CET 00:00:00 - 20/02/2010

مساحة رأي

بقلم: د.عاطف نوار
مازلنا نستقل قطار إضطهاد الأقباط فى مصر و مازلنا فى عربته الأولى.. فبعد أن هممت للأنتقال للعربة الثانية.. توقفت فجأة.. حيث استوقفنى خطاب إرهابى يحمل تهديدا و وعيدا.. لم يكن خطابا من جهة إرهابية.. بل من سفير مصر فى كندا شامل ناصر إلى القمص مرقص كبير كهنة الكنيسة الأرثوذكسية فى أمريكا الشمالية.. خطاب رسمى يحمل إسم سفارة جمهورية مصر العربية – أوتاوا - كندا و لكنه يتنافى مع المزاعم المصرية فيما يتعلق بالحرية و المواطنة..تأرخ الخطاب فى 26 يناير 2010 و قبل مظاهرة أقباط كندا السلمية فى 30 يناير للتنديد بالمذبحة القبطية فى محطة نجع حمادى و الدعوة إلى إحترام حقوق الأقباط فى مصر والمطالبة بحمايتهم و التعامل معهم بعدل كمواطنين مصريين من الدرجة الأولى..جناب السفير إعتبر أن هذه المطالب و ذلك التنديد مساسا بالوحدة الوطنية و إيقاعا بين مسلمى الوطن وأقباطه فى إطار الشعارات المصرية الجوفاء الموجهة لأفباط المهجر من الخيانة و العمالة و الإستقواء بالخارج إلخ..فعلى أقباط كندا أن يتبعوا مبدأ لا أ سمع لا أرى لا أتكلم ( واحنا مالنا خلينا جنب الحيط )..

بل و أجرى جنابه عملية إسقاط نفسى على أقباط كندا معتبرا إياهم محرضون على الطائفية و يمسون الوحدة الوطنية المصونة..كما ثأر جنابه لنفسه و للنظام من الخطاب الجاد الذى سلمه له مجمع كهنة كندا مطالبين فيه بردع و إنهاء إضطهاد الأقباط فى مصر و المتمثل فى عمليات إبادة و تهجير الأقباط بمباركة النظام و تحت مظلة الموافقة الأمنية .. هدد من خلال خطاب الرئيس مبارك بتوقيع أقصى العقوبة على من يضبط متلبسا بالتحريض الطائفى  و مواجهة أية جرائم تأخذ بعدا طائفيا بقوة القانون و حسمه بعدالة ناجزة و أحكام صارمة .. جاء هذا الخطاب تنفيذا لأوامر مشددة من وزير الخارجية  المصرى فى إجتماع عقده لسفراء جميع الدول بإستثناء سفيرين قبطين و ذلك فى مبنى الوزارة صباح 19 يناير 2010 حيث لقن معالى الوزير سفراءه خطة التعامل مع الأقباط فى الخارج لمنعهم من المظاهرات المدوية المطالبة بوقف قتل و إضطهاد الأقباط فى مصر بموافقة الحكومة المصرية..وذلك بتهديدهم و إرهابهم بما سيلاقونه هم وذويهم داخل حدود مصر..إن خطاب الرئيس مبارك فى عيد الشرطة و الذى استند إليه جناب السفير أثار عدة تساؤلات..فقد أكد فخامته عدم التهاون مع من يحاول النيل من الوحدة الوطنية والإساءة إليها..إذن لماذا تهاون سيادة الرئيس مع أولئك الذين جابوا ربوع مصر يقتلون أقباط مصر و يحرقون كنائسهم و ممتلكاتهم و يغتصبون قاصرتهم أمام عين الأمن الساهرة فى مذبحة الأسكندرية و الكشح وأبو فانا و فرشوط و العديسات و ديروط و الباجور و عين شمس و عزبة جرجس إلخ دون قصاص رادع و عادل  و كانت النتيجة مذبحة نجع حمادى؟..

أكد فخامة الرئيس على مواجهة أية أفعال تأخذ بُعدا طائفيا ..إذن ما تفسير عدم معاقبة مرتكبى كل هذه الجرائم و المذابح التى حدثت و تحدث للأقباط؟..لماذا اعتبرتم كل هذه المذابح القبطية العامرة بالدماء القبطية أحداثا فردية قام بها مختل و مغتصب؟..كما أكد فخامته على توقيع أقصى العقوبة على مرتكبيها و المحرضين عليها..إذن لماذا لم يأمر فخامته بالتحقيق ( على الأقل ) مع عبد الرحيم الغول الذى أشارت أصابع الإتهام إلى ضلوعه فى التحريض على مذبحة نجع حمادى القبطية و لا سيما بعد ثبوت علاقته بقائد المذبحة حمام الكمونى و ثبوت أن هذا المجرم المسجل خطر هو قائد حملة الغول الإنتخابية؟..

