CET 00:00:00 - 25/09/2009

كلاشينكوف

بقلم: فيولا فهمي
بقدر اشتياق العاشق لمحبوبته الغائبة، والساهر للحظة السعادة والأنس، والغافل لوقت اليقظة والإنتباه، والحائر للراحة وهدوء البال، هكذا يشتاق أيضًا قطاع واسع من المصريين للحظة إسقاط لقب وزير الثقافة عن الفنان التشكيلي فاروق حسني، فلقد استمر اللقب ملازمًا لصاحبه طوال 22 عامًا تغيرت فيها ملامح المفاهيم الثقافية والرؤى الفنية والظروف الإجتماعية والسياسية بالمجتمع، وبالرغم من ذلك لم يتغير الرجل الذي استمر وزيرًا للثقافة رغمًا عن المثقفين والفنانين.
فقد اعتبر جماعة المؤيدين لإعتلاء حسنى منصب المدير العام لمنظمة اليونيسكو أن المجتمع الدولي مغيّب عن الأحداث وسوف يسمح لوزير فشل في وضع سياسات ثقافية وفنية داخل بلاده أن يدير ثقافات العالم داخل منظمة دولية تضم 122 دولة، سوف يسمح المجتمع الدولي للرجل الذي لم يقدم اعتذارًا عن محرقة قصر ثقافة بني سويف التي راح ضحيتها 32 فنان تفحمت أجسادهم من الإهمال والاستهتار الثقافي أن يرسم السياسات الثقافية الدولية، واعتقدوا بسذاجة سياسية أن الدول العظمى سوف تسمح لوزير ثقافة صرح بحرق الكتب الإسرائيلية والعبرية ثم عاد ليعتذر ويقدم الكرابين من أجل عيون المنصب الدولي وليس لأجل الثقافة التي تتجاوز الحدود الإقليمية والديانات، وتوقعوا فوزه بالرغم من مصادرة الكتب الإبداعية وإغلاق المجلات الثقافية وشيوع مناخ الضحالة الثقافية الذي يعيش فيه المفكرين مهددون بسلاح التطرف الديني والجهل المعرفي!
وظن المتضامين والمؤيدين لفاروق حسني -الذي تحولت في عهده قصور الثقافة إلى عشش لتربية الطيور، ومراكز الشباب إلى أوكار لتعاطي المخدرات، وبعض الآثار المصرية إلى خرابات مهملة- أنه سوف يجتاز جميع الجولات الإنتخابية ويحصل على أرفع المناصب الثقافية في العالم.
فما أسهل إلقاء تبعات الصدمة الثقافية وخسارة فاروق حسني على شماعة العنصرية واضطهاد الدول الغربية للعرب والمسلمين، فهي مسكنات تريح العقل وتمنحه قدرًا وفيرًا من الاسترخاء، ولكنها للأسف سوف تجعل من وزير الثقافة بطلاً من ورق يتمسك به أصحاب المصالح ومحصلي فواتير الدفاع عنه، وربما تدفع القيادة السياسية للتصميم على استمراره -كما حدث في محرقة بنى سويف- ليصبح وزير الثقافة الذي لا يُقهر وتتحول الرغبة في إقالته إلى مطلب شعبي وتخرج حركة كفاية بشعار جديد لتقول "لا للتمديد لوزير الثقافة".

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق