CET 00:00:00 - 08/09/2009

مساحة رأي

بقلم: زهير دعيم
كثيرا ما سمعت من يتساءل ، وهو تساؤل مشروع ؛ لماذا الله في المسيحية لم يسمح إلا بزوجة واحدة فقط ، في حين أن اليهودية او بالأحرى اليهود ومنهم الملوك وحتى الأنبياء اقترنوا بالكثيرات ، كما إن الإسلام سمح بالمثنّى والثلاث والرُّباع وما ملكت اليمين ؟!!
  ولم اجد صعوبة في الردّ ، وكيف اجد والكتاب المُقدّس يحكي بوضوح ، وكذا المنطق البشريّ.
  فها هو الربّ الإله بعد أن خلق كل شيء قال : " ليس جيّدًا أن يكون آدم وحده ، فاصنع له مُعينًا نظيره" .....معينًا ، عونًا ، مساعدا ، مشاركا وشريكا ، وايضا مساويا وشبيها .
وها هو السيد المسيح له المجد يقول : " من البدء خلقهما ( الرجل والمرأة ) ذكرا وأنثى "...وليسا بعد جسدين بل جسدا واحدا ...جميل هذا الجسد الواحد المندمج .

 فمن هنا يثبت تماما أنّ الله أراد وقرّر وخطّط ان تكون زوجة واحدة لرجل واحد.وكذا المنطق والطبيعة ، فالإحصائيات تؤكّد ان نصف البشرية من الذكور والنصف الثاني من الإناث ..مناصفة تكاد تكون بالفرد والأفراد !!!.
  أما ان يكون النبي داوود حسب الكتاب المقدس قد تزوج بأكثر من واحدة ، وهو الذي غنّى الله بأحلى القصائد والمزامير ، ورنّم له أجمل  الترانيم ، وكذا الأمر مع ابنه سليمان والذي حباه الله بالحكمة ، فلا يقولنَّ  احد أنّ هذا  الأمر الهيّ ,او انّ  الله أمره بذلك او سمح له وإنما هو قرار شخصي اتخذه.
   انّ الزواج في المسيحية مُقدّس ، طاهر ، يبعد كثيرًا عن الجنس والشهوة ، فآدم في الكتاب المقدس عرف امرأته فولدت قايين وهابيل...
   حقيقة الزواج في المسيحية يعني :  الحبّ الذي يحمي ويعطي من ذاته ، ويبذل نفسه من اجل غيره .
 ويعني المشاركة والأخذ والعطاء والاندماج في بوتقة المحبة السامية ليصبحا جسدًا واحدا .
  ويعني المسؤولية والمشاركة والمشاطرة في الهموم والأحزان والأمراض والأفراح والشركة مع الله في علاقة جميلة ...ويعني ايضا بقاء الجنس البشري ، وأيضا وليس صدفة وضعتها في ذيل هذه الــ  يعني ..إشباع الاحتياج الطبيعي ، الجسدي ، الشهوانيّ ، وهذا ليس عيبا ولكنه ليس بيت القصيد.

جميل هو الزواج _- واسأل مجرّب- الزواج المبنيّ على الصخر وعلى الاحترام المتبادل ، وعلى الطمأنينة ، فالقلق والخوف من الطلاق يزرعان الشكّ والقلقلة والريبة والمجهول ، فتنام المرأة وعيناها الى الآتي وفي السقف والى عيون زوجها وأفكاره وتصرفاته ومنديله !!!
 أتراه قرّر أن " يُجدّد " شبابه ؟
 أتراه " يغمز " بعينه ويزقزق او يريد أن يزقزق في عُشٍّ آخر ؟.

جاء في سِفر الأمثال :
   " مَنْ يجد زوجة ، يجد خيرًا وينال رضاً من الربّ ".
  
 الزوجة الفاضلة ثروة وكنز نفيس ونعمة إلهية.
 
  الزوجة الفاضلة هدية السماء للرجل ..

         اذًا واحدة فقط  ، وفي كلّ الأحوال ، حتّى وان كانت المرأة عاقرًا ، فليس من العدل أن تُطلِّق المرأة العاقر ، في حين أن تبقى "الولود" على ذمّة الرجل العاجز ، العاقر !!!
  اين العدالة وأين المنطق ؟! فالزواج ما كان ولن يكون حقلا للزراعة وماكنة للتفقيس ...كما ان الزواج في المسيحية واليهودية محصور ومقتصر على الأرض ، فلا زواج في السماء ولا حوريات ولا عذارى ...جاء في إنجيل الرسول متّى :   "في ذلك اليوم جاء اليه صدوقيون الذين يقولون ليس قيامة فسألوه
قائلين يا معلم قال موسى ان مات احد و ليس له أولاد يتزوج أخوه بامرأته و يقيم نسلا لأخيه
فكان عندنا سبعة إخوة و تزوج الأول و مات و اذ لم يكن له نسل ترك امرأته لأخيه
و كذلك الثاني و الثالث إلى السبعة
و آخر الكل ماتت المرأة ايضا
ففي القيامة لمن من السبعة تكون زوجة فإنها كانت للجميع
فأجاب يسوع و قال لهم تضلون اذ لا تعرفون الكتب و لا قوة الله
لانهم في القيامة لا يزوجون و لا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله في السماء " .
إذن امرأة  واحدة فقط في الأرض وصفر في السماء !!!
  واحدة في الأرض ، نظير ، معين ، تقاسم الرجل المسؤولية والهموم والسعادة ...فمن أراد " بالجُملة " او اوكازيون " فما عليه إلا أن يفتّش في حارة أخرى ، وباب حارة آخر !!!
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت عدد التعليقات: ٢٢ تعليق