CET 00:00:00 - 20/07/2009

المصري افندي

بقلم: إسحق إبراهيم
في خضم الاعتداءات الطائفية المتزايدة خلال الفترة الأخيرة في بني سويف والمنيا والغربية، شهدت جامعة حلوان نموذجًا مشجعًا للمواطنة لم يلق نصيبه من الإهتمام الإعلامي والصحفي، فقد تولى الأستاذ "عاطف جوهر شفيق" منصب الأمين العام لجامعة حلوان. ولا ترجع أهمية هذا الحدث إلى أهمية المنصب فقط والذي يُعتبر صاحبه الرجل الثاني في الجامعة والمسئول الأول عن كل الأعمال المالية والإدارية، ولكن للطريقة التي جاء بها التعيين خاصة أنها المرة الأولى في الجامعة وإن لم يكن في الجامعات المصرية كلها التي يتولى فيها مسيحي هذا المنصب بالانتخاب.
ظل هذا المنصب شاغرًا رغم قيام عاطف جوهر بمهام المنصب بالإنابة منذ 25 مايو العام الماضي ذلك لحدوث خلافات بين أعضاء مجلس الجامعة حيث اعترض البعض ورغبوا في تعيين آخر، لكن صمم رئيس الجامعة الدكتور "عبد الله بركات" والذى تنتهي ولايته أغسطس القادم على اختيار "جوهر" وبطريقة تحصنه ضد تعنت مجلس الجامعة بعد رحيله، فلم يستمع "د. بركات" إلى الأصوات التي طالبته بالإنتظار وترك المقعد شاغرًا لإتاحة الحرية لرئيس الجامعة الجديد كما لم يستخدم سلطاته القانونية ويقوم بتعيين جوهر وأراد أن يأتي بالإنتخاب، فقام بالإتصال بأعضاء المجلس العشرين وطالبهم بانتخاب جوهر وقام بإجراء الإنتخابات بين ثلاثة مرشحين، وحصل فيها جوهر على ثمانية عشر صوتًا من أصل عشرين.
هذا النموذج يدعو للتفاؤل ويدلل على أنه ما زال بين المصريين كثيرون لم يصيبهم فيروس التعصب ولم تعميهم عدوى الكراهية، فالدكتور بركات قدم نموذجًا لاختيار المناصب القيادية على أساس الكفاءة والتميز والقدرة على العمل دون الإلتفات إلى الدين أو الجنس أو "الواسطة" كمعايير غير عادلة سائدة في المجتمع عند تقلد المناصب العامة، كما قدم نموذجًا آخر يحتذى به في استخدام الديموقراطية، فالرجل يملك سلطة التعيين دون الرجوع إلى مجلس الجامعة ودون إجراء أية انتخابات لكنه لجأ للديموقراطية كآلية تضمن نزاهة الإختيار.
Ishak_assaad@yahoo.com

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٩ تعليق