أكد فخامة الرئيس على مسائلة مسئولين إذا ثبت تقصيرهم..إذن لماذا لم تتم مسائلة وزير الداخلية و محافظ قنا ؟ لماذا لم يعتبر فخامته حادث فرشوط و نجع حمادى تقصيرا من محافظ قنا و مدير أمنها؟و لماذا لم يعتبر فخامته الحوادث والمذابح القبطية فى الأسكندرية و الكشح وأبو فانا و فرشوط و العديسات و ديروط و الباجور و عين شمس و عزبة جرجس إلخ تقصيرا من وزير الداخلية؟ لماذا أقال حسن الألفى مُعتبرا إياه مقصرا فى مذبحة السائحين فى الأقصر و لم يُقيل حبيب العادلى لتقصيره الشديد فى سلسلة المذابح القبطية الممتدة بطول البلاد و عرضها كل هذه السنوات؟.. لماذا لم يتخذ فخامته إجراءا رادعا مع وزير الداخلية هذا الأسبوع ( اليوم 12 يناير 2010 ) و بعد أيام من هذا الخطاب عندما أطلق أحد رجال الداخلية رصاص سلاحه على المواطن القبطى ملاك فى منوف عقابا له على إقامته الصلاة فى مكان أُشيع أنه سيتحول إلى كنيسة ؟..دعا فخامته الأزهر و الكنيسة لتبنى خطابا دينيا يعزز قيم المواطنة.. فخامة الرئيس ..أود أن أُذكر فخامتكم أن الخطاب المسيحى فى الكنيسة على مر العصور مصدره الوحيد هو الكتاب المقدس ..و كل تعاليم الكتاب المقدس كما تعلم فخامتك تنهى بشدة و حسم عن القتل و الخطف و الإغتصاب و التدمير إذ لا يوجد فى الكتاب المقدس آية واحدة تدعو للقتل أو للتحريض عليه.. لا يوجد به نص واحد يدعو أو يحلل السرقة و الزنا و الكراهية و الكذب..
بل كل نصوصه و آياته تدعو إلى محبة الآخر حتى الأعداء كما علمنا الرب يسوع المسيح له كل المجد أن  "ثمر الروح فهو : محبة ، فرح ، سلام ، طول أناة ، لطف ، صلاح ، إيمان وداعة ، تعفف . ضد أمثال هذه ليس ناموس " (غل 5 : 22-23 )..فخامة الرئيس على مدى السنين الماضية و الحاضرة و الآتية لم و لا و لن تجد قسيسا و لا أسقفا و لا بطريركا يُعلم بعكس هذا التعليم المُعطى من الرب يسوع المسيح ذاته ..فالخطاب المسيحى ثابت على مر الأزمنة بدليل أنه على مر تلك الأزمنة كان ضحايا اعمال العنف و الإرهاب من جرائم وحشية و مذابح جميعهم أقباطا مسيحيين.. و اسأل التاريخ و التاريخ سيجيب.. فخامة الرئيس .. أنت تعرف و تثق بولاء وحب الأقباط المسيحيين لمصرهم .. فتذكر من قال " طظ فى مصر و أبو مصر " و من قال " إن مصر ليست وطنا نعيش فيه بل وطنا يعيش فينا " .

أحبائى أقباط المهجر فى كل مكان ..لقد بدأنا فى خدمة مباركة لمساعدة إخوتنا و مؤزارتهم فى إضطهادهم فى مصر..وهذه الخدمة لا تقل أهمية عن  الخدمات المختلفة التى تعمل لمجد إسم المسيح القدوس ..و كعادته يجول إبليس مُفسدا و مُحاربا و مقاوما أي عمل صالح.. لاتهتموا أحبائي بأية شعارات جوفاء كالعمالة و الخيانة و الإستقواء بالخارج فكل هذه أساليب و ألاعيب شيطانية تهدف لفقد الحماس و الحمية لخدمة إخوتنا المضطهدين فى مصر ..إن وقفتنا الدائمة بجانبهم تمدهم (بنعمة إلهنا ) بالقوة و الطمأنينة و الفرح .. تقوى فى نفوسهم الولاء بل الإفتخار بكوننا جميعا أعضاءا فى جسد المسيح الواحد نتألم لآلام بعضنا..إن وقفتنا الجادة بجانبهم هى فى حقيقة الأمر دعوة من الله لنا ليدافع عنهم بنا و هم صامتون .. أدعوكم أحبائى لعدم التهاون و عدم الفتور عن المناداة بحقوق إخوتنا أقباط مصر المضطهدين لكى نجد من يرسله لنا الله ليدافع به عنا فى ضيقاتنا و نحن صامتون .. أدعوكم أحبائى.. أبائى وإخوانى أن نتكاتف و نتوحد فى فكر واحد و قلب واحد و لا نلتفت لأي تهديد أو وعيد يثنينا عن هذه الدعوة الإلهية لخدمة أقباط مصر المضطهدين .. نحن نخدم والله يقوى .. نحن نخدم والله يجازى "ومن سقى أحد هؤلاء الصغار كأس ماء بارد فقط باسم تلميذ ، فالحق أقول لكم : إنه لا يضيع أجره" (مت 10 : 42)  " لأن الله ليس بظالم حتى ينسى عملكم وتعب المحبة التي أظهرتموها نحو اسمه ، إذ قد خدمتم القديسين وتخدمونهم "(عب 6 : 10)

bolapavly@yahoo.com

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق