الأقباط متحدون | همسة عتاب لـ"البرادعي" ومؤيديه
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٩:٥٤ | السبت ٢٤ مارس ٢٠١٢ | ١٥ برمهات ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٠٩ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

همسة عتاب لـ"البرادعي" ومؤيديه

السبت ٢٤ مارس ٢٠١٢ - ٥٨: ٠٣ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم- أحمد صبح
أنا لا أقول إلا ما أعتقده، ولا أعتقد إلا ما أسمع صداه من جوانب نفسي، فربما خالفت الناس في أشياء يعلمون منها غير ما علم، ومعذرتي إليهم في ذلك أن الحق أولى بالمجاملة منهم، وأن في رأسي عقلاً أجله عن أن أنزل به أن يكون تابعًا لأحد، أو ريشه في مهاب الأغراض والأهواء، فلا يجوز بعد ذلك لأحد أن يرميني بجارحة من القول، أو صاعقة من الغضب لأني خالفت رأيه، أو ذهبت غير مذهبه، أو أن يرى أن له من الحق في حملي على مذهبه أكثر مما يكون لي من الحق في حمله على مذهبي.. لا بأس أن يؤيِّد الإنسان مذهبه بالحجة والبرهان، ولا بأس أن ينقض أدلة خصمه ويزينها مما يعتقد أنه مبطل بها، ولا ملامة عليه في أن يتذرع بكل ما يعرف من الوسائل لنشر الحقيقة التي يعتقدها إلا وسيلة واحدة لا أحبها له ولا أعتقد أنها تنفق أو تغنى عنه شيئًا، وهي وسيلة الشتم والسباب. لأن لإخلاص المتكلم تأثيرًا عظيمًا في قوة حجته، وحلول كلامه المحل الأعظم في القلوب والأفهام، والشاتم يعلم عنه الناس جميعًا أنه غير مختص فيما يقول، فعبثًا يحاول أن يحمل الناس على رأيه، أو يقنعهم بصدقه، وإن كان أصدق الصادقين!!!!.

أتدرون لما يسب الإنسان مناظره؟ لأنه جاهل وعاجز معاًً، أما جهله فلأنه يذهب في وادٍ غير وادي مناظرة ويظن أنه في واديه، لأنه ينتقل من موضوع المناظر إلى البحث في شئون المناظر وأطواره وصفاته وطبائق كأن كل مبحث عنده مبحث "فسيولوجي"، وما أعجزه، لأنه لو عرف إلى مناظره سبيلاً غير هذا السبيل لسلكه، وكفى نفسه مؤنه ازدراء الناس إياه وحماها الدخول في مأزق هو فيه من الخاسرين، محقًا كان أم مبطلاً.

أقول ذلك وأنا من ضحايا النظام السابق، لا أريد أن أتاجر بالمآسي التي حدثت لنا، وأنه قد تم اعتقالي لأكثر من 15 عامًا دون تهمة، والمفترض كما أرى الساحة أن أكون في زمرة الذين يقفون الآن ضد الثوار، هذا من أبطل الباطل، أن تقف ضد "البرادعي"، أو "نوارة نجم"، أو "جورج إسحاق"، أو "مينا دانيال"، أو "خالد سعيد".. أنا أتأسف أن أقول المفترض أن أكون، لأن ذلك هو الحاصل، ولكن الحق أحق أن يُتَّبع، فهؤلاء هم الذين كان لهم فضل علينا في حياتنا، فأخرجونا من مقابر الأحياء إلى سعة الدنيا، فلما ذا نفر الآن- من الحقيقة التي تم حبسنا واعتقالنا من أجل خدمتها- إلى أخس الوسائل لنبحث عن هؤلاء الشباب في أطوالهم وطبائعهم؟ إن الذين تم خذلانهم في ميدان الحقيقة عليهم ألا يلجأوا إلى أخس الوسائل من سب "البرادعي"، وشتم "نوارة نجم"، والتشكيك في حياة وأحوال الشهيد "خالد سعيد"؛ لأن التاريخ يسجِّل عليكم الفرار من معركة بناء "مصر" ويسجِّل عليكم خذلان ثورتها، لقد جن جنوني والبعض يذكر أن الشهداء في "التحرير" كانوا يتناولون المخدرات، والذين لولاهم ما ذهبوا إلى مجلس الشعب!!!!!!.

وإذا كان لك صديق تحبه وتواليه، ثم وجدت منه ما لم يحل في نظرك، ولم يتفق مع ما علمت من حالة وما اطرد عندك من أعماله، ثم تحدثت عن مؤاخذة صديقك على الخصلة التي ذهمتها فيه عدك الناس متلونًا أو مخادعًا، أو ذا وجهين تمدح اليوم من تذم بالأمس، وتذم في ساعة من تمدح في أخرى، وهذا ينطبق على عدو لك وجدت منه بارقة خير فتحدثت بما قام في نفسك من حمدك لعدوك على الخلة التي حمدتها، قالوا عنك إنك تظهر مالا تضمر وتخفي غير الذي تبدي، ولو أنصفوك لأعجبوا بك وبصدقك ولا كرهوا سلامة قلبك من هوى النفس وضلالها، ولأسموا ما بدا لهم قبل اعتدالاً لا نفاقًا، وإنصافًا لا خداعًا؛ لأنك لا تغلو في حب صديقك غلو من يعميه الهوى عن رؤية عيوبه، ولم تتمسك من صداقته بالسبب الضعيف..

