CET 00:00:00 - 29/08/2009

المصري افندي

بقلم: هاني دانيال
أصبح من المعتاد سماع أخبار التوتر الطائفي، إلا أنه من غير المعتاد أن يظل صمت المسئولين في الدولة وصناع القرار بالشكل الذي يظهر المجتمع بكل هذا التخلف والرجعية وإنكار التسامح الديني الذي كان معروفًا، ومن ثم يبدو أن هناك من يريد أن يعيد التاريخ لنفسه ليشهد عصر التمييز ضد الأقباط ولو بشكل غير مقنن، خاصة وأن الرخصة سارية لكل مَن يريد أن يعبث بحياة وممتلكات الأقباط وتنحية القانون جانبًا وكأننا نعيش في غابة والبقاء فيها للأقوى!
في معظم محافظات الصعيد أصبح من الطبيعي أن نقرأ العديد من أخبار التوتر الطائفي وبدلاً من شكوى مراسلي الصحف في المحافظات بعدم القدرة على نشر الأخبار بشكل منتظم وأنهم يعيشون على نشر الأخبار حسب سخونة الأحداث، أصبحوا الآن ينقلون العديد من الأخبار الساخنة ويزاحمهم الآن محرري القاهرة لأن الأحداث في الصعيد أصبحت أكثر سخونة من أحداث العاصمة!

ونفس الأمر ينطبق على محافظات الدلتا والتي لا تقل بأي حال من الأحوال عن الصعيد ليظهر المجتمع وكأنه مفكك ومترهل ولا يوجد هناك من يحكم قبضته الحديدة ويرفع لواء القانون في وجه المخالفين ولا يترك الساحة للبلطجة والقوة المزيفة، خاصة وأن الوضع الذي وصلنا إليه لا يسر عدو ولا حبيب!
كثير من الحوادث التي نسمع عنها يشارك فيها جيراننا وأصدقائنا والذين نتمتع معهم بعلاقات طيبة إلا أن هناك لحظة تحول يصبح بعدها الصديق عدوًا وربما لا توجد أساب معينة لهذا الأمر وإنما المشكلة قد تكون مجتمعية، فهناك لحظة تحول يمر بها المجتمع لتنتقل المشكلة من مشكلة فردية يمكن السيطرة عليها بعد ظهور الحقيقة إلى مشكلة مجتمعية تنتقل من مكان لآخر تصاعديًا وترتفع وتيرة الأحداث المؤسفة بشكل يخجل له الجبين!

الغريب أن كثير من الأفراد الذين يقومون بحرق ونهب وقتل في بعض الأحيان لممتلكات الأقباط يزعمون قيامهم بذلك بدعوى أن الأقباط يقومون بأمور غير قانونية، وكأنه لم تعد هناك مؤسسات للدولة تدافع فيها عن نفسها أو تطبق القانون على الجميع وبدون حساسية, والمثير للدهشة أن من يقوم بذلك يعد من المخالفين للقوانين فلم يعد للقانون أدنى أهمية في قاموس المواطن المصري في تعاملاته الحياتية!

تحدثنا كثيرًا عن خطورة مثل هذه وتأثيرها على المجتمع ولم يقم أحد بتقديم الحلول لمواجهة المشكلة وبعد أن كانت حوادث التوتر الطائفي تقتصر على منزل يزعم البعض أنه أصبح كنيسة أو كنيسة تم بنائها بدون ترخيص انتقلت الآن إلى الموالد التي كانت في الأساس شعبية وتخدم المسلم قبل المسيحي وكانت مصدر للرزق لقطاع كبير من المواطنين، وهو ما يشير إلى أن الأماكن المقدسة التي لم يكن يجرؤ أحد على مهاجمتها أصبحت مباحة الآن وهو ما يعني أن المجتمع في قمة الخطر، فلم يعد هناك من المحرمات وأصبح كل شيء مباح.... فماذا ننتظر؟! 

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٤ تعليق