CET 00:00:00 - 30/10/2009

المصري افندي

بقلم: هاني دانيال
يبدأ الحزب الوطني اليوم فعاليات مؤتمره السنوي، ونحن نلقي آمالاً كبيرة في حدوث جديد رغم إن كل المؤشرات تفيد عدم  حدوث شيء وإن المؤتمر سينتهي ببعض التوصيات العادية والمعتاد ظهورها في كل عام، وإن شعار "من أجلك أنت" مجرد شعار سنوي مختلف لشعارات حزبية مماثلة ولكن سيبقى الوضع على ما هو عليه!
أستبعد أن يكون هناك حديث جَدي عن تغيير القيادات الموجودة حاليًا والتي تخطت الستين عامًا من عمرها وبقاءها في الحزب منذ أن كانت في الاتحاد الاشتراكي، والقيادات نفسها تغير من جلدها حسب النظام الحاكم، وحتى الشباب الذي أخذ فرصة المشاركة في الانضمام للحزب لم يحصلوا على فرصتهم كاملة لأن الحزب يسيطر عليه رجال الأعمال الذين يبحثون عن مصالحهم ومراعاة أعمالهم حتى ولو على حساب المواطن الذي رفعه الحزب.

كل عام ننتظر ظهور قيادات جديدة تدفع الشباب للعمل السياسي، ولكن للآسف لم نرى ذلك وفي كل عام يعقد الحزب مؤتمر سنوي ليظهر وكأنه تورتة جميلة تقدم للمجتمع وحينما مل منها المجتمع فكروا في أمر جديد وهو عمل مجلس أعلى للسياسات يضم علماء ومفكرين وكتاب ورجال أعمال.
وعلى الرغم من أن أمانة السياسات كانت مثل "الكريز" الذي يغطى التورتة لتعطي شكلاً جميلاً حتى ولو كانت التورتة ليست حلوة المذاق، أثبتت الأيام إن الكل انشغل بقطعة الكريز وترك التورتة ولم يتحدث أحد عن الحزب الوطني بالقدر الذي تحدثوا فيه عن الحرس القديم والحرس الجديد عن القيادات الجديدة والدم الجديد، تحدثوا عن أمور كثيرة ولكنها كلها ثانوية وغير رئيسية على الإطلاق لتمر السنين ويظل الحزب الوطني شيئًا واحدًا لا أمل فيه طالما ظلت الأمور على ما هي عليه!

لنتأمل سويًا في شعار الحزب ونفكر فيما يحتاجه المواطن، سنجده يبحث عن لقمة العيش، والحياة الكريمة، مستقبل أفضل لأولاده بعد أن فقد حياة هادئة لنفسه وأسرته، يأمل في وسائل انتقال آدمية، يأمل في مستوى صحي مناسب، يبحث عن تعليم متميز، يحلم بمسكن مناسب، يفكر في مناخ ديمقراطي يسمح بتداول السلطة، يتمنى مكافحة الفساد بعد أن تعدى الركب، يحلم بدولة قوية يكون فيها القانون هو السيد، ويصبح فيها المواطن لديه حقوق وعليه واجبات، يحلم بدوله تتعامل معه كمواطن وليس كعبد!
يبدو إنني سرحت بخيالي وفكرت  في المواطن الذي أتمناه، وليس المواطن الذي يتمناه الحزب الوطني ويقدم له هذا المؤتمر!
عزيزي القارئ.. أنا أسف 

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق