CET 00:00:00 - 22/05/2009

أخبار وتقارير من مراسلينا

تقرير: إسحق إبراهيم – خاص الأقباط متحدون
المقاطعة لم تعد سلاحًا والتمسك بها هو درب من الماضي، فالمقاطعة تحولت إلى مجرد حناجر تطلق صيحات غير قابلة للتطبيق على أرض الواقع؛ هذا ما أكد عليه المتحدثون في الندوة التي نُظمت بنقابة الصحفيين لمناقشة كتاب " قطيعة!" الذي يتناول حملات المقاطعة في مصر، وعلاقتها بالدين والسياسية والفن.

النضال عبر المقاطعة بدأ فى مصر عام 1880 قدم د. عمار علي حسن الكاتب الصحفي للندوة بالحديث عن أشكال النضال الأربعة التي عرفتها الإنسانية وهي: المقاومة المسلحة ثم المقاومة بالحيلة والمقاومة بالصمت واخيرًا مقاومة النضال المدني، والتي تبدأ بالاحتجاج اللفظي انتهاء بالعصيان المدني، وأضاف عمار أننا لم نمارس هذه الأشكال في الاحتجاجات الأخيرة بما فيها الإضرابات العمالية والمظاهرات التي تنظمها بعض القوى السياسية، مشيرًا إلى أن بعض طرق ووسائل النضال المدني تكون نتائجها أفضل من النضال المسلح إضافة إلى أنها أوضح وأقل تكلفة، وهذا حدث مع غاندى ونيلسون ماندلا ومارتن لوثر كنج؛ من كان يتخيل أنه خلال أربعين عام سيحكم أكبر دولة في العالم رئيس أسود.
وأشار عمار إلى أن النضال عبر المقاطعة بدأ فى مصر عام 1880 ثم مورست بكفاءة خلال ثورة 1919 لكن تقلص عقب ثورة 1952 إلى أن وصلنا أخيرًا إلى قضية الرسوم الكارتونية ورفع شعارات مقاطعة البضائع الأجنبية.

أما شريف عارف مؤلف كتاب "قطيعة" والصحفي بجريدة الأحرار قال أن كتابه يعد رصد شعبى لقضية، وأنها لم تكن وليدة الصدفة فهي تجربة مصرية أعمق من التجربة الهندية، ويتناول الكتاب في الفصل الأول "مبدعون وثائرون" المبدعين الكبار نجيب الريحاني وبديع خيري وسيد درويش حيث كانوا بمثابة الفتيلة التي أشعلت الشارع، وقاموا بترجمة الأماني السياسية بكلمات بسيطة يفهمها رجل الشارع (العامل والفلاح والمثقف)، قبل 90 عامًا غنى الشعب المصري وراء سيد درويش "بلا أمريكا.. بلا أوربا.. ده مفيش أحسن من بلدي" و"مليحة جوى الجلل القناوى" في دعوة صريحة لمقاطعة كل ما هو أجنبي، والآن يردد الشعب المصري "تسقط أمريكا" ويطالب باستخدام سلاح المقاطعة في مواجهة الإنحياز الأمريكي لإسرائيل، لكن تم استخدام سلاح المقاطعة أيضًا في تحقيق أهداف تجارية بحتة و"ضرب" منتجات منافسة في مقتل!، ويركز الفصل الثاني "استقلال لا تبعية" إلى تحول مطالب استقلال إلى نضال شعبي، وتم إنشاء استديو مصر وبنك مصر كرمزين لبناء مصر، وفي الفصل الثالث "ملوك وعروش" يتناول الكتاب بعض الرأسماليين المصريين الشرفاء مثل عبود باشا وفرغلي باشا ملك القطن وياسين باشا ملك الزجاج وغيرهم، ويرصد في الفصل الرابع تحول فكرة المقاطعة إلى كفاح مسلح في منطقة القناة مسقط رأس الإخوان المسلمين وذات النفوذ الوفدى الكبير والصراع بينهما.
تم استخدام سلاح المقاطعة أيضًا في تحقيق أهداف تجارية بحتةويتعرض الفصل السادس "غزة.. الإنقسام" لاختلاف رجال الدين حول المقاطعة أثناء العدوان الإسرائيلى الأخير، حيث طرح الشيخ القرضاوي المقاطعة كإحدى وسائل الضغط العربي لإيقاف العدوان، ورد عليه الشيخ عبدالعزيز عبد الله آل الشيخ بأن المقاطعة غير مجدية وانتقد الداعيين للمقاطعة ووصفهم بـ "المطعطعين" أي المتحدثين بدون علم.
وتساءل عارف: هل يمكن تكرار ما حدث في 1973 من تهديد الغرب باستخدام سلاح البترول؟ هل يمكن مواجهة شركات عالمية فيها مصريين وأجانب؟ وأجاب بصعوبة حدوث ذلك حيث أن الشركات الكبرى ملكيتها مفتوحة للجميع كما أن الصناعة المصرية لا ترتقي للمنتج الأجنبي، هذا يؤثر على المقاطعة، وأصبحت المقاطعة مجرد حناجر تطلق صيحات غير قابلة للتطبيق على أرض الواقع.

هذه الشركات توظف عمال من بلدنا وتدفع ضرائبوأكد مصطفى شردي عضو مجلس الشعب ونائب رئيس تحرير جريدة الوفد أن الدعوة إلى المقاطعة تعد نوع من التمسك بالماضي في زمن يصعب فيه تكرار أي شيء، فالمقاطعة نجحت في الماضي وفشلت في السنوات الأخيرة ذلك لأن المقاطعة قبل ثورة يوليو كانت وطنية، أمة تريد تشكيل ذاتها، فكانت مقاطعة قومية لتشجيع انتاج بلدنا ثم تطورت وماتت عندما حاولت أن تستخدمها الحكومة، فثورة يوليو قضت على الناس ومن ثم لم يعد هناك دافع شخصي للمقاطعة، فالحكومة تقوم بكل شيء وأصبحت المقاطعة سلاح سياسي وليست سلاح اجتماعي واقتصادي وقومي.
وأضاف شردي أنه عند محاولة البعض إعادة استخدام نفس السلاح فشلت المقاطعة في تحقيق نتائجها، فالشركات التي نحاول مقاطعتها لم تعد ملك دول لكنها على المشاع لكل العالم، ثم أن هذه الشركات توظف عمال من بلدنا وتدفع ضرائب، وبالتالى سوف تؤثر المقاطعة علينا إضافة إلى عدم وجود البديل الكفء، كما صاحب دعاوى المقاطعة السعي لتحقيق أهداف شخصية ودينية مما يضر بنبل الفكرة، وأصبحت المقاطعة مجرد فقاعات ودعوات أحيانًا تؤثر ولكنها لا تجدي ولا يمكن أن يستمر تأثيرها.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت عدد التعليقات: ٤ تعليق