CET 00:00:00 - 05/06/2009

مساحة رأي

بقلم: هاني دانيال
بعيدًا عن مضمون خطاب الرئيس أوباما والمغزى الذي قام بإرساله من القاهرة، يتضح جليًا أن الحكومة تتعمد تعذيب المواطن بكل الأشكال وأنها لا تزال تتبع أساليب بالية عفا عليها الزمن ولم تعد تناسب العصر الذي نعيش فيه من حيث انتشار الفضائيات والأحداث ولم يعد من الممكن إخفاء ما يمكن إخفاءه بل أصبح كل شيء على المكشوف.
كانت الحكومة تعتمد على أسلوب التجميل العشوائي كلما حاول مسئول زيارة مكان ما، فتجد الزهور تظهر والمكان يظهر أكثر بياضًا والمكان يصبح مهيئًا بشكل كبير لاستقبال المسئول وبدلاً من استمرار حالة النظافة والاهتمام نفاجئ بإخفاء معالم التطوير والحديث وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه وفي بعض الأحيان تعود إلى الأسوأ، وهذا ينطبق على زيارة الرئيس لأي مكان أو الوزراء وحتى مع زيارة رؤساء الدول لبعض مناطق الجمهورية!

ومع زيارة أوباما للقاهرة وتحديد جامعة القاهرة لإرسال رسالة للعالم الإسلامي سارعت الجهات المسئولة بتطهير المكان وما حوله ومع الاستقرار على الطريق والمسار الذي سيسلكه الرئيس الأمريكي تم تنظيف هذه الأماكن مع تشديد الرقابة والإجراءات في محاولة لتأمين موكب الضيف العزيز.

المهم أننا نتعامل مع هذا الأمر بنوع من الاستخفاف فالعالم كله أصبح على علم بأننا نخدع أنفسنا، فالمكان ليس نظيفًا كما يعتقد البعض في أن ذلك سيظهر صورة جيدة عن القاهرة والجيزة كما أنه من الصعوبة بمكان نفي ما هو معروف عن القاهرة والجيزة من تكدس مروري رهيب، وتعمدت الحكومة بمنع المواطنين من استكمال يومهم بحرية يوم زيارة الرئيس الأمريكي عبر عدة ممنوعات تشمل منع ركن السيارات الخاصة بالمواطنين أمام العقارات التي تقع في الشوارع التي ستكون ضمن مسار تحركات أوباما مما خلق نوع من الكراهية والاستفزاز لدى الشارع المصري، وزاد عليها ما بدر من مذيع ببرنامج البيت بيتك -وهو برنامج مذاع على القناة الثانية الرسمية والفضائية المصرية- والذي حذّر المواطنين من السير نهارًا وطالبهم بأن يلزموا منازلهم ومن ليس لديه مهمة فليمكث في منزله (في شكل تحذيري مستفز) مما خلق حالة من الاحتقان لم تكن مطلوبة في ظل اختيار أوباما لمصر وتقديره لها لطرح خطابه للعالم الإسلامي من خلالها.

كان يمكن أن يتم تنظيم استقبال شعبي للرئيس أوباما واستغلال ترحيب قطاع كبير من المصريين به خاصة وأنهم توسموا فيه خيرًا من سلفه الذي عمل الكثير من المشكلات والأخطاء، ولكن لم يتم استغلال الحدث بالشكل المناسب لتخرج تقارير أجنبية تم نشرها في عدد من صحف العالم عن تجميل زائف للقاهرة وتحويل القاهرة والجيزة لثكنات أمنية وشعور قطاع كبير من المواطنين بالاستفزاز مما دفع عدد كبير منهم إلى الحصول على أجازة من عملهم لمنع تعرضهم لمضايقات وتحرشات، وهناك مَن اتجه للسواحل والمدن الشاطئية.

ضاعت على الحكومة المصرية فرصة تغيير فكرة الشعب المصري عن الرئيس الأمريكي وكيف يتم التعامل معه بنوع من التقدير والحفاوة لرد الجميل له على تقديره للقاهرة واختيارها لتكون نقطة البداية لتعامل الولايات المتحدة مع العالم العربي والإسلامي، والبدء في صفحة جديدة مع إدارة أمريكية تحافظ على سياستها وخطها الإستراتيجية بشكل لا يؤثر على مصالح مصر والمنطقة.
والآن الحكومة عليها أن تحافظ على نظافة القاهرة والجيزة وأن تحافظ على حالة الاستقرار الأمني بعد أن شهدت القاهرة بعض الانفلاتات الأمنية سمحت بحدوث جرائم عنف وإرهاب لم تحدث منذ سنوات بعد أن تفرغ الأمن لملاحقة السياسيين على حساب مصلحة واستقرار المجتمع مما جعل الكل يخشى حدوث أي شيء يعكر الصفو في ظل وجود خلايا نائمة تتبع أحزاب وقوىَ مجاورة لا يمهما سوى زعزعة استقرار البلاد!

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٤ تعليق