عفوا يا مايكل .... كفايه

بقلم: نادر فوزى
الاخ مايكل منير انسان ذو تركيبه خاصه عندما اتحدث معه واختلف معه يكون الحوار دائما مشوق ولكنى لم اقرأ فى يوم من الايام تصريح له واتفقت معه فيه ... انسان صريح يعلن على الملئ انه له اتصالات وعلاقات مع الجهات الامنيه ويرى ان هذا فى صالح الاقباط  وبصرف النظر عن اتفاقى او اختلافى معه فى هذه النقطه فعلى الاقل هو يصرح بها وليس مثل البعض الذى يخفى علاقته معهم وقد تكون اكثر متانه ... ولكن الذى ادهشنى بل احزننى ان ارى انه يعترض على مبدأ المظاهرات ضد النظام الحاكم الفاشى فى مصر  فالمظاهرات هى حق مكفول فى كل دول العالم للتعبير عن الاعتراض او الغضب من مماراسات او تصرفات معينه ترى مجموعه معينه انها تنال من حقوقها ... ولست مع القائلين بأن المظاهرات المزمع بدايتها مع بدايه زياره مبارك فيها اهانه لمصر .. فمصر ليست مبارك      والامريكان نفسهم يتظاهرون ضد الرئيس الامريكى وامام البيت الابيض دون ان يقال انها خيانه او اهانه لامريكا .
كنت اتفهم ان يعترض مايكل منير على تشذرم الاقباط وان كل مجموعه ستقف فى ناصيه شارع مستقله عن المجموعه الاخرى وان كل مجموعه تنفى علاقتها بالمجموعه الاخرى فى منظر سيكون سئ جدا للاقباط الذين لم يستطيعوا حتى ان يتوحدوا فى مسيره ضد النظام الحاكم ..
كنت اتفهم ان يعترض مايكل منير على اسلوب الفتوات التى اتخذته بعض المواقع القبطيه لفرض اشخاص بعينهم وتلميعهم  او للهجوم على اشخاص اخرى فى سباب وشتائم  وارهاب فكرى لايقل عن اسلوب الجماعات الاسلاميه  فى مهاجمه سيد القمنى و تأكيدهم انهم وحدهم على الساحه وان الجميع واسف للتعبير طراطير ...
كنت اتفهم لو طرح مايكل منير سؤال على الذاهبين للمسيره والسؤال هو ماهى مطالبكم للحكومه المصريه فللاسف ان كل مجموعه لها مطالب مختلفه وامنيات مختلفه مما اوجد حاله من حالات التشذرم الذى يدفع ثمنها المواطن القبطى البسيط فى مصر .
ولكنى لا اتفهم ان يحجر على الاقباط ويجهر بأعتراضه ضد المسيره وكأنه يطعن كل الذاهبين فى ولائهم لمصر وبأنهم سيقمون بعمل اجرامى ضد مصلحه البلد .. هذا الذى لا اتفهمه وليس معنى اعتراضى عليه ان اقوم بسبه او انال من شخصيته كما فعل بعض من حرافيش الاقباط ... فالكنيسه تتخذ نفس موقف مايكل منير ولقد اعلنت الكنيسه رسميا رفضها للمظاهرات والاساقفه يطيرون الان فى كل الولايات الامريكيه والكنديه لحث الاقباط على الغاء المسيره ولست اعلم لماذا .. فلو كان مايكل له اسباب شخصيه فى وقف المظاهره فماهى اسباب الكنيسه ولا تقولوا لى ان الحكومه تضغط عليهم .. فالمظاهرات فى امريكا وليست فى مصر وليس للكنيسه سلطان على المتظاهرين والا اصبحت كما يهاجموا الكنيسه ويقولوا دوله داخل دوله والمشاركين فى المظاهره ليسوا من الكهنه او رجال الدين .
سنتظاهر ضد مبارك وسنكشف حقيقه النظام امام العالم ولكن لابد لنا من وقفه هادئه قبل المظاهره لنراجع انفسنا فى شيئين فى غايه الاهميه وهى اولا مطالبنا ...
انا ارى ان نختزل مطالبنا فى مطلب واحد فقط ونعمل جميعا على تحقيقه .. الا وهو مدنيه الدوله .. فعندما يفصل الدين عن الدوله ستتحقق كل مطالبنا .. وسيسقط البند الثانى من الدستور وستبنى الكنائس وسينتزع الملف القبطى من يد امن الدوله وستتغير المناهج التعليميه وسيكون للمتنصرين الحق فى تغيير دينهم ... واهم شئ انه سيكون مطلب وطنى مصرى سيلتف حوله العديد من المسلمين وغير المسلمين وليست مطالب طائفيه ... وسيتفهم العالم ما نطلبه بل سيساعدنا فى تحقيقه .. فلحظتها لن يكون الاسلام هو المسيطر على الدوله بل القانون ولن نرى رجال الدين يفتون فى السياسه ولن نرى ان القانون يتوارى ليحكم بدل منه صحيح البخارى ولنا فى كمال اتاتورك مثل يحتذى وكيف استطاع انهاء سطوه الدين الاسلامى فى تركيا وحول تركيا لدوله مدنيه ديموقراطيه.
اما المطلب الثانى فهو توحيد المتظاهرين حتى لو كنا مختلفين بعضنا مع بعض فمنظرنا العام اهم من اختلافتنا و صدق الهدف يعلو على اى اعتبارات اخرى وليس من اللائق او المقبول ان تقف كل مجموعه وحدها لتفتيت وحده الاقباط ولو لمره واحده دعونا نعلو فوق خلافتنا وننظر للصالح العام .