CET 00:00:00 - 21/07/2009

أخبار وتقارير من مراسلينا

**كتب: عماد خليل – خاص الأقباط متحدون
رصد المركز المصري للتنمية والدراسات الديمقراطية والجمعية المصرية لدعم التطور الديمقراطي في إطار (حملة شركاء في الوطن) عدة أحداث طائفية خلال الفترة الممتدة من شهر يناير حتى شهر يونيو 2009 دلت على أن حالة التوتر القائمة بين الأقباط والمسلمين في مصر لا تزال مستمرة، لا سيما أن بعض هذه الأحداث أسفرت عن أعمال العنف طالت الجانبين ومقتل البعض وهدم وحرق العديد من الممتلكات الشخصية.
مظاهرات الأقباطومن أبرز تلك الأحداث ما يلي:
* يناير: قتل شاب مسيحي يدعى هيدرا عبد الملاك - 23 عامًا في منطقة السواقي بمدينة الأقصر وذلك على يد شاب مسلم وسط الزراعات وذلك في أقوال الشهود وتحريات المباحث حيث نتج شجار بين أسرة القتيل وشاب مسلم يدعي أحمد. ح - 20 عامًا بسبب تعاطي القتيل مخدرات خلف منزل الثاني مما دفعه إلى إحضار سيخ من الحديد وطعن به القتيل ليتسبب في مصرعه قبل نقله إلى المستشفى، وقد أدى ذلك إلى تجمع عدد من شباب المسيحيين أمام كنيسة مار جرجس للأقباط الأرثوذكس ورفضت أسرة القتيل تقبل العزاء. (الدستور، 1/1)

* فبراير: اندلعت مشاجرة عنيفة بين أسرتين مسلمة ومسيحية في أبو قرقاص بمحافظة المنيا بسبب أولوية المرور في الطريق العام مما أدى إلى إصابة 13 فلاحًا من الأسرتين ونقلهم إلى المستشفى العام وقام الأمن بالقبض على المتهمين وتحويلهم إلى النيابة وفرض حصار أمني حول منازل الأسرتين. (الوفد، 19/2)
* فبراير: تجمع نحو 500 شاب مسيحي أمام مطرانية الأقباط الأرثوذكس وأمام مركز شرطة بندر ملوي بمحافظة المنيا احتجاجًا على اختباء إحدى الفتيات داخل منزل شاب مسلم اتهموه بإخفائها بقصد التأثير عليها وإقناعها بإشهار إسلامها وطالبوا بتسليم الفتاة إليهم حيث كانت الفتاة وتدعى (ع.ن) 17 عامًا طالبة بالصف الثالث الثانوي التجاري قد تغيبت عن منزل أسرتها وبحثوا عنها في كل مكان فلم يجدوا الفتاة، إلا أن أخبار نمت إلى علمهم بوجود الفتاة في منزل شاب مسلم ارتبط معها بعلاقة عاطفية فتجمع أهالي الفتاة وأقاربها أمام مطرانية ملوي مطالبين برجوعها ففرضت أجهزة الأمن حصار أمني حول منزل الشاب المسلم (ا.ي) بائع كشري وتم القبض عليهم وبعرض الفتاة على النيابة أقرت بأنها تحب الشاب وترغب في الزواج منه فأمرت النيابة بإخلاء سبيل المتهم وتسليم الفتاه لأسرتها. (الدستور - صوت الأمة، 28/2)

* مارس: قام عدد من المسلمين بقرية دماص بمحافظة الدقهلية بقتل عامل مسيحي إثر مشاجرة بين عائلتين نتيجة قيام ابن المتوفي بمعاكسة فتاة مسلمة على الطريق العام. (المسائية - المصري اليوم، 7/3)
* مارس: عثر الأهالي بقرية دماص بمحافظة الدقهلية على جثة طافية على النيل ومكبلة اليدين والقدمين وكشفت التحريات أن الجثة لمسيحي يدعى وجيه موريس ذكي بدران 28 عامًا متغيب عن أسرته منذ 15 يومًا، وبعد تحريات المباحث تبين أن القاتل هو أحد أصدقاء القتيل ويدعي ( باسم – ع) 31 عامًا صاحب سوبر ماركت بمدينة بنها واعترف بالواقعة وأثار ذلك الحادث حالة من الاضطراب بين المسلمين والمسيحيين في القرية وأبدت عدد من قيادات الكنيسة بميت غمر غضبهم من تكرار حوادث قتل المسيحيين. (الدستور، 10/3)
*مارس: أصيب 12 شخصًا من بينهم 5 مسلمين و7 مسيحيين في مشاجرة بين أسرتين أحداها مسلمة الأخرى مسيحية بقرية هريف الشيخ تمي التابعة لمركز أبو قرقاص بمحافظة المنيا، إثر خلاف على إقامة طلمبة مياة. ( المصري اليوم، 26/3)

