CET 00:00:00 - 02/05/2010

مساحة رأي

بقلم: القمص أثناسيوس جورج
الغوغائية هي أحد الظواهر المتكررة التي تسود مجتمعنا في مصر، فعندما يخرج غوغاء إلى الشوارع يُكَبِّرون و يحرقون و يسلبون. لكن مِمَّنْ؟ و لماذا؟ إنه غبن جماعي و استهداف واقع علينا كأقباط و كمواطنين مصريين، إن تأجيج المشاعر الطائفية   والشحن المستمر في أوساط الجهال والأميين والأحداث الصغار صار خطورة اجتماعية شديدة بحيث ينطلق هؤلاء الغوغاء كالثيران الهائجة وهم أشبه بالقنابل الموقوتة التي تنفجر عند أول هَبَّة، فهل هذا هو التدين و هل هذه هي أخلاق المصريين في هذا الزمان؟؟!

للأسف هذه الغوغائية استشرت حتى النخاع و تُنذر بكوارث اقتصادية و اجتماعية تغتال الوطن كله.
إن لغة الغزوات والغوغائية تقُض مضجع التنمية والسياحة والمواطنة والحضارة قديمها وحديثها. كذلك نقول للجميع أن المسيحية ليست سُبَّة ولا تهمة، لكننا نفتخر كوننا مسيحيين سنعيش و نموت هكذا مهما كلفنا أمرنا من مواجهة هذه الغوغائيات. فلسنا لاجئين ولا زائرين في مصر ولا جالية بل مصريين من قبل ومن بعد.

الغريب أيضًا أن هؤلاء الغوغاء – المفعول بهم – يتدافعون من حيث لا يعلمون بل مِن حيث مَن دَفَعَهم و شَحَنهم، كي يصنعوا أمجادًا و يرفعوا رايات الهمجية والحرق والتكسير ظانين أنهم بذلك يقدمون خدمة لله.

إن الوحدة والتعايش في مصر أكثر هشاشة من "البسكوت"، و بعد كل ذلك فثمة من لا يزال مُصِرًا على أنه لا إكراه في الدين، وعلى أن هذه الأحداث فردية وليست طائفية وعلى أنه لا يوجد سياق عام يجمع هذه الأحداث في طول البلاد وعرضها، وأن مثل هذه الأحداث تحدث أيضًا في الصومال وفي موريتانيا وفي إندونيسيا بالأمس البارحة، وأن من يقوموا بها مختلين ومهووسين. لكننا نقول أن ما حدث في أخميم بالأمس تحول إلى سخرية ومسخرة جاهزة لتكون وقود لكل حريق على نحو متفجر، فمن العديسات إلى العياط إلى بني مزار إلى محرم بك إلى مطروح إلى بقاع كثيرة.

حقًا إن ما يحدث هو سيء و ذميم ولا يقبله كل مخلص لدينه ولوطنه، وعلى كل من يرفض هذه الغوغائية أن يُسْهم في منعها لأنها تمزق حياتنا كمصريين وتشوه صورتنا أمام العالم وتنذرنا بكارثة في حجم كرة الأرض، و إن كانت في طَوْر اكتمال التكوين. فلنغير إذن ما بأنفسنا.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٧ صوت عدد التعليقات: ١٤ تعليق

الكاتب

القمص. أثناسيوس فهمي جورج

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

ظاهرة الغوغائية

ثقافة التساؤل

فصحنا هو المسيح

القيامة و التعييد معاً

آية ودرس يونان

جديد الموقع