بقلم: مادلين نادر


" أفتح القوس يا أبني " فاكرين هذه الجملة فى فيلم " ليلة سقوط بغداد " حينما كان الفنان "حسن حسنى" يقف ليشرف على كتابة أسماء البلدان  التى حدث بها تدخل عسكرى من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ..
 
لكن "أفتح القوس يا أبني" لم تعد جملة ملائمة هذا الفيلم فقط بل أعتقد إنها أصبحت جملة ملائمه جدًا أن نقولها ونتذكرها فى كل يوم حينما نستيقظ كل يوم على أحداث عنف طائفى ضد الاقابط هنا و هناك، فيوم هدم كنيسة فى "أطفيح" و آخر حرق كنيسة فى امبابة، و حتى لا أذكركم بكافة المأسى التى تم فيها حرق و هدم كنائس أو هدم و سرقة ممتلكات الأقباط و تجارتهم و أعمالهم و التى إذا استمرت الأوضاع هكذا للاسف لن تنتهى سريعًا .
 
فهناك جزء آخر اضيف إلى الحرق و السرقة و الهدم و هو ليس بجديد لكنه أصبح مسلسل متكرر ألا و هو "مسلسل التهجير القسرى للأقباط " مثلما حدث فى العامرية بالاسكندرية وغيرها من المحافظات خلال الأشهر الماضية، و طبعا ده مسلسل حصرى فى الشارع المصرى ... فحينما يخطىء شاب أو فتاة - و نحن لا نعلم حتى الآن إذا كان أخطأ بالفعل أم إنها مجرد شائعات- يكون العقاب الجماعى له و لأسرته على غرار برنامج " لكي و لاسرتك"، فيكون العقاب من قبل الأشخاص بالقرية و ليس الجهات المعنية بالدولة و يكون عقاب للشخص و أسرته و عائلته..وحتى لا يغضب الجيران و يقولوا "اشمعنا هما" فيتم تهجير أسر أخرى من الجيران و المعارف على اساس اننا فى دولة قانون " السيئة تعم و الحسنة تخص"...
 
و حتى لا تفهموا خطأ التهجير القسرى لثمانية أسر من العامرية لم يكن تحت تهديد السلاح و لكنه تحت تهديد " الجلسات " .. نعم الجلسات العرفية المذلة التى تتم بمشاركة و تحت مرئى و مسمع من رجال الأمن و المحافظ، الذين من المفترض أنهم يطبقوا القانون بدلاً من انتهاكهم للقانون ووضعهم لحلول فى جلسات عرفية دائما و ابدا تكون ضد الاقباط و لمصلحة من قاموا بالاعتداء . 
 
أتمنى أن نغلق القوس قريبًا بدلاً من أن يضاف كل يوم قرية ومحافظة جديدة من محافظات الجمهورية، ولكننا للاسف الشديد قبل أن نغلق القوس حدثت أحداثًا جديدة فى الزقازيق وأسيوط، و ليس ذلك فحسب بل لقد تم الحكم على المدرس القبطى باسيوط بالحبس 6 سنوات، من قبل محكمة جنح أبنوب باسيوط بتهمة إزدراء الأديان بعد القبض عليه باربعة أيام فقط  بالرغم من انه طبقا للمادة 176 فإن أقصى عقوبة لإزدراء الاديان ثلاثة سنوات فقط ...!!