أقول ذلك وأنا أرى أتباع الدكتور "البرادعي"- وأنا أجل هذا الرجل أيما إجلال!!!!- أقول أراهم يجمعون له آلاف التوكيلات من أجل ترشيحه لمنصب رئيس الجمهورية، وهو الميدان الذي انسحب منه، وأنا أتساءل: لماذا يضيع جهدنا هباءًا منثورًا؟ ولماذا نبني مدينة على الماء؟ الرجل انسحب من هذا الميدان لأنه يرى أن الجو غير مناسب، فما على أتباعه إلا أن يناصروه في مجال آخر، أو يتوجَّهوا إلى مرشح آخر حتى لا تترك الساحة لهذا التيار الذي يقسم الدولة على أساس الإيمان وعدم الإيمان، والجنة والنار؛ لأن تركهم للتحرك على أساس ديني يحمل الخطر الأكبر، خطر التمزيق العميق بين الناس، ذلك أن كل حوار شئنا أو أبينا يحمل سمة الحسم، مؤمن مع الله أو كافر مع الشيطان، بل الحوار سيكون حول من يمثل الطريق السوي، ومن هو بين المرتدين، فالحوار الموضوعي السليم العاقل سيكون مفقودًا. إذن فطرح الدين سيؤدي إلى فريق من الفرقة والانعزالية بدلاًً من أن يؤدي إلى المزيد من التعاون والانسجام.

وأقوالها بصراحة: لقد كنا في عهد الصدام مع الدولة لا نأخذ من الإسلام إلا ما نبرِّر به أعمالنا، أو ما يساعدنا في أعمالنا، مع أن القرآن جاء كتابًا للهداية العامة!!!!

 أردت أن أذكر ذلك، لنرى حجم الفراغ الذي تركه د. "البرادعي" في الأسلحة بعد ثورة، أراه كان ملهمًا لها، ومن أكبر أسباب قيامها، لذلك فأنا أتساءل: ألم يوطن الدكتور "البرادعي" نفسه أنه سيتعرض لحرب من الفلول وأصحاب المصالح ومن راكبي الموجة، نارها لا تخمد، ولا يخبو أوارها حتى تهلك هذه الأركان للنظام الأسبق، أو ينتصر "البرادعي" ومن معه أكثر؟

سيدي "البرادعي"،... إنك بذلت جهدك وعمرك، وتم اغتيالك معنويًا من أجل إيمانك بفكرة التغيير، ومازلت تواصل سيدي المحترم.. فقد هلكت البشرية- أقصد حاملي لواء الحق- من عهد آدم إلى اليوم حمايةً للمذاهب وزودًا عن العقائد. نعم لكل دعوة وثورة خصومها وأعداؤها، لأنهم يحاولون فجيعتها في قادتها وإغلاق قلوبنا، فلابد من احتمال الشدائد والعزيمة الثابتة والقلوب الصابرة حتى نبلغ الغاية لهذه الثورة المباركة.

المخلصون يا سيدي "البرادعي"- وأحسبك منهم- لا يبالون أن يسميهم الناس خونة، أو عملاء، أو زنادقة، أو ملحدين، أو ضالين، أو كافرين، لأن ذلك ما لا بد أن يكون.

كم من بنى عابد بين أعدائه ساحرًا وكاذبًا ثم مات وهو سيد المرسلين، والإمام "الغزالي" عاش بالكفر والإلحاد ومات حجة الإسلام!!!! و"ابن رشد" عاش ذليلاً مهانًا حتى كان الناس يبصقون عليه إذا رأوه ومات فليسوف الشرق، فهل لا تحب يا سيدي الدكتور "البرادعي" أن تكون أمثال هؤلاء العظماء وميتًا؟!!!!

قد يقول لك من حولك ما يغني "البرادعي" في أمة لا تحسن به ظنًا، والجهل والأمية منتشرة فيها، فأنت تضر نفسك من حيث لا تنفع أمتك!!!!!

هذا يا سيدي ما يوسوس به الشيطان للعاجزين والجاهلين، وهذا هو الداء الذي ألم بالنفوس العظيمة فأمسكت، فأنجبت من ميدان النضال، وعبس نفوسها عن الانطلاق في سبيل الرشاد!!!!!

سيدي "البرادعي" وأتباعه، لا يستطيع الباطل أن يصرع الحق في ميدان، لأن الحق وجود والباطل عدم، إنما يصرعه جهل أتباعه بقوته، ويأسهم من غلبته، وإغفالهم النداء به والدعاء إليه!!!!!.

سيدي "البرادعي"، لا يحمل بالطبيب أن يحجم عن العمل الجراحي فرارًا من إزعاج المريض أو خوفًا من عويله وصياحه، أو إنقاذه لسبة وشتمة؛ لأن المريض سيكون من أصدق أصدقائه غدًا وأحب الناس إليه.. سيدي "البرادعي" لن يكون الثاثر الحق حبيبًا إلى الأمة الجاهلة إلا إذا كان خائنًا وزنديقًا وعميلاً، فلن تنال حظك من الإكرام والإجلال إلا بعد أن تتجرع مرارة الدواء، ثم تشعر بحلاوة الشفاء!!.

إنني أدعو الجميع ألا يشغلوا أنفسهم بجمع التوقيعات، بل أدعوهم للاتفاق على آلية جديدة لاسترداد الثورة وجعلها تسير في الطريق الصحيح، وأنا أثق جدًا في "البرادعي" وأتباعه، وإن كنت أذكر لكم قول "المتنبي":
ناءيته فدنا، دانيته فنأى *** جمشته فنبا، قبلته فأبى




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :