الأقباط متحدون - هو روح المسيحية .. وليس الإسلام
أخر تحديث ١٣:٥٤ | الجمعة ٢٥ اكتوبر ٢٠١٣ | بابه ١٧٣٠ ش ١٥ | العدد ٣٢٩٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

هو روح المسيحية .. وليس الإسلام


بقلم: القس أيمن لويس
أستغراب واندهاش .. هذا ما شعرت به عندما قراءت مقال الاستاذ سليمان جودة بالمصرى اليوم 10/22 (موتوا بغيظكم !) . فقد كتب "إن عزاءنا الوحيد فى حادث الكنيسة (الوراق) أو فى اى حادث آخر يمكن أن يتعرض له أى قبطى  .. أن اخواننا الاقباط قد برهنوا بالدليل فيما بعد ثورة 30 يونيو بشكل خاص ، وقبلها بوجه عام ، أنهم ابناء أصلاء حقا لهذا الوطن . لهذا الحد الكلام جميل بل يشكر كل الشكر على شهادة الحق التى شاركة فيها  كثير من الكتاب والمفكرين المسلميسن.    
 
أما الغريب والعجيب هو ما قاله وهو يسترسل فى المقال "ولا أجد حرجا فى أن أقول إنهم أثبتوا أنهم أقرب كثيرا إلى روح الاسلام !!، وجوهره!! ، ومقاصده !!العليا!!. وهو نفس ما قاله الامام محمد عبده منذ اكثر من 100عام بعد زياراتة للغرب أوائل اقرن الماضى "رأيت أسلاما ولم أرى مسلمين وذهبت إلى بلاد المسلمين ، فرأيت مسلمين ولم ارى أسلام " !!!..
 
قال هذا للأنه اعتقد ان ما رآه هو روح الاسلام فى تعاملات الناس مع بعضهم من رقى وتحضر ، وانبهر بما رآه من جدية وامانه فى العمل وقبول للأخر وأحترام وحرية التعبير ونظافة وانتظام ودقه . وهو نفس الانبهار الذى لمسة معظم المصريين المستنيرين من المسلمين ، من وطنية واخلاص وامانة وأنتماء من المسيحيين تجاة بلدهم وارضهم وتاريخهم وحضارتهم ، رغم ما عانوه ويعانوه من أضطهاد واذدراء وتهميش وأستئصال.
 
لست أعلم لماذا لا يروا روعة الايمان المسيحى الذى أنتج هذا النسيج الجميل المتميز ؟!!، لماذا لا يشهدوا ان عقيدتهم هى سبب وداعتهم وودوديتهم وتسامحهم ، ما الشكلة فى ان يقدموا شهادة حق ، ويعطون الحق لأصحابه ؟!! . لماذا يخشون الاعتراف بجمال مسيحنا وطهر اقواله وافعاله ؟!! لماذا ينسبون كل جميل لدينهم واسلامهم فقط ؟!!
 
لماذا يخافون ويضنون علينا بالاعتراف بما هو جميل عند الاخر ؟!! لماذا لا يدركون بان شهادتهم الايجابية فى حق دين أخر أى دين يختلف عن عقيدتهم لا ينتقص شيأ من اعتزازهم بأسلآمهم ؟!! لماذا كل جميل عند الاخر ينسب للأسلام الذى ليس منه بشىء ؟!!، نريد أن نرى الاسلام العملى وليس اللفظ الافتراضى ، سامحونى وانا اصارحكم القول ان ما يصلنا من الاسلام ما هو الا جمال الاقوال وقبح الافعال ، واما نحن فليس لنا فرصة لتسمعوا منا عن ديننا وايماننا الذى هو غنى عن الذكر ، فرآيتوا منا ثمار الايمان بحلو الافعال .
 
كفوا عن مدح دينكم وعاملومنا بالحسنه حتى نمتدحكم . أهنتمونا فوقرناكم ، لعننا شيوخكم بالمساجد فدعونا لكم من على الهيكل بالبركة ، جاهر شيوخكم بضرورة بغض المسيحى وكرهيته ، فرفعنا لكم الرايات لنعلن لكم حبنا ، كفرتمونا وقتلتمونا فصبرنا وتسامينا . ألتزاما بتعاليم ديننا السمح الذى هذبنا بهذه الاخلاق " لكى يروا اعمالكم الحسنة ، ويمجدوا أباكم الذى فى السماوات" ، "فكل ما تريدون أن يفعل الناس بكم أفعلوا هكذا أنتم أيضاً بهم" مت16:5،12:7. 
 
لا يأستاذ سليمان جوده .. إن ما رأيت ما هو الا نقطة من فيض روح المسيحية ، وجوهرها ، ومقاصدها العليا . المسيحية التى كانت مصيبة ومحقة عندما فصل مسيحها الدين عن السياسة . وجعل الاوطان للشعوب بكل تنويعاتهم وافكارهم وعقائدهم ، والايمان علاقة شخصية بين الانسان وربه وهو الديان وحده والرقيب على العباد . أننا نصلى كى ما تعرفوا الحق والحق يحرركم .
 
يتغير الزمن وافكاركم لا تتغير ، يذكرنى كلامكم بما ورد فى كتابنا المقدس فى سفرى اشعياء وحزقيال عن الذى انخدع فى نفسه فقال فى قلبة "أنا خاتم الكامل ، ملآن حكمة وكامل الجمال ."

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع