CET 00:00:00 - 14/08/2009

مساحة رأي

بقلم: مادونا شاكر
لقد كتب قبلى الكثيرين من المدونين والنشطاء الحقوقيين مطالبين ومنددين بالقبض على المدونين المصريين والمطالبة بإطلاق سراحهم وحريتهم الفكرية .. وخرجت على أثر ذلك تظاهرة سلمية أمام مكتب النائب العام يوم 3 يونية 2009 تقودها حركة شباب  ضد التمييز
http://www.maktoobblog.com/sendPost/blog/38223/post/1617172
.. يطالبون فيها بالإفراج عن المدونين المعتقلين بسبب مدوناتهم وآرائهم التى أثارت جدلاً واسعاً وسببت أرقاً للكثيرين كونها تتعرض للأوضاع الفاسدة والسلوكيات المتطرفة والبعد عن مفهوم المواطنة .. و من هؤلاء المدونين عبد الكريم عامر وهانى نظير .. ومسعد أبو فجر وأحمد محسن وغيرهم الكثير .. من هنا أريد أن أرسل تحية حارة لحركة شباب ضد التمييز وكل حركة تجابه الظلم وتندد بالظالمين .. وقد أوردت لك عزيزى القارئ فى السطور السالفة رابط هذه التظاهرة حتى يتسنى لك قراءتها بتمعن فنختصر السطور فى التركيز على موضوع المقال الأساسى ..

فى الحقيقة لقد أستوقفنى خبر نشره موقع الأقباط متحدون بتاريخ  6 / 8 / 2009 تحت عنوان  (الشبكة العربية تتهم سجن برج العرب بمساومة نظير حتى يعتنق الإسلام ) .. والمعروف عن هانى نظير أنه أخصائى إجتماعى بإحدى المدارس الإعدادية بنجع حمادى محافظة قنا .. ومن المثير للإهتمام حقاً أنه إعترض على النشيد الذى كان يردده الطلبة صباحاً فى طابور المدرسة لأن إدارة المدرسة ألغت النشيد الوطنى وأقرت بدلا منه نشيد دينى وإستبدلت لفظ ( مصر السلام ) بمصر( الإسلام ) ثم ينتهى النشيد بقراءة الفاتحة .. فإستنكر هانى هذا التمييز على الملأ معترضاً على هذا الإسلوب العنصرى وطالب بعودة النشيد الوطنى حتى يشعر الجميع بالمساواة تحت راية المواطنة  .. هكذا كان يدعو هانى دائماً ( بالمساواة والمواطنة ) حتى فى مدونته كارز الحب

.. ومن المعروف أيضاً أنه سلم نفسه للجهات الأمنية بعد القبض على أثنين من أشقاؤه لإرغامه تسليم نفسه بعد أن هرب من تحرشات شباب القرية به ظناً منهم أنه الأب يوتا عندما وجدوا فى موقعه لينكات عن رواية ( تيس عزازيل ) ورد الأب يوتا عليها .. فتم إعتقاله فى أكتوبر الماضى فى سجن برج العرب بتهمة تأليفه لرواية مسيئة للإسلام ( تيس عزازيل فى مكة ) يرد فيها على رواية الكاتب يوسف زيدان بنفس إسلوبه .. ورغم إعتراف هانى بأنه ليس الأب يوتا كاتب الرواية .. ورغم إعلان الأب يوتا نفسه بأنه هو مؤلف رواية ( تيس عزازيل فى مكة )  فى أكثر من موقع إلا أن أمن بلدنا ( على وزن سلو بلدنا كده ) لازال مصراً على إعتقال هانى .. والجديد فى الموضوع أنه يساومه على إعتناق الإسلام مقابل براءته وخروجه من هذا الجحيم .. هل هناك حرية دينية أكثر من تلك التى يمنحها لنا نظامنا المبارك أيها السادة  ؟ .. والذى يتبارى ويتفنن يوماً بعد يوم فى التنكيل بنا والمساومة على أرواحنا وكرامتنا وحقوقنا ومعتقدنا وكأننا مستوردين من الخارج ولا نمت لهذه البلد بأى صلة .. عملاً بالمثل القائل إسلم تسلم .. إلى متى يستمر هذا الوضع الشاذ ونظل مطاردين نحاسب على عقيدتنا لأننا غير مسلمين ؟