* أبريل: شهدت منطقة كرموز بغرب الإسكندرية أحداث فتنة طائفية بسبب مقتل شاب مسلم على يد ثلاثة أشقاء مسيحيين انتقامًا لخلاف نشبت على إثره مشاجرة سابقة بين الجانبين، وتسبب الحادث في إثارة الغضب بين جيران المجني عليه وأسرته بالمنطقة، وأثناء تشييع الجنازة عقب صلاة المغرب قام بعض المشيعين بإلقاء الحجارة على الوجهات الزجاجية لـ 4 محال تجارية يمتلكها أقباط فيما رفض المسلمين الصلح. (الوفد، 6/4)

* يونيو: شهدت عزبة توما بمدينة المحلة الكبرى أحداث فتنة طائفية حيث حدثت مشاجرة بين المسلمين والمسيحيين داخل القرية بسبب هروب (نرمين جمال متري عطا الله) 16 عامًا من منزل أسرتها واختبائها عند زوجة شقيق (حسام محمد حمودة) 18 عامًا الذي تربطهم علاقة عاطفية، مما دفع أهلها إلى التوجه إلى مكتب أمن الدولة للإبلاغ عن اختطاف ابنتهم فقام حسام بالذهاب إلى منزل زوجه شقيقه لإحضار نرمين لمنزل أهلها، وعند عودة الفتاه لمنزل أهلها قاموا بعقد جلسة صلح بين الطرفين طالب فيها أهل الفتاه تعويض وبعد تلك الجلسة حدث شجار بين كريم محمد حمودة الأخ الصغر لحسام وابن عم الفتاه تطور إلى مشاجرة كبرى بين الأسرتين أصيب فيها عدد كبير من الجانبين. (7/6)
* يونيو: شهدت عزبة بشرى التابعة لمركز بني سويف أحداث فتنة طائفية حيث اندلع عراك بين المسلمين والمسيحيين داخل القرية عندما قام القس إسحاق قسطور بدعوة الأقباط لأقامه قداس داخل منزله مما أدى إلى تجمع عدد من المسلمين أمام منزله ورشقوه بالحجارة قبل أن يقوم أقباط القرية برد فعل مماثل وهو ما أدى إلى إصابة 18 من المسلمين والمسيحيين بجروح سطحية مما دفع الأمن إلى اعتقال عدد من المسلمين والمسيحيين وفرض حصار أمني داخل القرية. (الوفد، 26/6)

نتائج:
أولاً: شهدت الستة أشهر الماضية تسعة أحداث طائفية، يمكن تصنيفها على النحو التالي:
ـ أربعة أحداث بمحافظات الوجه البحري، منها حادثان في (محافظة الدقهلية) وحادث واحد (بمحافظة الغربية) وواحد (بمحافظة الإسكندرية).
ـ شهدت محافظات وجه قبلي خمسة حوادث طائفية بأربع محافظات، هي:
* حادثة طائفية واحدة بمحافظة بني سويف.
* حادثة طائفية واحدة بمدينة الأقصر.
* 3 حوادث طائفية بمحافظة المنيا.

ثانيا: كانت أسباب قيام الفتن هي كالآتي:
• أربع حالات بسبب حوادث قتل.
• أربع حالات بسبب مشاجرات.
• حالة واحدة بسبب اختطاف فتاة.

