العربية حاليًا كلغة تخاطب يومي سيّما في المدن الكبرى. 

بداية الهجرة
 
وتعود هجرة مسيحيي العراق إلى بداية القرن العشرين بسبب مجزرة سميل في شمال العراق التي دعت عشرات الآلاف للنزوح لسوريا، وبعد استقرار خلال منتصف القرن العشرين عادت ظاهرة الهجرة متأثرة بعوامل اقتصادية واجتماعية خصوصًا بعد حصار العراق وحرب الخليج الثانية.
وقبل الاجتياح الأميركي في 2003 كان عدد المسيحيين في العراق يزيد عن المليون منهم أكثر من 600 ألف في بغداد و60 ألفا في الموصل، لكنهم كانوا موزعين أيضا في مدينة كركوك الغنية بالنفط (شمال) ومدينة البصرة في الجنوب.
 
أحداث عنف 
 
لكن بسبب أعمال العنف الدامية التي هزت البلاد منذ ذلك الحين لم يعد عددهم يربو اليوم عن أربعمائة ألف في كل مناطق العراق، نصفهم في نينوى التي تعد الموصل عاصمتها. 
 
ومع بداية صوم العذراء في 1 أغسطس/آب 2004 تعرضت خمس كنائس للتفجير سويّة، كذلك تعرضت النساء المسيحيات إلى التهديد إذا لم يقمن بتغطية رؤوسهن على الطريقة الإسلامية، وحدثت عمليات اغتيالٍ لعدد من المسيحيين بشكل عشوائي.
 
عشر سنوات من الاستهداف
 
وخلال عشر سنوات هوجمت 61 كنيسة وقتل نحو ألف مسيحي، لكن ليس جميعهم في هجمات استهدفتهم مباشرة، بحسب بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس ساكو. 
 
ومنذ أيام قليلة وبعد سيطرة تنظيم "داعش" على الموصل، وزع بيانا، أعطى المسيحيون خلاله مهلة حتى أمس السبت لكي ينزحوا عن المدينة دون أي متاع بملابسهم فقط، حتى هواتفهم المحمولة تمت سرقتها وقال لهم التنظيم أن من يريد البقاء في الموصل فعليه باعتناق الإسلام أو دفع الجزية –بعد سرقتهم- أو القتل. 

نهاية المسيحية في الموصل
 
ومن جانبه قال لويس ساكو، بطريرك الكلدان، أن مغادرة المسيحيين وعددهم نحو 25 ألف شخص لثاني اكبر مدن العراق التي تضم نحو 30 كنيسة يعود تاريخ بعضها إلى نحو 1500 سنة، جاءت بعدما وزع تنظيم "الدولة الإسلامية" بيانا يطالبهم بتركها.
 
 
 
 
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter