الأقباط متحدون | ضد التيار.. لإعمال العقل (1)
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٢:٣٢ | الأحد ٢١ اغسطس ٢٠١١ | ١٥ مسرى ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٩٢ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

ضد التيار.. لإعمال العقل (1)

السبت ٢٠ اغسطس ٢٠١١ - ٠٢: ١١ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

ضحكوا عليك، وخدعوك فقالوا.. ثورة 25 يناير

بقلم: د. ميشيل فهمي * العرضحالجي المصري
* هذه السلسلة من المقالات للدفاع عن الوطن "مصر"، وحضارتها، وهويتها، ومدنيتها..، وضد التصــحر الفكري والتحجر العقلي والرياح الجاهلية العاصفة التي هَبّت وماتزال على "مصر" من شبه الجزيرة العربية، لتنفيذ تـآمرات الإدارة الأمريكية والأنظمة الغربية.. وليست دفاعًا عن الرئيس المُتَنَحي، ولا فساده وفساد معاونيه.. ولا عن نظامه البوليسي الذي قهر العديد من المصريين.
* كشف التآمر على "مصر"، وفضح المتآمرين، واجب وطني علي كل مثقف وكاتب مصري حر وشريف؛ لمجابهة الزائفين الكاذبين من أصحاب الأجندات الخارجية، وأصحاب بدعة التأســـلم السياسي.
* خدعوك فقالوا: ثورة. وهي في حقيقتها، مطالب عادلة من الشباب الأطهار الأبرار الأحرار من 25 يناير، وفي 28 يناير 2011 بدأت تظاهرات قوية هزت "مصر"، وفاق انتشارها وتنظيمها وتوقيتاتها قدرات هؤلاء الشباب.. وهنا تُثَار كل الشكوك المتسائلة: منْ وراء كل ذلك؟ خاصةً بعد أحداث "ســيناء" شمالًا وجنوبًا.
* في مساء 28 يناير، ركبت موجة تلك التظاهرات مرحلة من مراحل (وثيقة التمكين) من جماعة الإخوان المسلمين، تبعتها جماعات السلفيين (عفريت العلبة الجديد)، الذين لم يفكروا لحظة واحدة في الثورة على النظام السابق، لحرمة ذلك شرعًا في عقيدتهم.
* هل كانوا على علم سابق مُسَبْق بتواريخ وتوقيتات تلك التظاهرات؟!
* ابحث عن المستفيد الأوحد منذ 28 يناير وحتي اليوم، تعرف منْ هم وراء التآمر والخيانة والعمل على هدم "مصر" وكيانها ومدنيتها ومؤسساتها واقتصادها، وتخريب نفوس أبنائها.. من المستفيد؟!
* التركيبة السكانية لـ"مصر" تغيَّرت بعد 25 يناير، تبدَّل رجال النظام السابق بالسادة البلطجية: بلطجية السياسة والإعلام والدين والفكر والاقتصاد، والشعب الأمي الفقير هو.. هو.. لم يتبدل!
* الرئيس السابق "محمد حسني السيد مبارك"، أنقذ البلاد بقرار تخليه عن منصب رئيس الجمهورية، وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البــلاد، ولم يقم بما يقوم به السادة الرؤساء العرب من حولنا: "القذافي" .. "الأسد".. "عبدالله صالح"، واستمرار بقائهم في الحكم رغم أنف شعوبهم، ورغم مرور ما يزيد عن 6 أشهر من ثورات الشعب عليهم .. رغم وجود قوات الحرس الجمهوري تحت إمرته، وبقـى بالبـلاد التي خدمها جنديًا ورئيسًا.. وتصدى لمصيره بكل الشجاعة العسكرية النبيلة، رغم إمكانية فرصة الهروب هو وعائلته كاملة قبل التخلي، كما فعل الرئيس التونسي "علي زين العابدين".
* محاكمات الرئيس سيحسبها التــاريخ المصــري له وليست عليه.. لم يفر كالجبناء، وبقي شجاعًا لمواجهة الدهماء.
* قبل خطاب التنحي حاول إنقاذ البلاد بخطابه في يوم الخميس 10 فبراير. حاول محاولة أخيرة لإنقاذ البلاد في قراره بعدم التجديد أو التوريث، وتسليم السلطة تسليمًا شرعيًا دستوريًا سـلميًا في سبتمبر، لتجنيب "مصــر" التدخلات الأجنبية لتدميرها. وقد حذَّر مرارًا وتكرارًا مما سيحدث لو تخلى عن البلاد في هذا الموقف العصيب، لكن الخطة المٌسبقة لم تكن لتقبل ذلك... ونونوة Now Now الرئيس الأميركي ووزيرة خارجيته بضرورة ترك الرئيس الحكم فورًا، عجَّل بالتخلي عن المنصب في 18 يومًا فقط، لتنطلق القوات الإخوانية الإسلامية والسلفية وجيش الإسلام والتكفير والهجرة.. الخ خلال ساعات بعد ذلك.
* من المعروف أن: الثورة يخلقها الحالمون أو المظلومون أو المبدعون.. ويصنعها الشجعان.. ويسرقها الانتهازيون.

