CET 00:00:00 - 02/05/2010

مساحة رأي

بقلم : جرجس بشرى
هل تعلمون السبب الرئيسي للنكبات التي تدق على رؤوس الأقباط كل يوم ؟ وهل تدرون السبب الجوهري وراء تصاعد وتيرة العدوان الطائفي , والإضطهاد الرسمي المُمنهج الذي يُمارس ضد المسيحيين المصريين في الجامعات ، والمناصب الحساسة  والقيادية  بالدولة ؟! .. في الحقيقة لست أجد إجابة على مثل هذه الأسئلة ، سوى أن ما يحدث للأقباط ( المسيحيون المصريون )  من إضطهاد  في وطنهم  الأصلي مصر،  إنما يرجع لسببين أساسيين ، أولهما  : مسيحيتهم ،  نعم ، فما يحدث للأقباط منذ الغزو الإسلامي  لمصر تحديداً وحتى هذه اللحظة ، سببه الرئيسي هو إيمانهم بمسيحهم .. 

 فالحكومات المتأسلمة التي تعاقبت على حكم مصر ، منذ الغزو  العربي  إلى يومنا هذا ،  ما زالت تقاوم المسيحية في المسيحيين  أنفسهم ، وتنظر للمسيحية على إعتبار أنها ديانة كفر وشِرك ، وبالتالي تُستَحل أموال ، ودماء أتباعها . ولا يجب أن تبنى لهم كنائس أو تُجدد !!( هل تساءل أحدكم : لماذا تحدث معظم حوادث العنف الطائفي ضد الأقباط  وكنائسهم بعد صلاة الجمعة ؟!! ) ،

والغريب أنه تأكد لنا  مؤخراً ، عبر فتوى إسلامية صادرة عن الأزهر، نشرتها جريدة الأقباط متحدون  الإليكترونية ، أنه لا يجب القصاص من المسلم الذي يقوم بقتل غير المسلم ، وهو  الأمر الذي  يُعد بمثابة  تصريح ، ورخصة غير مباشرة  للمسلم  بقتل غير المسلم ، ولا شك في أن القضاء المصري يستند إلى مثل هذه الفتوى في حوادث العنف الطائفي ضد الأقباط  ، بدليل أنه لم يتم حتى الآن القصاص  من المسلمين الذين قتلوا واحداً وعشرين قبطياً في الكشح ، وستة أقباط في نجع حمادي ، وغيرها من الحوادث الطائفية!! 

وأبلغ تعبير على مقاومة الحكومة للمسيحية كدين ، هو ملاحقاتها للمتنصرين في كل مكان وتهديدهم ، وإطلاق أمن الدولة بعض العصابات عليهم لترويعهم وإرهابهم ، وكذلك عدم السماح لهم بإثبات معتقدهم الديني الجديد ( المسيحية ) في الأوراق الثبوتية ، هذا في الوقت الذي تُسَهِّل فيه حكومة مصر , وجهازها الأمني ، عمليات التحول من المسيحية أو أي ديانة أخرى إلى الإسلام !! ، ونزع حضانة الأطفال من أمهاتهم  المسيحيات لأبائهم الذين أشهرو ا إسلامهم ، وتغيير أسمائهم إلى أسماء إسلامية  !

أما السبب الثاني ، والذي لا يقل أهمية عن السبب الأول في تردي أوضاع الأقباط في مصر،   هو فهمهم  الخاطئ لبعض الآيات والتعاليم المسيحية ، وهذه حقيقة يجب الإعتراف بها 00 فما زال هناك أقباطاً حتى هذه اللحظة يفهمون قول الكتاب المقدس " ليست لنا هنا مدينة باقية ولكننا نطلب العتيدة " ، و " من لطمك على خدك الأيمن فحوِّل له الآخر أيضاً "، و" لي النقمة أنا أجازي يقول الرب " 

وغيرها من الآيات المقدسة فهماً خاطئاً ، وأرتكنوا نتيجة الفهم الخاطئ لهذه الأيات  إلى العزلة ، والسلبية ، واللا مبالاه ، والتواكل ،  وتهميش حقوقهم ، معتبرين أن المسيحية دين فقط ،  غير مُدركين أنها دين ودنيا أيضاً ؛ بدليل أن السيد المسيح له كل المجد قال عن المؤمنين به في مُناجاته مع الآب " لست أسأل أن تأخذهم من العالم بل أن تحفظهم من الشرير " ، كما قال لمن لطمه :" لماذا تلطمني " ؟! وأيضاً " أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله " .
 
كما أن بولس الرسول أيضاً عندما شعر بالظلم والإضطهاد الواقع عليه ،  مع أنه رجل دين ، رفع شكواه إلى قيصر ، وهو أعلى سلطة في الإمبراطورية الرومانية وقتها ، لم يخف ، بل طالب بحقه في المواطنة ، كسائر جنسه من الرومانيين ،  ولم يتهاون في ذلك.

 إن قضية الأقباط في مصر ستظل مرهونة بمدى جديتهم في مطالبتهم بحقوقهم بلا هوادة ، وبشكل سلمي ، وفي أي مكان في العالم ، فكلما زادت رقعة وقوة إحتجاجاتهم ومطالبهم الشرعية ، وصل صوتهم أكثر إلى العالم ؛ ليعرف الضمير العالمي كله مدى المعاناة والإضطهاد  الذى يقع على مواطنين  مسالمين لا ذنب لهم سوى أنهم مسيحيين !!!

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ١٠ تعليق