CET 00:00:00 - 02/06/2009

المصري افندي

بقلم: عماد توماس
لا أستطيع أن أخفي سعادتي بالمبادرة التي أطلقها الدكتور أحمد درويش وزير الدولة للتنمية الإدارية المصري تحت شعار "منزلك مكتبك"، والسبب في ذلك أن مفهوم العمل اختلف من قبل عن الآن، فليس المهم هو عدد ساعات العمل أو مكان العمل بقدر الإنجاز والجودة في إتقان العمل، وإذا كان العالم اليوم يتجه إلى "التعليم عن بعد" فالحاجة باتت ملحة أيضًا لـ "العمل عن بُعد".
وهناك العديد من الأعمال الإدارية والمكتبية التي لا تحتاج للفرد أن ينتقل إلى مكان عمله، فمن يعملون في مجال الكمبيوتر والانترنت سواء في الكتابة الصحفية أو الأبحاث العلمية أو أعمال الجرافيك والتصميم، أو مراجعة الكتب وأعمال الترجمة... كل هؤلاء يمكنهم أداء نفس المهام من خلال المنزل، وهناك بعض الفتيات يعملن من المنزل بالإتفاق مع المصانع في إنتاج قطع مصنعة أو نصف مصنعة من الملابس أو الأنتيكات، وبعض السيدات يقمن بعمل أفخر أنواع الأكلات والحلويات فى المنزل وتسويقها، وإنشاء حضانة أطفال في المنزل للجيران المحيطين. أشارت إحدى الدراسات الحديثة أن عمل المرأة من منزلها يعادل ثلث إنتاج الإقتصاد العالمي، ونحو 46% من أصحاب الأعمال المنزلية نساء يفوق دخلهن دخل العاملات فى المكاتب بنحو 28%، حتى أنه في اليابان تُمنح ربة المنزل راتبًا شهريًا وتعد امرأة عاملة من منزلها، والمرأة التي تدير مشروعًا في منزلها توفر جزءًا كبيرًا من الدخل الذي تحصل عليه لأن المرأة تنفق 40% من دخلها على المظهر والمواصلات.
هناك العديد من ميزات العمل من المنزل منها: عدم التأثر بالأحوال الجوية المتقلبة سواء كانت برد قارص أو شمس حارقة، أيضًا تجنب زحام المواصلات التي صارت لا تطاق، لعل تطبيق هذه المبادرة يساهم في تقليل الزحام في العاصمة وتوفير عدد ساعات الذهاب والعودة والجهد المبذول فيها، زيادة الإنتاج والابتكار فيه والبعد عن الضغط النفسي، ناهيك عن الحرية الشخصية في التحرك أثناء العمل نتيجة أي ظرف طارئ، بالإضافة إلى أن هذا الأسلوب قد يكون أكثر ملاءمة للمرأة المصرية، وتوفيرًا لمصاريفها.
وبالطبع لكل تجربة سلبياتها، فأحد سلبيات العمل من المنزل هو البعد عن العمل الجماعي والتفاعل البشري مع زملاء العمل، كما أن أرباح العمل من المنزل لا يوجد تقنين واضح لها ضريبيًا، وعدم توافر شروط الأمن والسلامة والتأمين والحماية من الغش للأعمال المنزلية.
أعتقد أننا نحتاج لتجربة هذه المبادرة ويمكن البدء بها بتقسيم أيام العمل مناصفة في المنزل والعمل كمرحلة أولى، وبعدها يمكن الحكم على نجاح أو فشل هذه المبادرة.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق