الأحد ١٨ اغسطس ٢٠١٣ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
بقلم : مدحت بشاي
medhatbe@gmail.com
لقد انتشرتداول الأشقياء على صفحات الفسبوك حكاية يرويها مواطن فسبوكي طيب تقول " أن شباب الحتة الجدعان في شارعهم قد أمسكوا بلص متلبساً وهو يقوم بسرقة سيارة في الشارع ، فأوسعوا الحرامي ضرباً حتى نزل صاحب السيارة ، وفور رؤيته رفع الجميع أياديهم عن الحرامي وبدأ البعض في تهدئة روعه ، والبعض الأخر يربت على كتفه ، أما الأخير فقد قدم له مشروباً مثلجاً وقام بتهريبه بينما الجميع يضحكون ويقهقهون ".. الحكاية أن السيارة لرجل ينتمي لجماعة الإخوان ، وعليه فقد بدأ عفاريت الفسبوك ينسجون على فحوى الحكاية (وهي حقيقية) تفاصيل سيناريوهات افتراضية و محاور للنقاش عندما بدأت الجلسة اليومية على مقهى الحتة في ( ليلة زرقة وهو تعبير محبب للصديق الإعلامي محمد الغيطي ) .. وصف أحدهم كيف كان الرجل صاحب العربة المسروقة واحداً منهم .. من أسرة الشارع والحي رغم إخوانيته ، حتى صعد "مرسي" إلى كرسي السلطان ، فتبدلت أحوال الرجل وصار النجم الدائم الحضور بشكل رذيل في فضائيات الهيصة التي تجلب الملايين عبر استضافته وأقرانه للترفيه عن الناس ، وهم يتابعون الرجل ممارساً برذالة الكذب والاحتيال والخداع والغباء السياسي ، وباتت أحواله الحدوتة الرئيسية للجالسين على مقهى الحي ، ويذكر أحدهم أن النائب فلان ضحك عليه طوب الأرض في برنامج محمود سعد أمس ، وأخر يقول " والله يا جماعة لا أحب الشماتة بس بصراحة فرحت النهارده لما شفت العربية متبهدلة وهو ينظر لنا بمنتهى الاستعلاء وهو يركب ويتحرك و ... صحيح ياجماعة هيه الحاجات فين اللي الحرامي كان حاططها في الكيس بتاعه ده حتى ما حاولش يسأل عليها ؟ .. يرد عليه جاره ضاحكاً " الواد سعيد ابن محمود الحلاق بعد ما جاب له الحاجة الساقعة إداله الشنطة وهربه لما شاف البك المتعالي مش طايق يبص لنا .. ويضحك الحضور في المقهى وتعالت الضحكات أكثر عندما قال أحدهم " ما همه ما يتخيروش عن الواد حرامي العربية مش سرقوا عربيات البث التليفزيونية ، والأهم سرقوا الثورة وأحلام الناس في التغيير ؟!!" ..
في الواقع أن تلك الحكاية التي بدأت حقيقية طريفة وانتهت افتراضية تحمل دلالات كثيرة ، بل وعلامات استفهام حول كيف سيتعامل الإخواني مستقبلاً مع الجار والزميل في العمل والتاجر والأستاذ في المدرسة والجامعة ؟!
أذكر أن قيادات الإخوان وقبل ثورة 30 يونيو وقبل فض بؤر الإرهاب في رابعة والنهضة والألف مسكن ومصطفى محمود وأمام وداخل مسجد الفتح بميدان رمسيس .. كانوا لا يستطيعون النزول في الشارع رغم الحراسات المرافقة ، وبعضهم بالفعل تم ضربهم وسبهم .. لقد باتوا محل كراهية الشعب ، وذاد الطين بلة ما ارتكبوه في الأيام الأخيرة من جرائم إرهابية في إطار خطة ممنهجة لحرق الوطن بكراهية غير مسبوقة من قبل بشر لوطنهم ، ليتأكد إيمانهم بمقولة مرشدهم السابق عاكف " طظ في مصر" .. ضرب وهدم وتدمير وحرق منشأت وطنية ، ممتلكات عامة وخاصة .. منشأت حكومية .. متاحف ومنشأت ثقافية عالمية كمكتبة الإسكندرية ومتحف ملوي " في محاولة غبية لتغيير الهوية المصرية العظيمة " .. والحكاية الأكبر هدم وحرق كنائس وأديرة وبيوت الأقباط من العريش وحتى الصعيد في تصور عبيط ــ لأنهم ما يعرفوش اللي بين الناس في البلد دي ــ إنهم هيعملوا حريقة بين المسلمين والأقباط في التوقيت الخطير ده .. وللأغبياء هؤلاء أختار لهم ذلك المقطع من بيان الكنيسة علهم يفهمون ويعون مدى وطنية تلك الكنيسة وثباتها في وجدان الناس أقباط ومسلمون حتى لو باتت أطلالاً ( لا قدر الله ) ..
جاء في البيان " وإذ نقدر موقف الدول المخلصة والصديقة التي تتفهم طبيعة مجريات الأمور ، فإننا نستنكر وبشدة المغالطات الإعلامية التي تنتشر في الدول الغربية ، وندعوها إلى قراءة حقائق الأحداث بموضوعية ، وعدم إعطاء غطاء دولي أو سياسي لهذه الجماعات الإرهابية والدموية وكل من ينتمي إليها ، لانها تحاول أن تنشر الخراب والدمار في بلادنا العزيزة. ونهيب بوسائل الإعلام الغربية والعالمية الالتزام بتقديم الصورة الحقيقية لما يحدث بكل صدق وحق وأمانة.وإذ نعزي في كل الضحايا، وان كانت يد الشر تقترب لتحرق وتقتل وتدمر ، فان يد الله اقرب لتحرس وتقوي وتبني ونثق في المعونة الإلهية التي ستعبر بشعبنا المصري هذه الأيام الحرجة من تاريخنا الي غدٍ أفضل ومستقبل مشرق يسوده العدل والسلام والديمقراطية التي يستحقها شعب وادي النيل الأصيل.." كنيسة عظيمة وبطريرك وطني مصري قدوة ..
يارب الحرامي يسيبنا والإخواني يرجع مصري والفكهي يدنه معانا ....