CET 00:00:00 - 04/01/2010

مساحة رأي

بقلم: لبنى حسن
إنه فعلاً خبر مفجع خاصة وقد جاء في ليله رأس السنة وكأن ألفين وتسعة لم يكفيها كل ما حدث بها من كوارث ومصاعب....شعرت بصدمة ولم أعرف إلا الآن مساء يوم واحد يناير بسبب عطل الإنترنت لدي منذ أمس ...منذ دقائق فقط عرفت الخبر المؤلم ولا أكاد أجد كلمات للتعبير.

بغض النظر عن دور المهندس عدلي - أو جدو كما كان يحب أن أناديه-  في الأنشطة المختلفة من قضايا حقوقية أو عملية، هناك من هم افضل مني للتحدث عنها، لكن على المستوى الإنساني، كان إنسانًا حساسًا جدًا وقلبه طيبًا كالطفل ومرحًا وخفيف الظل، محبًا للدعابة حتى وهو متعصب...كان محبًا للحياة والناس واللمة...متفائلاً جدًا وإلى أبعد الحدود... حنونًا ومثقفًا يستمع للصغير بنفس الاهتمام الذي يعطيه للكبير، وكان برغم خبرته وثقافته يردد أنه سيظل يتعلم ويستفيد من رأى الجميع وإن خالفوه الرأي...كان اجتماعيًا ومتواضعًا وكريمًا... بالرغم أني لم ألتقِ به مطلقًا، ولكن منذ عام ألفين وخمسة عرفته جيدًا من خلال مناقشاتنا الهاتفية التي كانت أحيانًا تتجاوز الساعة فقد كان واسع الأفق سريع البديهة ولا يضيق بالنقد بل يرحب به.

كنت أختلف معه في الرأى في الكثير من الأشياء، بل إن نقاط الاختلاف كانت أكثر من نقاط الاتفاق دائمًا، وكان يعلم ذلك لكن كان يحترم هذا ويهتم ويناقشي وأحيانًا يقنعني وأحيانًا أقنعه أو نظل مختلفين لكن بود وهدوء ومحبة وروح أبوية جميلة.

أتذكر مرة قد سجل فيها حديثًا للموقع ثم اتصل بي ليسألني عن رأيي إن كنت سمعته.... فأبلغته أني سمعته لكن رأيى (ممكن يزعله) ..... نعم هكذا قلت له  بتلقائية ... وتوقعت أن يضايقه كلامي ولكنه قالي: "قولى كل حاجة وبالتفصيل ولا يهمك من حد"... وفعلاً بدأت بأن قلت له بغض النظر عن خفة ظلك في حديث الفيديو، لكن أختلف معك في كذا وكذا، وأرى أن أسلوبك في كذا لم يكن موفقا وتلك هي الأسباب..... فدار بينا نقاش حاول من جانبه إقناعي ببعض النقاط  وشرحها ولكن وافقني الرأي في نقاط أخرى، وقالي: "إنتي فعلاً صغيرة أوي بالنسبة لي لكن نبيهه وكلامك صح في النقط دي وح اخد بالي المرة الجاية"....طبعًا اعتبرتها دعابة من جد حنون، لكن لم يمر أسبوعان وكان قد سجل حديثًا آخر ووجدته يتصل ليسالني، وعندما عرف أني لم أشاهد التسجيل، طلب مني أن افعل، وسيتصل مرة أخرى مساءًا، وعندما اتصل وقبل أن أنطق بكلمة، بادرني قائلاً: "شوفتى إني لم أكرر كذا، بل فعلت كذا، لاني اقتنعت برأيك"... فقلت له فعلاً جدو جميل جدًا.....هكذا كان كان متواضعًا دومًا ...يهتم ويستمع للجميع.
ربنا يرحمه  ويصبر كل من يعرفه وإن لله وإن إليه راجعون.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق