الأقباط متحدون - العباسيون يخرجون من جحور الدعوة بالكوفة وخراسان
أخر تحديث ١٥:٠٩ | الاربعاء ٩ يوليو ٢٠١٤ | أبيب ١٧٣٠ ش ٢ | العدد ٣٢٤٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

العباسيون يخرجون من جحور الدعوة بالكوفة وخراسان

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

محمود خليل
تبلورت الحملة الدعائية للدولة العباسية حول فكرة التشيع لآل البيت وأحقيتهم فى خلافة النبى -صلى الله عليه وسلم- والتأكيد على ظلم بنى أمية الذين استباحوا دم آل محمد وضرورة إسقاط دولتهم وإقامة خلافة جديدة يقودها أهل البيت. وكما تعلم فإن عرب العراق، وخصوصاً أهل الكوفة والبصرة، كانوا يظهرون انحيازاً واضحاً لفكرة التشيع، لكن الجديد فى رحلة نشأة الدولة العباسية تمثل فى ظهور دور واضح للشيعة الفرس داخل العديد من الولايات الفارسية (الإيرانية)، وخصوصاً فى خراسان.

وقد ساهم فى نشر الدعوة العباسية داخل الولايات الفارسية عدد من العوامل، أبرزها: قرب هذه الولايات من الكوفة والبصرة مركز التمرد العلوى ضد الدولة الأموية، وقيام حكام هذه الدولة بنفى من يغضبون عليهم من العلويين إلى خراسان، بالإضافة إلى حالة التماهى بين الكثير من الأفكار الشيعية والتراث الثقافى للفرس، وخصوصاً ما يتعلق بتقديس الأئمة، ودور الإمام فى نشر العدل فى الأرض التى ملأها الظلم والجور. وارتكزت الدعوة الشيعية للدولة العباسية على حق بيت النبوة فى خلافة النبى -صلى الله عليه وسلم- وأن الأئمة من أهل البيت هم القادرون على إحياء الدولة «الديَّانة» التى تلتزم بقيم ومعايير الدين فى الحكم، وعلى رأسها العدل والمساواة بين المسلمين، خلافاً للدولة الأموية التى امتلكت السلطة فيها الأرستقراطية المنتمية إلى البيت الأموى، وساد حكمها الظلم والبطش بالآخرين، خصوصاً من الشيعة والموالى

وأسست ملكها على توريث الحكم لمن يستحق ومن لا يستحق من آل البيت الأموى. «الدولة الديَّانة» تلك هى الفكرة التى تأسست عليها الرسالة الدعائية للدعوة العباسية، وكذك تفعل أية مجموعة تستهدف الوثوب إلى الحكم، فهى دائماً ما تعتمد على فكرة براقة على المستوى الجماهيرى يتحلق حولها الناس، بغض النظر عن درجة احترامها أو عدم احترامها لهذه الفكرة بعد الوصول إلى الحكم.

بدأت الدعوة الشيعية لإنشاء ملك «بنى العباس» سرية على يد محمد بن على العباسى، ثم تحولت إلى «العلنية» على يد ابنه ووريث حكمه «إبراهيم الإمام»، وقد جعل الأخير من «خراسان» مركزاً لنشر دعوته وتثوير الجماهير على الحكم الأموى، وكان «الداعية» الأول والأبرز له هو «أبو مسلم الخراسانى»، الفارسى الذى لعب دوراً محورياً فى الدعاية للعباسيين. استطاع «الخراسانى» أن يضم أهالى العديد من قرى خراسان إلى الدعوة ورفع راية أطلق عليها «السحاب» ولبس السواد. وكان اللون الأسود لون الراية والزى الذى يرتديه أتباع الدعوات الشيعية، انطلاقاً من أن النبى -صلى الله عليه وسلم- كانت رايته سوداء وكذلك على بن أبى طالب. ونتيجة انتشار دعوته وتغلغلها بين الأهالى علم بأمره «نصر بن سيار» الوالى الأموى على «خراسان»

فبعث خيلاً عظيمة لمحاربته فأرسل «أبومسلم» إليهم مالك بن الهيثم الخزاعى فالتقوا، فدعاهم «مالك» إلى الرضا عن آل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأبوا ذلك فتصافُّوا من أول النهار إلى العصر، فجاء إلى «مالك» مدد فقوى فظفر بهم، وكان هذا أول موقف اقتتل فيه جند بنى العباس وجند بنى أمية. واصل «الخراسانى» الدعوة والقتال من أجل التمكين للعباسيين، حتى استطاع أن يضم تحت رايته أغلب أهل خراسان، وكان «إبراهيم الإمام» قد أمره بإبادة كل من ينطق بالعربية فى خراسان، نكاية فى بنى أمية، وكان هذا التوجيه سبباً فى القبض على «الإمام» وسجنه على يد الخليفة الأموى «مروان بن محمد»، وقيل إنه مات فى السجن، وأوصى قبل أن يموت بأن يكون الأمر من بعده لأخيه أبوالعباس «السفاح».

كان «أبو مسلم الخراسانى» الداعية الأبرز لبنى العباس فى «خراسان»، لكنه لم يكن الداعية الأوحد للدولة الشيعية الوليدة، إذ شاركه فى ذلك «أبوسلمة الخلال» الذى لعب دوراً مهماً للترويج للعباسيين ولحقِّ أهل البيت فى خلافة النبى وحكم المسلمين داخل «الكوفة»، لكن أضر به كثيراً محاولته الدعوة إلى تحويل الخلافة إلى آل على بن أبى طالب بعد وفاة «إبراهيم الإمام»، إذ كان يرى أن العلويين أحق بهذا الأمر من الفرع العباسى من أهل بيت النبى. ويحكى «ابن كثير» أنه لما بلغ أهل الكوفة مقتل إبراهيم بن محمد (الإمام) أراد أبوسلمة الخلال أن يحول الخلافة إلى آل على بن أبى طالب، فغلبه بقية النقباء والأمراء وأحضروا أبا العباس السفاح وسلموا عليه بالخلافة وذلك بالكوفة، وكان عمره إذ ذاك ستاً وعشرين سنة، وكان أول من سلم عليه بالخلافة أبوسلمة الخلال!
نقلآ عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع