الأقباط متحدون - لست مع التعري لنيل حقوق المرأة
أخر تحديث ٠١:٣١ | الأحد ٧ ابريل ٢٠١٣ | ٢٩برمهات ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٨٩ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

لست مع التعري لنيل حقوق المرأة

في بداية التسعينات.. وفي مقابلة تلفزيونية مع مذيعة ال سي إن إن في عمان.. قال قاتل أخته الذي يقضي عقوبته المخففه ب 6 أشهر أنه قتلها لأنها مثل التفاحة العفنه التي ستقضي على بقية التفاح الصالح في الصندوق.. ولهذا قتلها حماية لبقية الفتيات وحماية وصيانة للمجتمع..

واليوم أقرأ دعوة الداعية التونسي عادل العلمي إلى " إقامة حد الجلد والرجم حتى الموت على الفتاة التونسية ذات ال 19 عاما أمينة تيلر.. لكي لا تكون مثالا سيئا لأخريات "
أمينة عرّت صدرها في وقفة إحتجاجية تؤكد فيها أن جسمها ملكها وليس مصدر شرف لأحد..

بداية أود أن أؤكد أنني لست من مستسيغي أو مؤيدي فكرة التعري لنيل الحقوق.. ولكني وبالتأكيد أؤيد حق أمينه وغيرها من النساء في أجسادهن. وأن هذا الجسد ليس ملكا ولا مصدر شرف لأحد سوى صاحبه الذي يملك الحرية والخيار..وأستطيع أن أتفهم مصدر حنقها وتمردها.. فهي في مرحلة مراهقة تريد تاكيد شخصيتها وحريتها.. وهي مرحلة من مراحل جنون الشباب تمر وتنتهي ولا يجب بأي حال من الأحوال أن تكون جرما يلاحقها طيلة حياتها كما هو السائد في المجتمعات العربية.

وأؤمن أيضا بأن هذا جسد خلقة الله.. ولو أراد تغطيته وتحجيبه لربما خلقة بشكل آخر.. فهو جسد مثله مثل جسد أي إمراة أخرى في هذا العالم.. ولا يختلف في تكوينه بأي شيء آخر.. مثله في ذلك مثل جسد الرجل الذي لا يختلف من رجل إلى آخر.. ما يختلف هو ما يتخلل هذه الأجساد من مشاعر وأحاسيس..ما يختلف هو نظرة الإنسان حامل الجسد لوظيفة هذا الجسد.. فإما يقيّمه ويحمية وإما أن يتدنى به إلى مستوى الحيوانات.. وفي هذا لا يختلف تصرف الرجل الذي يتباهى بعدد النساء اللواتي وقعن في غرامة وإستطاع نيل مآربه منهن وغرر بهن وبين المرأة التي تمتهن الدعارة حبا في الدعارة وليس لظروف إحتياجية... فكلاهما إمتهن جسده ولم يحترم قيمة هذا الجسد..

أما دعوة الداعية التونسي عادل العلمي لقتلها.. فهو لو كان مؤمنا حقا لآمن بأن لا يأخذ الروح إلا خالقها.. وأنه بتصريحه هذا أعطى نفسه صلاحية تفوق صلاحية الخالق.. إضافة أنه فتح بابا يحض الناس فيه على التعدي على الحرية الشخصية سواء لأمينة أو لغيرها.. بمعنى أنه أعطى نفسة سلطة قانونية..

الذي يجب أن يحاسب هنا.. ليست المراهقة أمينة التي إختارت التعبير عن حريتها وحقها في إمتلاك جسدها بالتعري.. ولكن الذي يجب أن يحاسب هو من يدّعي المشيخة.. والحرص على نظافة المجتمع.. بينما فتاوية هي السم الذي يسمم أفكار هذا المجتمع..

إن أمثال هذا الداعية هم من إستعملوا الدين لتسميم أفكار البنات حين إستغلوا جهل البنات في معنى الجهاد.. وحضوهن في فتوى مغرضة ومتدنية معنويا وأخلاقيا على إستعمال أجسادهن بتدني أخلاقي لا مثيل له حين أفتوا بنكاح الجهاد.. أو جهاد المناكحة..وهو الذي ثبت بأن بعض الفتيات سافرن بالفعل إلى سوريا للقيام بهذا الواجب؟؟

الحكومة أيضا مسؤولة حين تقف مكتوفة اليدين أمام مثل هذه الفتاوي ولا تعاقب مطلقيها... وأيضا من يشجعوا على الإلتزام بها.. ويسهّلوا عملية السفر للفتيات المغرر بهن عقليا...

لن أستغرب أن أسمع وأرى مظاهر إحتجاجية جديدة أفظع من التعري من فتيات في المنطقة العربية كلها.. وبالمقابل لن أستغرب أيضا سفر فتيات للقيام بواجبهن الديني في جهاد المناكحة.. إعتقادا من الأولى أنها تطالب بحريتها و تتحدى المجتمع بأسره معتقدة أنها ستنال حريتها بهذا التعرّي.. وإعتقادا من الثانية أنها تلتزم بواجبها الديني على إعتبار انها ليست أقل دينا من الرجل المجاهد....
وبينما يستمر فقهاء الدين في فتاويهم التي تحرّم الحرية.. وترفض الإختلاط الطبيعي وتحرّم كل المظاهر المجتمعية الطبيعية.. يستمر التّدّني الأخلاقي المجتمعي....


 بصيرة لحقوق المرأة الإنسانية

نقلان عن إيلاف


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع