CET 00:00:00 - 21/08/2009

المصري افندي

بقلم: مايكل فارس
الأغلبية من المسلمين يكرهون الشيخ محمد سيد طنطاوي.. بل ويطلقون عليه "البابا طنطاوي".. هل لأنه يقاوم كل المحاولات التي تثير الفتن الطائفية وحاول بقدر كبير من السماحة؟ وحاول منذ تولية مشيخة الأزهر نزع فتيل التوتر الطائفي، عكس الشعراوي الذي كان يزدري الدين المسيحي في أغلب عظاته، بل أصبحت العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في أشد توترها في عهده، فكم من مرة استباح لنفسه إهانة آيات الإنجيل وتفسيرها على هواه، الأمر الذي أدى لخلق ثقافة تكره الآخر المسيحي ذلك الذي يؤمن بهذا الإنجيل الذي تم تحريفة على أيدي القساوسة والرهبان "على حد قوله".

هل يكرهونه.. لأنه ليس وهابي أو سلفي أو ليس من أصحاب مبدأ "الفاضي يعمل مكفراتي"؟.. هل لأنه يحترم الدين المسيحي وعلى مدار تاريخة لم يتفوه بكلمة تزدري أي دين حتى اليهودية؟.

هل يكرهونه لأنه صافح شيمون بيريز، وعلى فهم السلفيين الوهابيين أنه قام بالتطبيع مع إسرائيل لذا وجب إهدار دمه؟

هل يكرهونه لأن علاقته بالبابا شنودة أقوى من أي علاقة سابقة بين رئيس مؤسسة دينية إسلامية ومؤسسة دينية مسيحية؟

هل يكرهونه لأن مع مبدأ حوار الأديان ودائمًا ما يشارك في المحافل الدولية مع الفاتيكان وأي مؤسسة دينية غير إسلامية تدعو للحوار؟. فمبدأ السلفيين لا يريدون حوار أديان لأنه لا دين غير الإسلام، فكيف يتم التحاور مع هؤلاء الكافرين؟.. يريدون صراع أديان.. وبالتأكيد نهاية الصراع ستكون لدين الله "الإسلام"!

هل يكرهونه لأنهم ينظرون له على أساس أنه موظف في الدولة فقط؟

في لقاء د. نجيب جبرائيل مع شيخ الأزهر أكد الإمام الأكبر أنه يجوز للمسلم التبرع لبناء كنيسة، وهو بذلك أكّد عكس ما أصدرته دار الإفتاء المصرية التي تعتمد على الفقه والشريعة؛ وأكد أن الشريعة الإسلامية تؤكد أنه يجوز للمسلم فعل ذلك، وبهذا التصريح التاريخي انكشف الستار عن أمرين هامين، أولهم أن الإمام الأكبر هو الرجل المناسب في الزمن المناسب، فسألت نفسي كثيرًا.. ماذا كان سيحدث لو كان الشيخ الشعراوي هو شيخ الأزهر؟، ثانيًا انكشاف الستار عن تفكير الشيوخ الموجودين في دار الإفتاء وخلطهم بين الفقه والشريعة واعتبارهم الفقة بمنزلة الشريعة؛ وكيفية نظرتهم للمسيحية الكافرة.

أؤكد أن لولا شيخ الأزهر "فضيلة الشيخ محمد سيد طنطاوي" في ظل هذه الظروف المتوترة المشحونة بالفتن الطائفية لأصبحنا في منحدر لن يُخرجنا منه أحد في ظل وجود الإخوان المسلمون والجماعات الإسلامية والتي استعادت قوتها مرة أخرى.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٧ صوت عدد التعليقات: ١٦ تعليق