من هذا القول الأخير، لابد من التعرُّض لبعض تعريف الثورات: فواحد منها يُعَِرِّف الثورة بما تم في الثورة الفرنسية التي أصبحت رائدة لكثير من شعوب العالم. وهذا التعريف: قيـــام الشعب تحت قيادة نخب وطلائع من مثقفيه لتغيير نظام الحكم بالقوة. وفي مفهوم الثورة الماركسية اللينينية، استبدلوا النخب والطلائع المثقفة من الشعب بطبقة القيادات العمالية..

أما التعريف الأكثر شيوعًا وحداثة، فهو: التغيير الذي يحدثه الشعب خلال المؤسسات- كالقوات المسلحة- لتغيير نظام الحكم العاجز أو المنصرف عن تلبية آمال وأحلام وطموحات الشعب، كما حدث في "مصر" في يوليو 1952.

والتعريف الأكاديمي للثورة: هو التغيير المفاجئ السريع بـعيد الأثر في الكيان الاجتماعي، والبنية السياسية لتحطيم استمرار الأحوال القائمة في المجتمع، وذلك بإعادة تنظيم وبناء النظام الاجتماعي والسياسي بناءً جذريًا بقيادة فرد أو نخبة متآلفة ومتفقة على أهداف معينة وبرامج مسبقة لتحقيق هذه الأهداف للتغيير، مثل تحويل نظام ملكي إلى جمهوري، وما يتبع ذلك من تغييرات اجتماعية واقتصادية وتركيبية للمجتمع ومؤسساته الحاكمة..الخ.

ومن هذا، نجد أن أيًا من التعريفات التاريخية أوالواقعية أو حتى الأكاديمية لا ينطبق على ما حدث في 25 يناير 2011. ففي هذا اليوم وما تلاه، تجمَّعت مجموعات من شباب الطبقة المصرية المتوسطة بسابق إتفاق على شبكة التواصل الاجتماعي، مطالبين بمطالبات معينة ومحددة؛ مثل: إتخاذ إجراءات عاجلة لتحقيق العدالة الاجتماعية، وعدالة التنمية، وتحقيق التوازن بين الأجور والأسعار، وحماية مصالح الفقراء والمهمشين.. الخ.

واستمر هذا الحال من 25 إلى 28 يناير، وصاحب ذلك توترات ومصادمات بين الشرطة والمتظاهرين- كما يحدث في كافة بلاد العالم- تحوَّلت فجأة، وبشكل غير مبرَّر أو مفهـــوم حتي اليوم، إلى هيــاج وحشي تدميري بعدة محافظات بالوطن، تفوق القـــدرات التنظيمية والإمكانيـات التدميرية لمجموعات هذا الشباب المُطالب للحرية والعدالة والتنمية، أدى هذا الهياج إلى اندلاع حرائق وتدمير منشآت طالت المبنى الهائل للمقر الرئيسي للحزب الوطني، وحرق وتدمير ونهب بنـوك مصرية، ومباني محافظات ومحاكــــم ومؤسسات ومكاتب شهر عقاري ومصالح حكومية...إلخ. ثم كانت الطامة الكبرى بمهاجمة وتدمير 7 ســـجون مركزية من قوات ميليشية مسلحة تسليحًا قويًا هزم تنظيم وتسليح قوات حراسات هذه السجون المركزية.. وكان من نتيجته هــــروب مساجين سياسيين من حماس وحزب الله والإخوان المسلمين وجيش الإسلام، منهم من عاد إلى بلاده وأعاد ترتيب وتنظيم نفسه وعاد مُخربًا في "ســــــيناء" مرة أخرى..! بالإضافة إلى عتاة المجرمين من المساجين الجنائيـين، بالإضافة إلى حرق وتدمير العديد من أقسام الشرطة، وقتل العديد من الشهداء من ضباط وجنود الشرطة.. وأطلقوا على ذاك تعبير من التعبيرات التي انهالت على "مصر"؛ مثل الانفلات الأمني، والبلطجة، والفلول... الخ.

وقد قامت لجنة قضائية لتقصي حقائق ما حدث، وبعد عدة تحقيقات وتحريات وتقصيات، وصلت لنتائج تفصيلية عن تلك الأحداث المؤسفة، ضمنتها تقريرًا رســــميًا أعلن عنه منذ ثلاثة أشهر، وتــم التكتيـم والتعتيم عليه رغم إرساله للنائب العام والرئيس الشرفي لمجلس الوزراء الدكتور "شـرف"، والمجلس الأعلي للقوات المسلحة.

لكن أسـلمة "مصـر" تغلَّبت على كل ذلك، ودُفن التقرير، واُستبدل بموقعة الجمل، والتركيز عليها لإلهاء الرأي العام المصـري عن ما جـري، وما يجري من نهش جسد الوطن..

وقبيل الختام أقول لهم: لو كانت الثلاثين سنة الماضية بمثل هذا الفساد لامتلأت السجون المصرية بكل المسئولين المصريين السابقين، وليس بأقل من عشرين منهم، والبقية معظمها مسجونون على ذمة قضية موقعة الجمل التاريخيــــة والمصطنعة. ولا يجب أن ننسى دور الإعلام العبثي المدمِّر في تلك الأيام السوداء التي تعيشها مصرنا اليـوم.

وإلى الجزء الثاني من هذه السلسلة التأريخية لما جرى ويجري في "مصـر" الآن..




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :