الأقباط متحدون | السنة القبطية السلفية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٠:٤٣ | الجمعة ٣٠ ديسمبر ٢٠١١ | ٢٠كيهك ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٢٤ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

السنة القبطية السلفية

الجمعة ٣٠ ديسمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم: فادى يوسف

 على مدار 365 يوم وليلة فى عام 2011 عاش الاقباط أصعب اضطهاد فى العصر الحديث من قمع وأذلال وقتل ونهب وحرق وأشاعة اكاذيب و ... و .. والقائمة طويلة بالاحداث التى وأن وزعت على 10 أعوام لا تكفيها أستعاب تلك الاحداث وتحليلها والوصول الى حلول لها
وبرغم أن تلك الاحداث كانت جزء من تاريخ جديد يكتب لمصر بثورة سلمية قام بها الشباب المصرى الحر وأختطفها أسلاميون وأحزاب دينية كانت تكفر قيام تلك الثورة لكنها كاحداث توصف بالطائفية طبعت وصمة عار على جبين تلك الثورة المجيدة والتى أنقذت مصر من طغيان حاكم لتعطيها لحكام أخرون لم يحسنوه أدارتها

ولكن مع ثبات الطرف القبطى فى كل الاحداث كمعتدى عليه تغيرت الاطراف الاخرى من أيادى الداخلية كما يعتقد فى أحداث مذبحة الاسكندرية الى أيادى أهالى شارونة بمغاغة فى أحداث مذبحة أسرة باكملها الى أيادى جماعات أسلامية فى تدمير كنيسة رفح أكثر من مرة الى أيادى مجند شرطة فى أحداث قطار المنيا الى أيادى الجيش فى الاعتداء على الاديرة الى أيادى السلفيين فى الاعتداء على مواطن قبطى وقطع أذنه بقنا الى أيادى أهالى اطفيح فى أحداث كنيسة صول الى أيادى أهالى السيدة زينب فى أحداث المقطم الى أيادى السلفيين مرة أخرى فى التظاهر أمام الكاتدرائية وتهديدها مباشرتاً الى أيادى السلفيين مرة ثالثة فى أحداث أمبابة الى أيادى أهالى أدفو فى أحداث المريناب الى أيادى الجيش مرة أخرى فى أحداث مذبحة ماسبيرو الى أيادى السلفيين مرة رابعة بالاقصر فى حرق خيم دير مارجرجس الرزيقات الى أيادى خفية تحمل عليها الكثير من الازمات الطائفية التى تحدث بين أيام وأيام أخرى تملى تلك السنة فوق ما تحتمل أو تطيق

وأن دققنا النظر فى تاريخ تلك السنة الثقيلة على قلوب جميع المصريين سنجد أن السلفيين لهم نصيب الاسد والمتكرر شبه يومياً فى تصدع الجدار القوى الذى بنئ على مدار قرون بين أبناء الوطن الواحد فبخلاف الاحداث التى ذكرت والتى كان للسلفيين اليد العليا فيها فاستمرار نشر أفكارهم وفتواهم مرة بمنع التصويت فى الانتخابات لصالح الاقباط أو حتى الاحزاب المدنية أو الوسطية ومرة فى تحريم الاحتفال باعياد الاقباط أو حتى المعايدة عليهم فى مناسبتهم ومرة فى نشر أكاذيب أن الكنائيس تحتوى كتب سحر وملابس نساء وأسرى وذخيرة وأسلحة وأسود وربما تحتوى على ديناصورات تلتهم من يكفرهم !!!!
وأستمرار مع تلك الانشقاقات التى يصتنعوها على مدار العام إيضا هناك مسيرات ووقفات أختى فلانه وأختى علانة والتى يستغلونها من أجل التجيش ضد الاقباط وأهانة رموز الكنيسة التى بحكمتها لم تعطى لهم أهتمام ولكن هذا لم يرجعهم على تصرفاتهم الصبيانية
ولا ننسى خروج شيوخهم من على منابر المساجد ومن أمام شاشات الفضائيات ليعلونه تكفريهم للاقباط ورفضهم لهم أو حتى تهنئتهم باعيادهم والى المزيد أم نكتفى بهذا الذى وأن دل يدل على أن هناك جهات خارجية تريد من خلالهم شق الصف المصرى وأضعافه من محتواه ومضمونه التوحدى بابناء وطنه

