الأقباط متحدون - المهندس عدلي أبادير: ومرَّ عام على رحيل العملاق
أخر تحديث ١٤:٢٤ | الأحد ٢٦ ديسمبر ٢٠١٠ | ١٧ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٤٨ السنة السادسة
إغلاق تصغير

المهندس "عدلي أبادير": ومرَّ عام على رحيل العملاق


بقلم: مادلين نادر

مع نهاية العام الحالي، وبعد أيام قليلة، نحتفل بالذكرى الأولى لوفاة المهندس "عدلي أبادير"- كبير أقباط المهجر- (16 فبراير 1920 – 31 ديسمبر 2009)- والذي رحل عن عالمنا في 31 ديسمبر 2009 ، بعد مشوار طويل في الدفاع عن القضية القبطية. حيث كرّس كل ما يمتلك من مال ووقت وجهد دون تحفظ، لدفع العمل القبطي إلى الأمام. كما قام بتنظيم واستضافة المؤتمرات العالمية على نفقته الخاصة للتعريف بالقضية القبطية، وأسَّس منظمات حقوقية بـ"سويسرا"، وهذه الجريدة الإلكترونية "الأقباط متحدون".
 
عاش "عدلي أبادير" في "مصر"، والتحق بكلية الهندسة. وبعد تخرُّجه عمل في مجال الاستيراد، وكان يستورد لـ"مصر" السكر من الخارج، بالإضافة إلى معدات المصانع، وكان الوزراء ورجال الثورة على علاقة جيدة به، فكان واحدًا من أبرز رجال الأعمال في "مصر". كما شارك في إنشاء جريدة "وطني الأسبوعية" في سنة 1958، والموسوعه القبطية أيضًا، والتي تُعد أول موسوعة تتنشر عن الثقافة القبطية، ومرجعًا هامًا للباحثين المصريين والغربيين، حيث تغطي موضوعات كثيرة عن الفترة القبطية في تاريخ "مصر"، بما فيها اللغة القبطية، والدين، والفن، والمجتمع، والسياسة.

ولكن الأمور لم تستمر على هذه الوتيرة، حيث تم تلفيق تهمة له، اُودع على أثرها بالسجن لعدة سنوات في قضية ملفَّقة لرشاوى دُفعت لرجال الثورة أثناء مناقصة لتوريد معدات مصنع ورق بـ"قوص"، وثد أخذ حكمًا بالبراءة منها بعد أن انتقم منه النظام.

رحل "أبادير" بعد ذلك عن "مصر"، وسافر إلى "سويسرا" ليبدأ منها من جديد، حيث أسَّس مكتبًا للتصدير. وبعد مجهود شاق وتعب لسنوات طويلة، نجح "أبادير" في عمله، ليصبح اسمًا بارزًا في عالم المال والتجارة.

وبالرغم من أن "أبادير" ترك "مصر" وعاش في "سويسرا"، إلا أن "مصر" ظلَّت تعيش بداخله، حيث عاش في غربته يخدمها، مهمومًا بقضاياها، وبالقضية القبطية على وجه الخصوص. ولكنه مع ذلك، كان يساعد أي مصرى يلجأ إليه بصرف النظر عن دينه. كما كان معنيًا أيضًا بمشاكل الأقباط وحقوقهم، ووضعهم الاجتماعي والقانوني في "مصر"، والاضهاد الذي يعانونه، بالإضافة إلى حقوق الإنسان ككل.

مؤتمرات للتعريف بالقضية القبطية:
قام "أبادير" بتنظيم مؤتمر بـ"زيورخ" عُقد في سبتمبر2004 بعنوان "مسيحيين تحت الحصار" برعاية منظمة التضامن المسيحي العالمي. وبعد نجاح المؤتمر، واصل "أبادير" الاتصالات، وكان يردِّد دائمًا: "يجب علينا دائمًا تصدير الثورة للأقباط الخانعين ليطالبوا بحقوقهم".
لم يكتف المهندس "عدلي" بذلك، بل عقد مؤتمرًا في "واشنطن" في شهر نوفمبر من عام 2005، نجح عالميًا. كما شارك في المؤتمر نخبة من السياسيين، وحضره بعض رجال الكونجرس الأمريكي.

ولم يكن "أبادير" يتوانى عن العمل من أجل القضية القبطية يومًا واحدًا؛ فحتى في الأيام التي كان يدخل فيها المستشفى منهكًا، كان يعمل بشكل متواصل، ويجول المستشفى ليبحث عن مكتب لعمل الفاكسات. وكان يبذل نفسه، ويردِّد دائمًا: "إنني أسابق الزمن؛ لعلي أقوم بعمل شىء نافع لأقباط مصر الغلابة".

قالوا عنه:
قال الأنبا "دميان"- الأسقف العام لأقباط "ألمانيا" بعد وفاة "عدلي أبادير": إن الكنيسة القبطية فقدت أحد أكبر الأراخنة بها، فقد قام بعدد من الخدمات سواء لمسلمين أو لمسيحيين، أرثوذكس أو كاثوليك أو بروتستانت، وكانت أعماله تفوق الخيال، منها ما هو مُعلَن، وأخرى لا تحصي بالخفاء، وأعماله الخيِّرة تلك تؤكِّد أنه كان مستعدًا دائمًا للقاء الله."

وقال رئيس مجلس إدارة هيئة أقباط كاليفورنيا المسيحية مودعًا المهندس "عدلي أبادير": "كل من تعامل معه عن قرب يُدرك أنه كان مثالاً للرجولة الحقيقية بكل ما تحمله من معنى. كانت الكلمة التي تخرج من فمه سيفًا يرهب العدو ويُطمئن الصديق. كان من الرجال القلائل الذين استطاعوا أن يتعدوا مرحلة الكلام الرخيص إلى العمل المكلف. إنجازاته في خدمة القضية تتحدَّث عن نفسها، وقد سبَّبت زلزالاً قويًا في العالم ووضعت القضية القبطية على خارطة العالم. لقد فقد الأقباط في العالم قبطيًا بارًا، وفقدت مصر وطنيًا مخلصًا."

وفاته:  

توفَّى يوم 31 من ديسمبر في "سويسرا" المهندس "عدلى أبادير يوسف"- الأب الروحي لأقباط المهجر- عن عمر يناهز 90 عامًا، بعد معاناة شديدة مع المرض.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter