CET 00:00:00 - 27/09/2009

المصري افندي

بقلم: ناهد صبري
انتهى سباق الأعمال الرمضانية، وبالرغم من إنني كغيري من المشاهدين لم أستطع مشاهدة الأعمال المطروحة على الشاشة كلها إلا إنني تابعت مسلسل "أنا قلبي دليلي" للمخرج "محمد زهير رجب" ومن بطولة السورية "صفاء سلطان" الذي يحكي قصة حياة ليلى مراد، وبرغم الجدل الذي دار حول المسلسل وحول بطلته صفاء سلطان وأنها كانت بلا كاريزما ولم تنقل لنا روح ليلى مراد، لكني استمتعت حقًا بالمسلسل لأنه كان مرصعًا بأغاني الزمن الجميل.

فقد أعاد إلينا المسلسل أجواء زمن مضى فحتى أغنية "شحات الغرام" التي غناها الدويتو ليلى مراد والراحل محمد فوزي كانت بأداء رفيع جدًا ارتقى بالأغنية، حيث يعتمد أسلوب ليلى على توظيف الأغنية توظيفًا جيدًا داخل الفيلم بحيث تكون أداة توضيح وأداة إمتاع للمشاهد، في ذات الوقت ساعدها على ذلك وجود زمرة من المنتجين الذين لا يهدفون للربح بالدرجة الأولى على عكس الحال الآن حيث يلاحظ المتابع لأفلام هذا الموسم ازدياد وتيرة الأغاني المرتبطة بالأفلام... كذلك يلاحظ انحطاط العبارات في هذه الأغاني، ففي فيلم "الفرح" اختار المنتج محمد السبكي المطرب الشعبي "محمود الحسيني" ليقدم أغنية "سيجارة بني" ضمن أحداث العمل.
أما فيلم "بوبوس" فقد استعان بالمغني "عماد بعرور" ليقدم أغنية شعبية تحمل اسم "أنا سكران" ضمن مشهد فرح شعبي، وفي فيلم "إبراهيم الأبيض" قدم المطرب الشعبي الشهير "عبد  الباسط حمودة" أغنية "كلك عاجبني".

وقد اتفقت الكثير من الأغاني على أن تكون هابطة في الكلمات واللحن والأداء.. ويبرر ذلك بعض المهتمين قولهم أن هذه الأغاني المصاحبة للأفلام تحمل سردًا طبيعيًا لمجريات الفيلم وتحكي الواقع، فإذا قبلنا أن تحمل بعض المفردات السطحية والغريبة التي قد نجدها في الحوار، علينا أن نقبل ما في الأغنية من مفردات وهذا قول مردود فالمفروض أن يرتفع الفن من خلال ما يقدمه من أعمال بذوق المشاهد.. وأن يعمل على تقديم أعمال راقية تحترم المتلقي بدلاً من وضع أخطائه على شماعة أن هذا هو الواقع الذي نعيشه.. فإن كان هذا هو الواقع حقًا فما هو دور الفن؟ وما هي رسالته التي يجب عليه تقديمها؟ إن من أهم أساسيات الفن هي أن يسمو بالذوق العام، لا أن يعمل على إفساده بأعمال غنائية شديدة الإسفاف.

هذه الأغاني أصبحت ظاهرة منتشرة في السينما المصرية وقد كان من المفترض أن تعكس القضية التي يناقشها العمل ولكنها مجرد هزليات رخيصة تبغي الإضحاك والإسفاف فقط وللأسف الشديد أصبح النجوم الكبار يعتمدون على هؤلاء المطربين والأغاني الهابطة كتوليفة رخيصة لإرضاء ذوق الجمهور –على حد قولهم- ولا يكتفي بمجرد وجود نجم كبير يحمل اسم الفيلم.      
إن انتشار هذه النوعية من الأغاني يعود إلى أن تجار السينما يرغبون في تقديم -طبخة فنية- لمجموعة من المراهقين من الشباب فهم من يقبلون تلك الأفلام.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٧ تعليق