نفرز من بين الجميع ونُعامل معاملة مواطن درجة عاشرة لأننا مسيحيين ؟ .. لماذا لا يتم القبض على مدونين يذدرون بعقيدتنا المسيحية ويثيرون الفتن ويروجون لأفكار مريضة - وما أكثرهم على صفحات الويب - مصحوبة بألفاظ قذرة ونابية بالإضافة إلى الأدعية الشيطانية علينا التى هى كفيلة بأن تشحذ همم المسلمين لإرتكاب جرائم العنف ضد الأقباط .. .. ولماذا نذهب بعيداً ألم يخوض الدكتور زغلول والدكتورعمارة فى مقدساتنا سواء فى كتابتهم أو على الفضائيات ؟ .. لماذا لم يُحاكم مثل هؤلاء ودائماً نخسر القضايا المرفوعة ضدهم ؟ .. ألوان شتى من التمييز العنصرى المنظم ضد أقباط مصر ولا أحد من هؤلاء المتجاوزون يُحاكم أو يتم ردعه بأى وسيلة حتى يكون عبرة لغيره .. وهناك سؤال يلح علىّ أردت مشاركتكم فيه : أليس فى نفس توقيت القبض على هانى  نظير بالتقريب تم القبض على الكاتب إبراهيم عيسى لكتابته مقالات تهاجم شخص الرئيس والأوضاع الفاسدة بشدة ؟

وإليكم رابط المقال المعنون بـ ( أنك ميت ) حتى تحكموا أنتم بأنفسكم .
http://ahmed-melad.blogspot.com/2008/10/blog-post.html
وكلنا نعلم جيداً أن بعد كل هذه الهوجة الإعلامية والتنبؤ ببئس المصير للكاتب إبراهيم عيسى بأنه بالتأكيد ( هيروح ورا الشمس ) لأنه خاض فى الذات الرئاسية - رغم إن الراجل إتكلم بصراحة ومجابش حاجة من بره - نفاجئ فى النهاية بأنه طلع براءة بعد أن حصل على عفو من الرئيس حسنى مبارك ليؤكد السيد الرئيس بأن لديه روح رياضية عالية .. ولكى يتثب بالدليل والبرهان أننا نعيش عصر الحرية المباركية المطلقة والديمقراطية اللى ماوردتش على حد خالص غيرنا أحنا بس ..

وليس معنى كلامى أننى أعترض على إطلاق سراح هذا الكاتب المستنير إبراهيم عيسى ولكنى فقط أتعجب من التناقض الغير مبرر .. بينما يسجن وينكل ويضيع مستقبل من يقول الحق ويطالب بالعدل والمساواة ويريد الخير لهذا البلد وفى النهاية المساومة على الإسلام وإلا إنتهى أمره .. أين كرامة الإسلام إذاً يا قوم ؟ وأين علوه كدين خير أمة أخرجت للناس ؟ هل تقبلون على كرامة دينكم أن تساومون الآخرين على حريتهم لقائه وقد خلقهم الله أحرار ؟ حتى وإن أوكلكم الله على جميع البشر لأسلمتهم جميعاً .. أبهذه الطريقة تروجون لدينكم أم بالحجة والإقناع والحسنى كما تقولون ؟ .. عجبى من خير أمة لا ترى سوى حقوقها هى فقط أما الغير فهو غير مرئى تماماً .. وقت الرسوم المسيئة للإسلام هاج المسلمين وكل من لديه قوة على التخريب فعل بدون تردد وفى مقتل مروة الشربينى هاجت الدنيا وطالبوا بالقصاص وإعتذار الحكومة الألمانية .. وفى دير أبو فانا وعزبة بشرى وعزبة جرجس وغيره وغيره المئات من الأحداث لم ننصف ولم يقول القضاء كلمة حق لنا والآن يقبضون علينا ويطالبوننا أيضاً بترك معتقدنا .. عجبى
 
لك الله يا هانى أنت وأمثالك من المظلومين والمقهورين .. تشدد وتشجع لا ترهب أثبت فى إيمانك بإلهك .. ولا تخف من الذين يقتلون الجسد هذا كل ما لديهم  .. الرب معك وقلوبنا وأقلامنا معكم جميعاً ولن يطول المشوار يا عزيزى لابد من نهاية له .. لابد أن يضع الله نهاية منطقية لكل ما يحدث  .

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٠ صوت عدد التعليقات: ١٣ تعليق