CET 00:00:00 - 13/03/2010

المصري افندي

بقلم: ناهد صبرى 
حين التقينا ارتسمت على محياه ابتسامه عريضة، وصاح ما الذي أتى بكِ إلى هنا؟، لم أكن قد رأيته منذ زمن، لكنني قررت أن أكتب عنه شيئًا لإحساسي العميق بأننا نقتسم معًا الهموم والمواقف والآراء.
ما أن رأيته حتى تهيأت لأن أسمع عنه هذه المرة خبرًا سارًا عن علاقته بالحبيبة التي حدثني عنها فيما مضى، كانت علاقتهما في العام الرابع على ما أذكر، لكنه أشار بثباته في لامبالاة مجيبًا عن تساؤلات رآها في عيني قائلاً للأسف ضاع كل شيء تقريبًا، كنت تواقة لأن أعرف تفاصيل أكثر عن قصة الحب هذه، لكنه لم يبح بأي شيء مما كنت أود سماعه، حدثني عن عمله بالخارج، الحديث عرج بنا إلى سماء السياسة والعمل المضني الذي قمنا به حين كنا زميلين في الجامعة، قلت له بعد قليل من الصمت وأنا أتامل شتلة الورد الأحمر: "أثناء تجوالك بأوروبا وإفريقيا رأيت نماذج عده من النساء".

قال ورأيت كيف أن التمييز ضد المرأة في هذه البلدان قد وصل الى حد لا يخطر على بال، ورأيت كيف توضع عقبات تحول دون وصول المرأة للقضاء وذلك بمقتضى قوانين تميزية أو مواقف مجتمعية شديدة التحيز.

قلت مكملة: "في بعض البلدان لا تستطيع النساء أن ترتدي ما ترغب فيه من لباس.. انظر الصحافية السودانية التى تجرأت ولبست البنطال، وفى بلدان أخرى لا يسمح لهن بقيادة السيارات أو بالإرث أو الإدلاء بالشهادة أمام المحكمة، وفي مصر لا يسمح للنساء بتقلد كل المناصب، حتى أن النساء وقفن وقفة احتجاجية أمام مجلس الدولة اعتراضًا على ذلك، أضف أن القانون الدولي لحقوق الإنسان يُحرِّم التمييز على أساس الجنس، وينص على ضمانات للمرأة التمتع بحقوقها على قدم المساواة مع الرجل، وتنص المادة 15 (1) من اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة نصًا صريحًا على أن تعترف الدول التي صدقت على الاتفاقية بالمساواة مع الرجل وتلزم المادة 2 الدول التي صدقت على الاتفاقية باتخاذ التدابير اللازمة لذلك، التنفيذية منها والتشريعية لتغيير أو إبطال القائم من القوانين أو الأنظمة أو الأعراف التي تشكل تمييزًا ضد المرأة.

نظرت إلى الساعة المثبتة قبالتنا على الحائط وقلت له: "مضت مدة ولم أدلُ بدلوي في أمور كهذه لكن الوقت كالسيف".. نظر هو أيضًا إلى ساعته وتحسس أوراقا كان يحملها وقال: "مضى الوقت سريعًا ولم أشعر به، الأحاديث الشيقة تسحق الزمن بسرعة"، ثم افترقنا وكل منا يشعر بعذوبة ما بعدها عذوبة.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق