شغل سيما |
بقلم: هند مختار فهل كان العصر وقتها بكل ما فيه من انفتاح ثقافي حقيقي هو سبب تلك البراعة؟ أم أن الناس وقتها كانوا مختلفين؟ أم هي النظرة الحالية لكل ما هو ماضٍ تجعلنا نرى ما كان جميلاً لأن القبح لا يذكره أحد ويتلاشى مع الوقت.. حقيقة لا أعرف تحديدًا.. من ضمن هذا الماضي الرائع، فنانة عاشت معنا حتى وقت قريب، وظلت تطل علينا، وهي ماري كويني..
كان والدها يعمل مزارعًا في لبنان، وبعد وفاته، وفي عام 1922، جاءت بصحبة والدتها وأختها هند، لتقيم في مصر عند خالتها أسيا داغر وعمها الصحفي بالأهرام أسعد داغر.. عشقت هذه الأسرة السينما جدًا وكانت ماري مثل خالتها آسيا جميلة جدًا وتتميز عيناها بالبراءة الشديدة، وقد قدمت أول أدوارها كممثلة مع آسيا في فيلمها الأول (غادة الصحراء)، حيث كانت وقتها في الثانية عشرة.. من أكثر فنون السينما التي استهوت تلك الفتاة الصغيرة كانت فن المونتاج حيث قامت بمونتناج العديد من الأفلام وكان أو الأفلام الذي عملت فيه كمونتيرة فيلم "عندما تحب المرأة"، وكان من إخراج أحمد جلال.. كان أو لقاء لها بالمخرج أحمد جلال كممثلة في في فيلم "وخز الضمير" من إنتاج آسيا داغر سنة 1931، ومن يومها تكون الثلاثي (آسيا، ماري كويني، وأحمد جلال)، وكانوا يقومون بإنتاج الفيلم وكتابته وإخراجه ومونتاجه والتمثيل فيه أيضًا، واستمر هذا الثلاثي بنجاح حتى سنة 1940، إلى أن انفصل أحمد جلال وماري كويني بعد زواجهما، عن آسيا وكونا شركتهما الخاصة.. تقول ماري كويني عن أحمد جلال إنه صاحب الفضل عليها في كثير من الأشياء، فقد كانت لا تجيد اللهجة المصرية، فأخذ يعلمها حتى أجادتها، وكانت ثقافتها العربية قليلة جدًا نتيجة لتربيتها في مدارس الإرساليات الفرنسية، ولقد ساعدها بأن تلم بالثقافة العربية وشئون الوطن العربي، مما جعلها من أحسن المنتجين والموزعين.. بعد انفصال الثنائي ماري وأحمد جلال عن آسيا، والذي كان سببه خلاف مالي حول أنصبتهم في شركة آسيا، قدَّما سويًا أول فيلم اسمه "فتاة متمردة" من بطولة الراقصة (بديعة مصابني) اللبنانية أيضًا والتي ساهمت في نهضة الفن هي الأخرى من خلال كازينو بديع ولهذا قصة أخرى.. وكان مع البطلتين النجمان والوجهان الجديدان أنور وجدي ومحسن سرحان.. أنشأ كلٌّ من أحمد جلال وماري كويني ستوديو جلال، وكان السبب في هذا أن أحمد جلال وماري كويني كانا لديهما مشروع فيلم ولكن لم يجدا أستوديو خاليًا لتصوير الفيلم فيه إلا بعد عدة أشهر، وكانت صناعة السينما في تلك الفترة في أوجها، لذلك قررا إنشاء أستوديو في منطقة حدائق القبة، وكان يتكون من 2 بلاتوه، وفناء واسع، وقاما بشراء معدات من عدة أماكن وقام "سابو فني الصوت" وقتها بعمل وتركيب معدات الصوت، ثم بعد ذلك طورت ماري كوين الأستوديو واشترت معمل تحميض ألوان هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط وكان من أكمل الأستوديوهات حيث كان ينافس ستوديو مصر وقتها، ولكن تم تأميم الأستوديو بعد ذلك وتعاونت ماري مع مؤسسة السينما وأنتجت بعد ذلك على نفقتها.. توفي المخرج أحمد جلال زوجها سنة 1947، حينما كان يقضيان أجازة في ربوع لبنان وترك لها أحمد طفلاً في السادسة لذلك هي من حملت على عاتقها الإشراف وتطوير ستوديو جلال.. ومن بين الافلام التي أنتجتها كويني "أمير الأحلام، وعودة الغائب، وكنت ملاكًا، وظلموني الناس، وابن النيل، ونساء بلا رجال، وإسماعيل ياسين في جنينة الحيوانات، والمليونير الفقير، وفجر يوم جديد، وبدور، وأقوى من الأيام"، ومن بين الأفلام التي أنتجتها الفيلم الأول لابنها المخرج نادر جلال "غدًا يعود الحب" عام 1972.. وكان آخر فيلم أنتجته كويني هو "أرزاق يا دنيا" عام 1982.. |
| شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
| أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع:
 
|
الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت
|
عدد التعليقات: ٣ تعليق
|