عاش الاقباط على مدار عام باكلمه أسوء احداث مرت بهم على مدار تاريخ الدولة الحديثة فربما عند قراءة تاريخ الاقباط المشرف منذ نشر المسيحية فى ربوع القطر المصرى سنجد فترات كانت أشد حالات الاضطهاد عليهم ولكن ذلك كان فى عصور لم يحكمها قانون أو دستور بل يحكمها غوغاء ورعاع وبطش حكام جبابرة طغاة قساة القلوب
أما أن يحدث مثلما حدث فى ذلك العام من قتل أكثر من 140 قبطى وأصابة اكثر من 2700 قبطى وحرق وتدمير 4 كنائس ونهب عشرات من بيوت الاقباط وحرقها بعد نهبها وتهجير أسر باكلمها من قرى ومدن كامله ونشر أكاذيب منها ما كان يصرح به من قنوات ومواقع وأذاعات وجرائد رسمية قومية ...... الخ أما أن يحدث هذا وأكثر من فى القرن 21 وعلى مرى ومسمع العالم باجمعه دون الاحتفاظ بسمعه بلد أو ثورة نظيفة أقيمت من أجل عدالة أجتماعية لكل ابنائها

برغم حزنى على حال الاقباط فى هذه السنة المشتركة بين أبناء الهوية القبطية والافكار السلفية المتشددة لما أتوجد من أعتداءات وأحداث وأفعال وأقوال جعلت الاقباط الذين يحبون كل البشر بكافة أجناسهم يرفضون عرض سياسى وسطحى وأعلامى فقط من السلفيين بحماية كنائيسهم فى أعياد الميلاد وراس السنة القادمة لانهم يعلمون جيداً أن هولاء يستغلون ذلك العرض فى أظهار شئ وأما الباطن فشئ أخر يتضح بشكل فج من خلال تصرفاتهم وأقوالهم التى تتناقض مع ذلك العرض و ترفض الاخر حتى وأن كان من نفس الدين لكن ليس من نفس الفكر
وبرغم حزنى إيضا على ما صدر من أحداث وتصريحات من المجلس العسكرى تجاه الاقباط بدء من التفريط فى حماية كنيسة رفح أو وضع عسكرى حراسة عليها جعلها تدمر فوق الاربعة مرات حتى بقيت مثل الجحور المخربة ومروراً باحداث أعتداءات الاديرة الثلاثة والتفريط فى حماية الكنائس برغم التهديدات وأنتهاء بمذبحة ماسبيرو والتشوية الاعلامى الذى لحقها وأظهار الشهداء كجناة
وبرغم حزنى على ما بدر من أخوتنا فى الوطن كمسلمين شركاء لنا من أعتداءات فردية أو جماعية حتى بين الجيران كاحداث مذبحة شارونه التى قتل فيها 11 شخص من أسرة واحده ومروراً باحداث المقطم والمريناب وسوهاج والمنيا وغيرهم
وبرغم حزنى المؤلم ليست فقط على تلك الاحداث بل على عدم تقديم جناة ومحرضين ومحاسبتهم على أفعالهم الاجرامية تلك بل هم طلقاء أحرار أكثر من المعتدى عليهم انفسهم
 

وبرغم كل هذا وأكثر الا أننى أرى أنه كان عام أظهار إيمان كثير من الاقباط فمنهم بايمانه ظل فى مصر متمسك بهويته وأصوله ومنهم من صلى بكنيسته فى ظل تهديدات متلاحقه لتفجيرها ومنهم من رفض هدم الكنائس وتظاهر وأعتصم فى ماسبيرو وغيرها حتى قتل وأصيب من أخوته الكثيرين ومنهم من أنشئ وأسس حركات ومنظمات قبطية وحقوقية تهدف للحفاظ على القضية القبطية بشكل عادل
والان نحن على أعتاب عام جديد أنا شخصياً أتمنى فيه تغير الحال والواقع المنغمس فيه الاقباط بالسواد والحزن أما على رفيق أو حبيب أو صديق أو قريب قتل أو أصيب من أشخاص جعلوه هدفهم المقدس هو أضطهاد الاقباط وقمعهم وأذلالهم دون شئ فعلوه يبرر تلك الافعال والاقوال
عام جديدا نسمع بين الحين والاخر من أباء وقديسين معاصرين أنه سيكون عام الرخاء والمحبة والسلام لاهل مصر وهذا ما يتمناه كل الاقباط فهم أمنياتهم بسيطة لا تطمح فى مناصب أو مراكز أو كراسى سيادية بل أحلامهم أن يعيشوه فى وطنهم بسلام بجانب أخوتهم المسلمين المعتدليين يعيدون عليهم فى مناسبتهم ويستقبلون منهم التهانى فى أعيادهم ويتشاركون فى حلم صناعة وطن جديد بعيش وحرية وعدالة أجتماعية ومواطنة كاملة لا تقصى الاخر مهما كان فكره أو عقيدته أو لونه أو جنسه

صلاتى فى ليلة راس السنة القادمة أن تنعم بلدى الحبيب مصر بالمحبة الكاملة بين كل مواطنيها وأن يحفظها الرب بعينه التى لا تنام وأن يرفع شان جميع المسيحين باقطار المسكونة كلها وأن يعطى لابناء هويتى القبطية السلام والهدوء والصلاح والحفاظ على دماء أجداهم الذى كتب تاريخ الكنيسة القبطية المجاهدة على مر الازمان بأحرف لا تمحى




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :