CET 00:00:00 - 01/08/2009

مساحة رأي

بقلم: نشأت عدلي
ما أجمل أن تُحب.. ما أحلى أن تعيش أيامك بحب.. ما أروع أن يملأ الحب حياتنا.. يتغلل في كل كياننا.. يعيش ليالينا.. ونحلم بلياليه.. يُعشعشُ في قلوبنا.. ويسلب عقولنا.. يسبينا.. ويحينا.. يجعل لحياتنا معنى.. فيكون الدافع لأمانينا.. ومركزًا لأمنياتنا..
أحببت؟.. نعم أحببت.. أحببت وانغمست في هذا الحب.. أحببت وصغت من الحب لباس على جسدي.. كسوت به أجفاني.. جعلته غطائي في أيامي الباردة.. وطني الذي ألجأ إليه يوم غربتي.. يوم أن يختبئ الوطن منا ويلفظنا.. جعلته ملجأي عندما تنهدم كل ملاجئي..
وجعلتها قمر يضيء لي ظلمة لياليا.. نجمة في سمائي لتهديني الطريق.. نجلس الليالي.. وأنتِ أمامى.. نتسامر ونتحاكى.. أحار في قلبي.. الوحشّة تملأ كياني وأنتِ بجواري!!..
لا أحتمل بعادك.. تسيري بجواري ومع هذا أشتاق إليكِ.. تتشابك أناملنا.. ونتحدث بأحلى المعاني.. تتلاقى عيوننا.. وتتكلم العيون عن كل ما هو مكنون..
ما أحلى الحب.. صومعته جميلة.. تنصهر فيها الأحاسيس.. وتمتزج فيه كل الأماني.. تسيل من قوالبه أرق المعاني.. وتنتشر في الكون روائح أعطاره.. فتغار الورود من شذى عطره.. وتخجل الأزهار من جمالها الفاني.. وتجري البذور لصومعة الحب.. لتستجدي ماءه.. لتنبت زهور تفيح منها روائحه لتنثرها في كل مكان.. فنهرب أنا وحبيبي.. لئلا تغار منا الزهور.. فتناظرنا بأوراقها الحمراء.. نتمرغ بين الورود بعيوننا.. نشم عبيرها.. هربت الكلمات من شفاهنا.. ولم يبقى لنا إلا نظرات العيون.. وكلمات الأيادي..
أشتنشق نسمة الهواء الخارجة منكِ.. لتصبح هيَ عبيري.. فتسري في شرايني.. فتذيب تكلسات على القلب.. فيخرج من شرنقتة المدفون فيها.. فيدق ويزلزل كياني.. ويهمس لها بعشق.. ملئه الشوق والحنين..
أين كنتِ؟؟ أبحث عنك من يوم ميلادي.. لتصحو وتنتظم دقاتي.. أصحو من نوم عميييق.. كثمل يفيق.. يصاب بمرض الرقة.. فتتغير دقاته.. وتتغير كلماته.. يُخرجها بصدق.. مصحوبه بدموعه.. يشتاق بلهفة لكلماتها.. فيأخذها كوشاح يلتحف به.. يكررها..ويحفظها.. يحلم بها.. يتنفس عبيرها.. يستنشق عطرها.. يلتمس هوائها!! ليجرى إليه لاهثًا.. فيملأ رئتيه يوم أن تختنق الليالي.. ولكنه يشتاق بلهفة عليها.. يريد أن يراها دائمًا.. ويراها.. يشتاق إليها وهي معه.. يمسك بيديها ويتمسك بهما.. ليسمع همس أناملها..
نجري نحو النهر.. نتعطر بمياهه.. ونروي ظمأ قلوبنا.. نجلس قبالة وجهينا.. والنهر يجري تحت أقدامنا.. كل ما فينا يتكلم.. ماعدا أفواهنا.. آذاننا تتكلم.. نظراتنا تتكلم.. ظهورنا أيضا تتكلم.. لقد نسينا كل رغبة.. عدا رغبة الكلام.. ألهانا الحب عن غرائزنا.. نسيناها.. ولم تبق سوى لهفة اللقاء.. ولوعة البعاد.. واشتياق في القلب لا يهدأ أبدًا..
نسير ونسير معًا.. ذراعينا تلف خصرينا.. لا ينته الكلام.. نجلس لنتكلم.. نجري ونلهث ونتكلم.. تجري الأحلام تسابقنا لتنعم وترتوي.. ولم يبق لي سوى الأحلام.. لم يبق سوى قلب طفل أحب وعشق هذا الحب.. يداعب جفونه.. يتغلل لكل كيانه.. ينحت في القلب صورته.. فتنطبع على الوجه جماله ورونقه.. ولم يبق في القلب سوى صوره داخل صومعته.. يتقوقع داخلها.. ويغلق عليها.. فلا يراها أحد غيره.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٠ صوت عدد التعليقات: ٥١ تعليق