CET 00:00:00 - 22/09/2009

مساحة رأي

بقلم: هاني دانيال
أخيرًا علم الجميع أهمية الخنازير، وأن المطالبة بوجودها ونقلها وعدم ذبحها كان مطلب وطني ولم يكن طائفي بأى شكل من الأشكال، وأن ما حدث من التعامل مع الخنازير بوحشية هو أمر مرفوض بكل المقاييس، والنتيجة الآن هو حدوث كل ما تم التحذير منه، وعشوائية الحكومة في التعامل مع هذا الموضوع لا نجد الآن ما يصحح هذه العشوائية.
الآن انكشفت العديد من الأمور الخاطئة، بداية من القرار الخاطئ في ذبح الخنازير وعدم تعويض أصحابها مرورًا بأزمة القمامة التي كشفت الفساد في المحليات وشركات النظافة الأجنبية التي ثبت أنها تحصل على أموال دون أي عمل، بدليل غرق القاهرة والجيزة ومحافظات أخرى في تلال من القمامة، كذلك غياب الرؤية المستقبلية للتعامل مع الأزمات، وفي حالة أنفلونزا الخنازير كشفت عن عدم وجود رؤية للمستقبل لمكافحة المرض، وعدم الإلتفاف لتحذيرات منظمات عديدة من خطورة ذبح الخنازير وضرورة اتباع خطط أفضل بدلاً من الإخلال بالطبيعة!
مؤخرًا قرأت للكاتب الكبير صلاح منتصر في الأهرام عمودًا متميزًا يدعو فيه الرئيس مبارك للتدخل في أزمة انتشار القمامة بجميع محافظات مصر بعد أن توقف جامعو القمامة عن جمعها نظرًا لعدم وجود ما يتغذى على القمامة العضوية، وبالتالى لم تعد مجدية في جمعها نظرًا لذبح الخنازير، وهي الدعوة التي أكد عليها الكاتب الكبير بأنها ضرورية ومهمة، ولا يوجد الآن من يلجأ له المواطن سوى الرئيس مبارك لإنقاذ من تهور الحكومة وسياساتها الخاطئة.
قال منتصر "نعيب على تربية الخنازير الرائحة الكريهة التي تصدر من حظائر التربية‏,‏ خاصة أنها كانت موجودة وسط البيوت السكنية‏,‏ أو على الأصح أحاطت بها البيوت السكنية‏.‏ وقد جرى انتهاز خطر إنفلونزا الخنازير‏‏ لإعدام الآلاف من الخنازير وإزالة الحظائر التي كانت تتولى تربيتها‏,‏ واليوم بعد شهور قليلة اكتشفنا أن الخنازير كانت أرحم كثيرًا من الصورة التي أصبحت عليها شوارعنا نتيجة لتكدس تلال الزبالة في الشوارع وعلى النواصي‏..‏ وأن الذين أسرعوابالقضاء على الخنازير إنما في الواقع تسرعوا في ذلك قبل دراسة كافية للدور الذي كانت تسهم به هذه الخنازير في نظافة المحروسة"!
استطرد بقوله "حتى نظافة شوارعنا نرجو الرئيس التدخل لتحقيقها؟ أعذرنا ياسيادة الرئيس‏,‏ فالطلب سخيف ولكن يبدو أنهم تعودوا على ضرورة تدخلك‏!‏"

حتى الآن لا نعلم ما هي خطة الحكومة للتعامل مع الخنازير وأصحاب حظائر الخنازير التي تم ذبحها، ولا نعرف مستقبل مواجهة القمامة، ولا حتى مستقبل الشركات الأجنبية العاملة في مجال جمع القمامة، ولا نعرف مستقبل هذا الوطن في ظل كميات القمامة المنتشرة في جميع شوارع القاهرة والجيزة وغيرهم من المحافظات، وكل هذا بسبب بدعة الشركات الأجنبية التي لا يعلم أحد دورها وأسباب جمع كل هذه الأموال من قوت الشعب لصالحها!

أتذكر أنه مع بداية عمل الشركات الأجنبية أعتبر البعض أن عمل هذه الشركات نوع من الرفاهية، خاصة وأن طريقة فرز القمامة جديدة على المجتمع المصري، والذى اعتاد جمع كل المخلفات في كيس واحد، ولا يعرف الفرز بين الزجاج والبلاستيك والمواد العضوية، وحينما قامت الشركات بحملات للفرز اعتبر البعض الآخر أنه مهم لتكريس ثقافة الفرز، ودارت الأيام لتصبح عمل هذه الشركات وهم كبير!
الغريب في الأمر أن هناك من يقوم بحرق القمامة للتخلص منها دون أن يدرك خطورة ما يقوم به، وفي ظل نقص التوعية بما يحدث أصبحت القاهرة مصدر رئيسي لخروج انبعاثات ملوثة غطت سماء القاهرة الكبري للدرجة التي جعل الكثير يشعر بالاختناق بسبب زيادة نسبة التلوث وعدم وجود ثقافة لمواجهة هذه المشكلة الكبيرة التى يتسبب فيها المواطنون بسبب سلوكياتهم الخاطئة ونقص الوعي بخطورة ما يقومون به!

المشكلة ليست طائفية كما تصورها البعض في البداية، ولكننا نتحدث هنا عن مشكلة غض الكثيرون بصرهم عنها في البداية حتى استفحلت وانتشرت بشكل رهيب لم يعد يجدي التعامل معه بشكل منفرد، وإنما هناك حاجة لمواجهة هذه المشكلة من كل أجهزة الدولة، ومعاقبة كل من أخطأ في مواجهة هذه المشكلة في بدايتها حتى لا يتصور أحد أنه يمكن أن يخطئ ويفلت من العقاب مثل كثيرون أخطأوا ودفع الشعب وحده ضريبة هذا الخطأ، ولنا مثال في المبيدات المسرطنة والتي أغلقت بسببها صحف وما زال الجناة طلقاء!

نحن هنا لن نطالب الرئيس بالتدخل لحماية القاهرة من القمامة، ولكننا ندعوه لإقالة الحكومة الفاشلة لأنها أثبتت بالدلائل القطاعة بأنها فاشلة وليست جديرة بإدارة شئون البلاد!

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٥ تعليق