CET 00:00:00 - 03/06/2009

المصري افندي

بقلم: جرجس بشرى
من شاهد وسمع الحوار الذي أجراه عمرو أديب مع نجيب جبرائيل في حلقة "القاهرة اليوم" أول أمس، يلحظ وللوهلة الأولى ما وصلت إليه الدولة المصرية من تردي وتدهور غير مسبوق في أوضاع الديمقراطية وحقوق الإنسان!! حيث أتهم عمرو أديب جبرائيل بأنه يستقوي بأمريكا والخارج لمُجرد أنه بعث برسالة عبر مؤتمر صحفي عالمي إلى الرئيس باراك أوباما تتعلق بأوضاع الأقلية المسيحية المصرية.

والغريب أن المُشاهد المُنصف الذي تابع الحلقة شعر شعورًا أكيدًا باستعداء الحكومة المصرية والبسطاء لجبرائيل والإيحاء لهم بأنه خائن لوطنه، لأنه بهذه الرسالة يُريد طرح الملف القبطي على مائدة خارجية وليست داخلية، والمثير للدهشة أن قال أديب لجبرائيل عندك مجلس شعب ومجلس شورى ورئيس جمهورية، وأنه كان يجب عليه أن يطرح عليهم هذه القضية، ولكن الذي تناساه أديب أن قضية حقوق الإنسان تخطت الآن الحدود المحلية للدول، وأن المناخ العالمي الجديد قد تغير ولم تعُد معاني الاستقلال وسيادة الدول بل وأمنها القومي جادة كما هي، ويبدو أن أديب قد غفل أن أمريكا عضوًا بالأمم المتحدة ومصر أيضًا عضوًا بالأمم المُتحدة وأنه من حق أي دولة عضو مُخاطبة العضو بل والتدخل في حالة وجود انتهاكات معينة.

ونأتي للأغرب في كلام عمرو أديب وهو مُطالبتة جبرائيل بمُخاطبة مجلس الشعب والشورى ورئيس الجمهورية بدلاً من مخاطبة أوباما!!، وأكيد أن أديب يعرف أن المسيحيين المصريين مُغيبون في بلدهم ولا يوجد من ينوب عنهم أو يدافع عن قضاياهم في البرلمان الإسلامي المصري أو مجلس الشورى، وأن أصواتهم لا تجد صدى لدى رئيس الجمهورية ولا قبولاً بدليل المطالبات المستمرة للرئيس مبارك بإصدار قانون دور العبادة الموحد وتبني تمثيل المسيحيين المصريين في المجالس التشريعية ومراكز صناعة القرار بالدولة!!!، وأديب يعلم أن هناك قس مسجون ظلمًا في السجون المصرية ولم يصدر رئيس الجمهورية قرارًا جمهوريًا بالعفو عنه رغم مناشدته مرات عديدة للتدخل.

وإنني أسأل السيد المحترم عماد أديب: لماذا تجاهلتم الرسائل والمطالب التي طالب بها حقوقيين مصريين بتدخل الرئيس أوباما للضغط على مصر وعلى الرئيس مبارك لكي يُحرز تقدم في عملية الإصلاح السياسي والديمقراطي في مصر؟؟، كما أن الإخوان المسلمين أنفسهم علاقاتهم بأمريكا وغيرها واضحة للعيان فلماذا عندما يتكلم مسيحي عن مشاكل المسيحيين المصريين تُظهرون تجاهه هذا الكم الهائل من التهديد والوعيد وتكيلون له الاتهامات الجاهزة والمُعدة سلفًا بالإستقواء بالخارج؟! لماذا تستكثرون على المسيحيين حتى مجرد التعبير والصراخ بسبب الجرائم اللاإنسانية التي يعرضون لها في بلدهم مصر من قهر واستبعاد واستعباد؟.

وأقول لأديب لست أنت الذي تعلمنا الوطنية لأننا لسنا عملاء لأحد ولم يثبت التاريخ أن مسيحيًا مصريًا اتهم بالجاسوسية والتخابر لصالح دولة مُعادية لمصر، ولم يفجر مسيحيًا نفسه لإزهاق أرواح أبرياء باسم الدين، وأننا عندما نخاطب أوباما فأننا نخاطبه من منطلق حقوقي وإستادًا إلى الشرعية.
وأخيرًا لقد كشف حوارك مع جبرائيل عن نواياكم تجاه المسيحيين المصريين، كما كشف المستور عن تحالفكم العضوي مع النظام لإجهاض أي مُحاولة وشل أي حركة تطالب بالتحول الديمقراطي والإصلاح السياسي في مصر.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق