الأقباط متحدون - شهادة في يوم التنحي
أخر تحديث ١٨:٠٢ | الثلاثاء ١٢ فبراير ٢٠١٣ | ٥ أمشير ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٣٥ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

شهادة في يوم التنحي

كتب : حنان فكرى 

في مثل هذا اليوم منذ عامين .. كنت أمام قصر الاتحادية .. و عقب إعلان التنحي مباشرة هاتفنى رئيس التحرير يوسف سيدهم قائلا :" رجعنا للحكم العسكري .. اللي حصل ده مش صح يا ثوار "
 على اقدامى كنت عائدة من محيط قصر الرئاسة إلى التحرير، انتابتني حالة من البكاء مع الفرح الممتزج بالخوف،سرت على أقدامى معظم المسافة إلى التحرير و قبل أن ادخل الميدان التقيت بضابط جيش بصحبته زوجته و ولديه، يتابعون مظاهر الاحتفال بالتنحي، كنت فرحة باكية خائفة مما قاله لي رئيس التحرير، استوقفته و سألته عن مخاوفي ابتسم ابتسامة ساخرة  و امتنع عن الرد، أبرزت له كارنيه نقابة الصحفيين و بكيت :" أرجوك قوللى أنا فرحتي انطفت فهمني أنت اعلم منى و لا أريد معرفة اسمك " قال مبارك أدانا كلنا اكبر خازوق .. مبارك انتقم من مصر .. مبارك عمل زى نيرون بالضبط لما سلمها للجيش، و كان يقدر يعمل غير كده لكنها رغبته فى الانتقام و بكرة الإخوان هايركبوا و تخرب البلد، يا ترى فرحتك لسه مطفية و لا ماتت .. كنت عايزة تفهمي فهمتي ؟؟ " تركته و الذهول يلفني .. ظللت ابكي حتى وصلت ميدان طلعت حرب، حاولت جاهدة أن أتغلب على ما قاله و انخرط في الفرحة.. ابدا لم استطع، و فى اليوم التالي و الثالث - الأحد - عدت إلى الميدان فوجدت بعض الشباب معتصمون بجوار محل " كنتاكى" .. و كل من يمر ينتهرهم لبقائهم في الميدان بعد التنحي، فسالت احدهم لماذا أنت باق فأجاب :" لان الثورة لازم تحكم و إلا نبقى علمنا هوجة " .. تركته و رحلت و من حينها لم أر الثورة تحكم .
 
عامان من الدماء و الدموع و لم تحكم ، شباب يحلم و في اقرب مدفن يرقد هناك حلمه مطويا في ثنيات جسده الذي أعياه التظاهر و مبيت الليالي في الميادين و مقاومة القمع و الفاشية و لم تحكم ، عامان ارتدت مصر فيهما السوا د على اغلي من فيها – شبابها – ولم تحكم الثورة. 
 و اليوم يدعى اليمين المتطرف انه الثورة و من بشر بها و ينكل بالمعارضين و يصفهم بالمحرضين و الكافرين و يمارس كل صنوف الإقصاء مستخدمًا ذيوله الملوثة، حقا خير وريث لمبارك لو جاء جمال لما كان بكل هذا الولاء للإرث العفن بكل تفاصيله القذرة.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter