CET 14:51:18 - 03/09/2010

مساحة رأي

بقلم: صبحى فؤاد
كامليا هى زوجة قس مصرى .. سيدة فاضلة تعمل مدرسة .. الكل يشهد بحسن سلوكها واخلاقها سواء من جيرانها او زملاءها فى العمل او ابناء كنيستها .
فى منتصف شهر يوليو الماضى اختفت لمدة خمسة ايام ..وكان اختفاءها سبب مظاهرات لبعض الاقباط واشاعات واقاويل وفتاوى لااول ولا اخر لها فى الصحف المصرية ووسائل الاعلام ..البعض قال انها اسلمت .. والبعض الاخر قال انها اختطفت لاجبارها على ترك ديانتها المسيحية لاحراج الكنيسة بصفتها انها زوجة رجل دين مسيحى .. والبعض الاخر قال انها كانت على خلاف مع زوجها فسحبت كل اموالها من مكتب البريد واخت ذهبها وهربت الى العاصمة القاهرة ..والبعض الاخر ادعى انها تركت بيت الزوجية بدون ان تأخذ مها اى شىء حتى يفهم الزوج انها لاتريده ولا تريد فلوسه او ذهبه ايضا !!

وبعد خمسة ايام اعلن الامن المصرى انه قام بتوقيف كامليا وفى صحبتها شيخ مسلم وشخص اخر وهم فى طريقهم الى الازهر لاشهار اسلامها وقام بعدها بتسليم الزوجة الى اهلها. وانكرت الكنيسة وكذلك الازهر بان كامليا اسلمت ردا على الاشاعات التى انتشرت ودفعت بعض المتطرفين للتظاهر والمطالبة بعودة كامليا التى لم تسلم اليهم .
وحقيقة ما حدث لكامليا طبقا لما سمعته من رجل على صلة قريبة من الامن المصرى انها اختطفت ونقلت على الفور الى القاهرة ثم جرت محاولات من قبل بعض المتطرفين لاجبارها على دخول الاسلام لاحراج الكنيسه ولكن تدخل رجال الامن افسد عليهم خطتهم وفك اسر الزوجه من بين ايادى خاطفيها واعادها الى اهلها . وقد طلب الامن بالمقابل اظهار امر اختفاء زوجة القس كما لو انه مجرد خلاف زوجى ثم التزام الكنيسه والزوج والزوجه الصمت بعد ذلك حتى لا يهيج المتطرفين المتأسلمين ضد الحكومة فى مصر ويثور الاقباط فى بلاد المهجر .
طبعا كلام ممكن يكون صح مائة فى المائة وقد يكون مجرد اقاويل وتخمينات ايضا.

على اى حال سواء كانت كامليا اختطفت مثل عشرات غيرها وجرت محاولات اجرامية لاجبارها على دخول الاسلام ام لا فاننى لا اعيب على هؤلاء المتعصبين المهوسين دينيا والذين معظمهم ينتمون لجماعة الاخوان المسلمين المعروف عنهم انهم يسعون لخراب مصر وتجويع شعبها حتى يتمكنوا من حكمها والذين يتصورون ان اعظم انجاز وخدمة يقدمونها لوطنهم اجبار غير المسلمين من ابناء وطنهم على ترك دياناتهم ودخول الاسلام ..
لااعيب على هؤلاء حالة الدروشة والهووس الدينى  التى يعيشونها والتطرف والتعصب ورفض كل ما هو غير مسلم بدلا من التعايش فى هدوء ومحبة وسلام مع الاخر.
لا اعيب على هؤلاء الذين تظاهروا فى القاهر ورددوا هتافات عدائية ضد البابا والكنيسة وشيخ الازهر ولكنى اعيب على النظام الذى يصر على التمسك بدستور دينى يحرض على الفتنة وكراهية ومعاداة غير المسلم ..دستور يقنن الكراهية والتعصب والتميز ضد ابناء الوطن الواحد بسبب دياناتهم ..
اعيب على النظام الذى يضع فى السجن الفتاة المسلمة اذا تنصرت بينما يهلل ويفرش السجادة الحمراء للفتاة المسيحية اذا اعتنقت الاسلام .

اعيب على النظام الذى يسمح لابناءه المسلمين ببناء الجوامع فى كل حارة وشارع وذقاق ومدق بلا ضابط او رابط حتى لو كانت على اراضى مسروقة من الدولة او الاخريين .. اما اذا تعلق الامر ببناء كنيسة فمئات العراقيل تضعها الدولة فى الطريق وحتى اذا لم تكن هناك عراقيل فعند بدء البناء نجد الغوغاء يخرجون فى ثورة غضب ويهدون لانهم يعرفون انه لن يحاسبهم احدا او يعاقبهم على مافعلوه من هدم وتخريب.
اعيب على النظام الذى يسمح فى صحفه ووسائل الاعلام المرئية والمسموعة بالاساءة يوميا الى غير المسلمين رغم وجود القوانين التى تحرم هذا الامر وتعاقب عليه بعقوبات صارمة .
ان الحل ياسادة لهذا الشحن الطائفى والصدامات  وحالة الترقب والتوتر بين ابناء الوطن الواحد هو تغير الدستورالحالى - الذى وضعه السادات لتمزيق وحدة الشعب المصرى - واطلاق حرية العبادة امام الجميع بدون تدخل او وصاية من الدولة وجعل امر تغير الديانة شأن شخصى كما هو الحال فى جميع دول العالم المتقدمة.

اننى على ثقة يوم تقوم الدولة بتغير الدستور بدستور اخر علمانى وتطلق حرية العبادة امام الجميع بدون تدخل او وصاية منها او من الازهر او الكنيسة  فلن تكون هناك مشكلة ابدا اذا اسلم فلان او تنصر علان .. يومها لن يضيع احدا وقته او جهده فى كتابة المقالات او التظاهر فى الشوارع او اللجوء للمحاكم وتضيع وقت القضاء مثلما رأينا فى قضية كامليا وغيرها.
ولكن يبقى الامر والحل متعلقا بارادة النظام ورغبته فى وضع نهاية للطائفية البغيضة فى مصر والمشاكل الخطيرة المترتبة عليها والتى ان لم تخلص النية من قبل كبار المسئولين لوضع حد ونهاية لها فانها لا يستبعد ان تقود مصر لنفس مصير السودان والصومال وباكستان واليمن وغيرها من الدول التى
لعبت بورقة الدين فصار حالها لا يسر عدوًا او حبيبًا.

استراليا
sobhy@iprinus.com.au

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٣ صوت عدد التعليقات: ٢٢ تعليق