الأقباط متحدون | لمن نصلي...؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٠:٢٩ | الاثنين ٢٢ اغسطس ٢٠١١ | ١٦ مسرى ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٩٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

لمن نصلي...؟

الاثنين ٢٢ اغسطس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 


بقلم: المحامي نوري إيشوع

"ومتى صليت فلا تكن كالمرائين. فإنهم يحبون أن يصلوا قائمين في المجامع وفي زوايا الشوارع لكي يظهروا للناس.الحق أقول لكم أنهم قد استوفوا أجرهم." مت: 6-5
في معترك الحياة القاسية, في زمنِ تغيرت فيه الألوان, وأصبح فيه الإنسان ليس بإنسان, في عالم اليوم, عالم الأنانية وحب الذات, عالم الرياء و النفاق, عالم فقدان الثقة و قلة الحياء, عالم الإدعاء بالإيمان والتسامح, عالم بث الشقاقات و التعدي على حرمة اللقاءات و الصداقات بنقل الأخبار وإفشاء الأسرار دون رادع من ضمير و بتصميم وإصرار, لأننا هكذا تعلمنا, وهكذا تعودنا بكشف الغطاء و اللعب على حبال الإيمان و ممارسة لعبة الأفتراء, و أصبح لدينا الكذب عادة, من الصعب الإقتلاع عنها؟
في عالم اليوم, عالم قطع أواصر الأخوة و الصداقة, عالم الخيانة و البجاحة, عالم الأنانية القاتلة بالوصول الى ما نصبوا اليه بكافة الوسائل, مرددين المقولة المشهورة ((الغاية تبرر الوسيلة)), مستغلين البسطاء أو الجهلاء، الذين ساقتهم الأقدار ليكونوا في موقع المسؤولية وهم لا يستطيعون في الحقيقة تحمل مسؤولياتهم تجاه أنفسهم و تجاه أقرب المقربين إليهم, و مساعدة هؤلاء للوصول الى هذه المواقع بتخطيط أناني بحت, ليجعلوا هؤلاء سلالم يتسلق عليها الطفيليين الذين يدعون الإيمان والتواضع, المحبة والتسامح, وهم في الحقيقة لا يمتون بصلة إلى كل هذا وذاك.
قبل أن نسامح و ندعي الخدمة و الإيمان, ونتظاهر بالتواضع وحب الناس, هل سألنا أنفسنا: هل نحن فعلًا مستعدون إيمانيًا للمسامحة والمغفرة ونحن دعاة إيمان وتسامح؟ هل طرحنا على أنفسنا سؤالًا مهمًا ألا وهو: هل توبنا توبة حقيقية ونتواصل مع ربنا بصدق و أمانة ونحن لا زلنا نمارس أنانيتنا ونكرر أخطائنا اليومية؟ هل سألنا أنفسنا, كم هو حجم الخطيئة التي نرتكبها ونحن نظلم ونضطهد ونقتل ولا نحافظ على حرمة لقائتنا واجتماعاتنا مع الآخرين وحجم الضرر والغبن الذي نلحقه بهؤلاء من جراء إفشاء أسرار الذين نعتبرهم أصدقائنا؟ هل سألنا أنفسنا جريمة لعب الدور المخابراتي بنقل ما هب ودب للذين نعتبرهم قدوة لنا وتقبل هؤلاء الرموز لتقاريرنا التي تناقض الإيمان الحقيقي ويستقبلونه بثقة مطلقة على فرض صحتها؟
هل سألنا أنفسنا, قبل أن نصلي للآخرين, علينا أولًا الصلاة بقلوبٍ حانية إلى رب المجد ليهدينا ويزرع في قلوبنا الإيمان ويمنحنا العزيمة للتخلي عن عاداتنا السيئة وأنانيتنا بأننا خير الناس وأشرفهم ومن ثم يمنحنا قوة المسامحة والمغفرة؟
هل فعلًا نحن عميان لهذه الدرجة ولا نعلم ما نقوم به من تصرفات بعيدة كليًا عن الله وفيها تقويض لكل أركان الإيمان؟ أم إننا فقدنا الذاكرة وأصبحنا ننسى كل تصرفاتنا اللامسؤولة؟ هل فعلًا أصبحنا بلا عيون, بلا آذان, بلا بصر و لا بصيرة؟
هل سألنا أنفسنا يومًا, إين هم أصدقائنا؟ أين الناس الذين كانوا بجوارنا؟ هل سألنا أنفسنا ما هي أطول مدة أستطعنا إقامة علاقات محبة وصدق مع الآخرين؟ هل سألنا أنفسنا مدى أحترام الآخرين لنا بعد أن ضربنا عرض الحائط القواعد و الضوابط التي يجب أن تسود تلك العلاقات؟
أعزائي قبل أن ندعي الإيمان, وخدمتنا لنشر الأمان, قبل أن نطلق على أنفسنا صفة الأخوة وملكنا للجنان ونحن نناقض هذه التسمية ونعيش عكسها, علينا أن نتوب توبة حقيقية, علينا رفع الدعاء للرب ليشجعنا على ترك عاداتنا السيئة التي تبث الأنشقاقات بين بني البشر, و نكون بذلك عثرة أمام الذين يريدون الخدمة و لكن أنانيتنا وحبنا لذاتنا تمنعنا من قبول الآخر إشباعًا لغرورنا وحب الظهور أما الناس بمظهر المؤمن والخادم والمتفاني والمتسامح!
أليس ما نمارسه من أفعال لا إنسانية كالأنانية القاتلة والنميمة و التحريض والقتل والاضطهاد بطريقة أو أخرى و نقل الأسرار ينطبق عليه ما جاء في الكتاب المقدس في مت6 : 26 و 28
"أيها الفريسي الأعمى نق أولًا داخل الكأس والصحفة لكي يكون خارجهما أيضًا نقيًا. هكذا أنتم أيضًا من خارج تظهرون للناس أبرارًا ولكنكم من داخل مشحونون رياء وإثمًا".
أعزائي توبوا توبة صادقة ومن ثم صلوا لأنفسكم واطلبوا الرب بصدق وخشوع ليغفر لكم خطاياكم الكثيرة من جراء إساءتكم للاخرين! ومن ثم صلوا لأخوانكم إن ظلت هناك أخوة!
أخوتي, لماذا لا نرى عيوبنا الكثيرة, أخطائنا الهدامة وممارسة أنانيتنا القاتلة وغرورنا المريض؟ ألا تستحق حياتنا الأبدية الوقوف عندها برهة والسؤال هل نحن المعنيين بما جاء في الكتاب المقدس مت 5:7؟
"يا مرائي اخرج اولا الخشبة من عينك.وحينئذ تبصر جيدا ان تخرج القذى من عين أخيك"

كندا في 20/08/2011




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :