CET 00:00:00 - 03/09/2010

مساحة رأي

بقلم: حليم اسكندر
تحدث الكثيرون عن موائد الوحدة الوطنية التي تقيمها الكنيسة في شهر رمضان من كل عام  مشاركة منها للاخوة المسلمين في اعيادهم ومناسباتهم الدينية ، ومنهم من ايدها ومنهم من رفضها . وانا لا اريد ان يكون حديثي هنا حديثاً مكرراً سئمناه ومللنا تكراره !! ولكني اقول وباختصار انه :  لاشك ان اظهار مشاعر الود والمحبة والمشاركة شئ جميل . وهي تعد مناسبة طيبة للتواصل مع شركاء الوطن والتأكيد علي علاقات المحبة التي يعلمنا اياها الكتاب المقدس ، المحبة الباذلة المضحية ، غير المشروطة الصادقة .

وغالباً ماتكون هذه الموائد للسادة المسئولين وللقيادات التنفيذيه والشعبية والمشاهير ونجوم المجتمع  وهذا شئ جميل ايضاً ولكن هناك عدة تساؤلات تحتاج ان نرصدها ونقف امامها وندرسها ونحاول جادين الوصول الي اجابات شافية وافية لها حتي ما تؤتي هذه الموائد الثمار المرجوه منها  وهي  :

1- هل تحقق هذه الموائد المأمول منها ام انها  اصبحت من قبيل العادة فقط ، تظهر فيها مشاعر الود والحب وبعد انتهائها " تعود ريمة لعادتها القديمة "!!!؟
2- هل يحاول السادة المسئولين محاولة جادة  توصيل روح المحبة والتسامح التي نلمسها خلال تلك الاحتفالات لرجل الشارع العادي والمواطن البسيط المتأثر بالخطاب الديني المتشدد ؟

3- هل مشاعر السادة المسئولين الداخلية هي نفسها مشاعرهم المعلنة؟ ام ان هذه الروح تظهر فقط امام العدسات وكتصريحات للقنوات الفضائية فقط ؟
4- لماذا تتكرر حوادث العنف الطائفي ضد الاقباط ؟ رغم ان من يشاهد مثل هذه اللقاءات والتصريحات سيجزم بأن مصر خالية من التمييز تماماً وتعيش ازهي عصور الحب والتسامح وقبول الاخر؟
5- لماذا يقابل بناء كنيسة جديدة او ترميم كنيسة قديمة بسيل من التعقيد والشروط التعجيزيه و التعسف والتسويف والتأجيل من جانب  المسئولين ؟ وبثورة عارمة واعتداءات من الجيران وعامة الشعب؟ 
6- هل اصبحنا نهتم بالمظهر الخارجي والشكل وتجميل الصورة من الخارج واهملنا الجوهر وقصرنا في علاج الاسباب الحقيقية للاحتقان الطائفي وازدياد نعرة التعصب ورفض الاخر وذلك بفضل التشدد في الخطاب الديني؟ وغياب ثقافة التسامح وقبول الاخر؟ وقصرنا كل  جهدنا علي المسكنات ومحاولة تلميع وتجميل الشكل  من الخارج بمثل هذه الاحتفالات والتزاور في المناسبات والتهنئة في الاعياد والابتسام امام الكاميرات ؟

في الحقيقة وبكل اسف اقول اننا اصبحنا  نعاني وبشدة من مرض خطير وهو  السطحية والاهتمام بالشكل والمظهر علي حساب الجوهر، فرغم تنامي مظاهر التدين في المجتمع المصري في العقود الاخيرة ، الا ان الجرائم بمختلف انواعها واشكالها في تزايد مستمر !!! في حين ان المفترض ان يحدث العكس : اي كلما كان المجتمع متدينا كان الحب والسلام والتسامح واضحاً !!! اذن هناك خلل ويجب علينا اصلاحه من الجذور قبل ان يتشعب وينتشر ويتوغل ويصبح من الصعب اقتلاعه من الجذور . " لا اريد ان اكون متشائماً واقول انه انتشر وتوغل بالفعل " !!!
واخيراً لست ضد موائد الوحدة الوطنية فهي علامة علي الحب والتأخي والتسامح والتعاون وتزيد من اواصر المحبة ، ولكن ارجوا الا تكون مسألة مظهر فحسب ، كما ارجو أن تنتقل تلك المشاعر لرجل الشارع البسيط حتي تعود مصر كما كانت لكل المصريين من اي اصل ومن اي دين .

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٩ صوت عدد التعليقات: ٧ تعليق