ثالثًا: من حيث الطرف البادئ بالصدام مع الطرف الآخر، استنادًا لما كتبته الصحف، ثلاث حالات بدأ فيها المسلمون الاشتباك مع الأقباط، وخمس حالات بدأ فيها الأقباط الاشتباك، وهو ما يدل على أن هناك حالة احتقان طائفي بين الجانبين، وأن كل طرف لديه الدوافع للاشتباك مع الطرف الآخر، الأمر الذي يؤكد فشل الدولة في إدارة الأزمة بين الجانبين، وهو ما يمكن تبريره بالآتي: إصرار الدولة على معالجة ملف الوحدة الوطنية بطريقة أمنية بحتة، وتجاهل المداخل الاجتماعية والثقافية لمعالجة الأزمة.
وعلى ذلك، فإن المركز المصري للتنمية والدراسات الديمقراطية والجمعية المصرية لدعم التطور الديمقراطي يؤكدان على ضرورة التعامل بجدية وشفافية مع الأسباب والدوافع التي تساهم في تعميق حالة الاحتقان بين الجانبين، وإيجاد حلول جذرية لتلك الحالة التي تهدد السلم الاجتماعي في البلاد، وفي هذا الإطار يرى المركز والجمعية أن هناك مسئولية كبرى يتحملها المثقفون وقيادات المجتمع المدني ومؤسسات الدولة في التعامل مع تلك الأزمة الخطيرة التي يواجهها وطننا العزيز، بعدما انسحاب الدولة وعزوفها عن التعاطي بإيجابية مع الأزمة، فضلاً عن وجود تيارات ومؤسسات تشجع بالتجاهل وغض النظر أحيان وبالتشجيع أحيان أخرى، على ترسيخ حالة الاحتقان والتعصب ورفض الآخر بين المسلمين والأقباط في مصر.

التوصيات:
إن الجمعية المصرية لدعم التطور الديمقراطي والمركز المصري للتنمية والدراسات الديمقراطية يعربان بوضوح شديد وقلق بالغ عن انزعاجهم العميق لما أصاب وسوف يصيب نسيج وحدتنا الوطنية من تراخي روح المواطنة التي صنعتها أجدادنا من روح المحبة وقيم التماسك والتسامح وقبول الآخر لا سيما أن الدين لله والوطن للجميع.
وتدعو الجمعية المصرية لدعم التطور الديمقراطي والمركز المصري للتنمية والدراسات الديمقراطية العقلاء في هذا الوطن إلى التكاتف والعمل معًا لمناقشة كافة الأشكال المختلفة للاحتقان الطائفي ووضع حلول صريحة لمعالجتها، لتستعيد أمتنا وحدتها وتماسكها الذي كان نسيج الأمة وقدوة لشعوب العالم.
وتحذر الجمعية والمركز بشدة استمرار هذه الوقائع دون وقفة حاسمة، ومعالجة جذرية للأمور والقضايا المعلقة التي سوف تعرقل حركة نسيج الأمة. ومن هذا المنطلق تدعو الجمعية المصرية لدعم التطور الديمقراطي والمركز المصري للتنمية والدراسات الديمقراطية إلى توصيات تعتبرها برنامج عمل لمواجهة أزمة الاحتقان الطائفي في مصر، والتي تتضمن ما يلي:
- دعوة رئيس الجمهورية ومجلسي الشعب والشورى والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والنقابات المهنية والعمالية والقوى السياسية والاجتماعية ومشيخة الأزهر والبطريركية المرقسية إلى تشكيل المجلس القومي للوحدة الوطنية، تكون مهمته إعادة الثقة بين المواطنين على جانبي الطرفين، وإقامة حوار للمصالحة والمكاشفة حول القضايا التي يطرحها الأقباط والمسكوت عنها والتي تشمل قضايا التعليم وأوقاف الكنيسة وكتابة التاريخ القبطي، وتولي الوظائف العامة وبناء الكنائس والتدخل فورًا عن حدوث أي مشكلة طارئة قد تنشأ في ظروف ما.
- دعوة الدولة ومؤسساتها المعنية مثل وزارة التعليم والثقافة والشباب والأعلام إلى العمل بوضوح من خلال أنشتطها المختلفة على ترسيخ قيم الديمقراطية والتسامح وقبول الآخر واحترام حرية العقيدة وحرية الإنسان.
- دعوة مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب السياسية إلى تبني برامج أكثر فاعلية فيما يتعلق بمفاهيم التربية المدنية خاصة وسط قطاعات الطلبة والشباب والفئات الشعبية.
- دعوة الأجهزة المعنية إلى إعمال قواعد العدالة والإلزام بالاجراءت القانونية، فيما يتعلق بالتحقيق على المقبوض عليهم ذمة الأحداث.
- قيام النيابة العامة بتحقيق موسع وعلني حول كافة الأحداث الطائفية وملابستها لكشف النقاب عن حقيقة الاعتداءات والمتورطين فيها إن وجدوا، وسرعة تقديمهم إلى المحاكمة.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٥ تعليق