CET 00:00:00 - 30/08/2010

فاقد الأهلية

بقلم: سحر غريب
 لأجل المسلسلات تتسقي الإعلانات؛ فمشاهدة تلك الإعلانات هي الضريبة التي يجب ان تدفعها عزيزي المواطن لكي تشاهد وجبتك السنوية الشهية من المسلسلات.

 ومعظم تلك الإعلانات تشعر معها -وبلا فخر- أنك تعيش داخل بلد فقير ضعيف لا حول له ولا قوة، يستجدي من أجل علاج المريض؛ بصرف النظر عن وجود دولة تجمع الضرائب وتكتفي باستخدامها لكي تشبرق على المسؤول الضعيف المسكين، الذي يريد تغيير سيارته وديكورات مكتب سعادته؛ لكي يستطيع بعد ذلك أن يلتفت لأهل البلد بدون أن يشعر بالقهر والظلم وعدم التقدير.

 وأهو كله بثوابه وهنيالك ياممول، فاكتفي النظام بدور المُتفرج وهو يري الشعب يعاني ويقاسي من عذابات المرض؛ فالمرض واجب وطني صميم، ودليل دامغ على أنك شربت من كيعانك في بلد لا ترحم ولا تترك رحمة ربنا تنزل.

 وحتى لا يُفهم كلامي خطأ؛ فأنا لست ضد التبرع لبناء تلك المستشفيات، بل أنني أجدها أفضل وأكثر قيمة من بناء دور للعبادة، ولكنني كنت أتمنى أن تساهم الدولة ولو بجزء يسير لكي يتم بناء دور العلاج المختلفة، حتى نستطيع أن نتباهى بين الأمم بأن لنا حكومة واعية عندها ضمير صاحي.

 فبعد أن أعيتنا واستوردت موادًا مُسرطنة لذيذة، لم تضع حجر المرض حول رقابنا ثم ترمينا في البحر وتقول: "الحارس الله"، وأهو مصري وراح والنهارده يموت واحد بكرة يتولد ألف واحد من عينته، بل سنفخر ساعتها بأنها سعت بكل جهدها لكي تعالجنا على حسابها، ومن جيب ممولي ضرائبها، ولكنها حكومة لم تلبس يومـًا برقع الحيا.

 لأن الطبيب منعها من ارتدائه حتى لا تُصاب بالحساسية، لذا فقد تركت الحكومة شاشتها لتلك الإعلانات التي يغلب عليها طابع التوسل، والتي تقطع القلب لكي تجمع المال من المواطنين، وتركت برامج التليفزيون طوال شهور السنة لكي تقوم بدور الحكومة المفروض، في توفير تأمين صحي وعلاج متوافر على مدار العام.

 سامحكِ الله يا حكومة، وأصاب ضميركِ بوخزة موجعة توقظه من ثباته العميق.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت عدد التعليقات: ٦ تعليق