CET 00:00:00 - 14/07/2009

المصري افندي

بقلم: عماد توماس
أزعم أن الدفاع عن الدكتور المفكر سيد القمني ضد الحملة الموجهة ضده من طيور الظلام والإظلام لسحب جائزة الدولة التقديرية في العلوم الإجتماعية منه، هو دفاع عن مصر، دفاع عن الدولة المدنية التي يشدو لها كل عقلاء ومستنيري هذا الوطن، هو دفاع عن مصر التي تكاد تُخطف من قِبل جماعات الإسلام السياسي.
هي معركة نكون فيها أو لا نكون، معركة بين دعاة الدولة الدينية ودعاة الدولة المدنية، هي معركة بين من يزعمون أنهم يتحدثون باسم الله، وبين من يجتهدون في معرفة الله، هي معركة بين الماضي والمستقبل، بين من يريدون أن يرجعوا بنا لزمن غابر احتلت فيه السلطة الدينية زمام الأمور، كتمت الأنفاس، ومنعت الكلام المباح، وكفّرت المفكرين والباحثين، وبين المستقبل المنشود من حرية الاعتقاد، وحق الإنسان في اعتناق ما يريد بدون ترهيب أو ترغيب.

معركة القمني الأخيرة كشفت لنا عن فتاة مصرية، دافعت باستماتة عن الأب والمفكر والباحث، دافعت عن مصر، وقفت أمام دعاة الرجعية والأصولية الدينية، شنت حملتها بكل الوسائل التكنولوجية، استخدمت الفيس بوك للتعبير عن تضامنها الكامل مع والدها، حشدت المؤيدين لفكر الرجل، قاومت طيور الظلام والإظلام، ذهبت إلى مجاهلهم تواجهم وحدها، تخشى على والدها أن ينال ما ناله من قبل المفكر الشهيد فرج فودة، إنها الدكتورة إيزيس القمني، ابنة مفكرنا الكبير.
كشفت لنا هذه المعركة أن القمني أخرج لنا من كنزه جددًا وعتقاء، وأن رسالته النبيلة قد وصلت، وأن تأثيره بدأ من داخل بيته الصغير، وانتشر عبر العالم.
عرفت مفكرين ومثقفين كبار، عانوا من عدم وصول رسالتهم إلى أقرب الذين له، لكن القمني كسر هذه القاعدة، وأخرج لنا من لدنه من يقودوا الدفة ويحفزوا الجماهير من أجل مصر الدولة المدنية.

معركة القمني الأخيرة كشفت لنا أيضًا عن جهل المتحدثين باسم الله، فرئيس جبهة علماء الأزهر لم يقرأ كتابًا واحدًا مما كتبه القمني، وكأن التاريخ يُعيد نفسه في أسوا أحداثه، فالذي طعن الكاتب الراحل نجيب محفوظ لم يقرأ حرفًا واحدًا له، والذي قتل الشهيد فرج فوده لم يقرأ كتابًا واحدًا له.

معركة القمنى الأخيرة كشفت لنا أن دعاة الحسبة لا هم لهم إلا جني الأموال من وراء قضاياهم، يزعمون أن أموال الجائزة إهدارًا للمال العام وحماية أموال المسلمين، ولم نسمع لهم حسًا في الأموال الأخرى المهدرة، لكنهم أسد على "القمني" ونعامة على "الحكومة"!!

المعركة مازلت محتدمة، الداخل فيها "مقتول" والخارج منها "مولود"... فمن يفوز؟

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٥ تعليق