CET 00:00:00 - 27/12/2009

مساحة رأي

بقلم: د. رأفت فهيم جندى
حادثة دنشواي وقعت في 13  يونيو عام 1906 وفيها تهجم الفلاحون على الضباط الإجليز بعد أن قتل الإنجليز امرآة بطريق الخطأ وأصابوا آخرين توهموا أنهم يهاجمونهم. مات ضابط إنجليزى من شدة الحر بعد ركوضه مسافة 8 كم هربًا من الأهالي.
بإيعاز من اللورد كرومر المندوب السامي البريطانى لمصر وقتها، قضت المحكمة المصرية برئاسة بطرس غالي وأحمد فتحي زغلول باشا وعضوية 3 قضاة إنجليز بإعدام 4 فلاحين لأنهم تهجموا على الضباط الإنجليز. سمحت إنجلترا للزعيم المصري مصطفى كامل بالخطابة ضد اللورد كرومر وفضح ما تم في محاكمات دنشواي الغير عادلة. أقالت الحكومة البريطانية اللورد كرومر عام 1907 بناءًا على ما أثاره مصطفى كامل في الرأي العام الإنجليزى ضده. أيضًا اغتيل بطرس غالي بعد أن أصبح رئيسًا للوزراء بعدها، وخاصم سعد زغلول أخيه بسبب ترأسه لهذه المحكمة.

حدثت واقعة الكشح يوم 2 و 3 يناير عام 2000 أي بعد حوالي قرن من واقعة دنشواي. ولقد بدأ عنف البوليس ضد أقباط الكشح قبلها بعدة سنوات بسبب مقتل اثنين من الأقباط ومحاولة الأمن إرغام بعض الأقباط على الاعتراف بالقتل لكي لا توجد شبهة احتقان طائفي، وتخللها إنشاء أكشاك تجارية غير قانونية لمسلمين أمام مداخل المتاجر للمسيحيين، مما أدى لبعض الاشتباكات بين الاثنين. وعندما تظلمت القيادات الكنسية لمباحث أمن الدولة من القبض على الأقباط وتعذيبهم بدون سبب والإرهاب البوليسي لكل أقباط الكشح، توعد اللواء خليل مخلوف مدير أمن سوهاج وقتها القيادات الكنسية وقال لهم عبارته الشهيرة "لسة الكشح ما شفتش حاجة" وبذل الأنبا ويصا كل جهده لوقف سحل أقباط الكشح، وأدانت بعض منظمات حقوق الإنسان المصرية ممارسات البوليس المصري الإرهابية ضد أقباط الكشح. ثم توالت الأحداث بعدها من تحريض إمام الجامع للمصلين ضد الأقباط وبثهم أكاذيب بأن الأقباط يسممون مياه شرب المسلمين وقيام مشاجرة بسيطة بين سيدة مسلمة وتاجر مسيحي، فقام الغوغائيون على المسيحيين بالقتل والتخريب على مدى يومين كاملين. وظلت قوات الأمن فى مكانها الذي يبعد 500 متر عن القرية حتى انتهى هؤلاء من قتل 21 ونهب البيوت والمتاجر المسيحية خلال يومين كاملين. أصر قداسة البابا شنودة على الصلاة على شهداء الكشح فى الكنيسة بالرغم من محاولات الأمن عدم الصلاة عليهم، كملت المؤامرة بعد أن أسفرت أحكام القضاء النهائية ببرآة المتهمين من جرآئم القتل والتجمهر.

وبينما نجد الحكومة البريطانية أيام الاحتلال الإنجليزي لمصر تسمح لمصطفى كامل بالخطابة في لندن ضد أحداث دنشواي في أوائل القرن العشرين، وتعزل اللورد كرومر بسبب هذا، نجد القيادات العليا بمصر فى أوائل القرن الواحد والعشرين ترقي الضباط الذين تآمروا على أقباط الكشح بل وتجرم كل من يحاول المضي فى طريق مقاضاة مجرمي الكشح، أو المطالبة بتعويض لهم. نطلب من كل الحكومات الغربية إدراج مذبحة الكشح في سجل الجرائم ضد الإنسانية، وتقيد أسماء المجرمين الذين شاركوا فيها سواء من رجال البوليس أو القيادات المحلية أو المركزية.
ولقد أقامت‏ ‏إيبارشية‏ ‏البلينا‏ ‏وبرديس‏ ‏ودار‏ ‏السلام‏ منذ 4 سنوات ‏كنيسة باسم شهداء ‏الكشح‏.‏ و‏‏أعربت‏ ‏أسر‏ ‏الشهداء‏ ‏عن‏ ‏سعادتهم‏ ‏لتأسيس‏ ‏كنيسة‏ ‏تحمل‏ ‏أسماء‏ ‏شهدائها‏. ‏كما أصدرت الكنيسة ‏تقويمًا‏ ‏سنويًا ‏يحمل‏ ‏صور‏ ‏شهداء‏ ‏الكشح‏ ‏تكريمًا‏ ‏لأرواحهم‏ ‏الطاهرة‏. تهانينا لشهداء الكشح بإكليل الشهادة وبالسنة العاشرة لهم فى الفردوس. وتهانينا أيضًا لكل الشعب القبطي بعيد ميلاد السيد المسيح ورأس السنة الميلادية.

رئيس تحرير الأهرام الجديد

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٤ تعليق