الأقباط متحدون | اللواء أركان حرب نصري جرجس: نخطئ في حق أنفسنا وفى حق وطننا لو لم نستلهم روح أكتوبر
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٥:٢١ | الخميس ٧ اكتوبر ٢٠١٠ | ٢٧توت ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٦٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار
طباعة الصفحة
فهرس حوارات وتحقيقات
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
١٥ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

اللواء أركان حرب نصري جرجس: نخطئ في حق أنفسنا وفى حق وطننا لو لم نستلهم روح أكتوبر

الخميس ٧ اكتوبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

اللواء أركان حرب نصري جرجس:
•    غياب المعلومات، والشعور المعنوي الزائف..كان احد أسباب نكسة 67.
•    أسوا شئ عمله النظام السياسي الحالي انه لم يستثمر النصر في حرب 1973
•    عدد كبير من الأقباط كان لهم دورا بارزا في الحرب.
•    احد مبادئ القيادة هو الاحترام المتبادل بين القائد وجنوده
•    لم يكن هناك اى نوع من التمييز الديني، فالكل انصهر في بوتقة واحدة للدفاع عن الوطن
•    من دروس أكتوبر الاستفادة من العلم والعمل بمبدأ الشخص المناسب في المكان المناسب

نحتفل فى هذه الأيام بذكرى مرور 37 عام على نصر أكتوبر العظيم، الذي فيه ومن خلال قواتنا المسلحة المصري استعاد المصريين كرامتهم التي غابت بعد نكسة 1967، وشهد حرب أكتوبر وحدة المصريين على مختلف تياراتهم السياسية والدينية، وشارك الأقباط المسيحيين إخوانهم الأقباط المسلمين في بذل الجهد والعرق والدماء من اجل استعادة الكرامة والانتصار.
وفى هذا الحوار نسلط الضوء على بطل من أبطال حرب أكتوبر الذي شارك في حرب اليمن وحرب 67 وحرب 73، فنلتقي مع اللواء أركان حرب نصري جرجس، الذي تخرج من قسم كهربا هندسة القاهرة والتحق بالقوات المسلحة كضابط مهندس عامل عام 63 بالقوات الجوية ثم الدفاع الجوى بعد إنشاءه كأحد الأفرع الرئيسية بعد 67 واستمر في الخدمة العسكرية  حتى عام 1991.
وشارك اللواء نصري جرجس في الحصول على الدورات التدريبية الأساسية وعلى دورة تدريبية بالاتحاد السوفييتي كما حصل على ماجستير العلوم العسكرية (أ.ح) من كلية القادة والأركان وزميل كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية العليا.

وفى هذا الحوار لا نتعرض لتفصيلات  الأعمال القتالية والتكتيكات العسكرية لكن سنحاول التركيز على الحدث من ناحية أخذ العبرة منه والخروج بدروس مستفادة نرى أن  مصر في أشد الحاجة إليها. كما نحاول التعرف على كيف استطاعت القوات المسلحة المصرية الانتقال من هزيمة 67 الى نصر 73 وغيرها من الأسئلة..

حوار: عماد توماس-خاص الأقباط متحدون
- تخرجتم من قسم كهرباء هندسة القاهرة والتحقت بالقوات المسلحة كضابط مهندس عامل...ما الدافع الذي يجعلك تنضم إلى الجيش المصري في هذه الفترة العصيبة في تاريخ مصر؟
تخرجت في عام 61، وعملت في محطة الاستقبال اللاسلكي في المعادى (محطة ماركونى سابقا) ولم ارتاح للعمل هناك لروتينية العمل، وفى هذه الفترة  كان الجيش له مكانة وطنية ومعنوية كبيرة، خاصة بعد الشعور العام بعد 1956، وقدمت في الكلية الحربية بدون أن اخطر اى شخص من عائلتي، وكان اختبار القبول عبارة عن "كشف الهيئة" و "تحريات" بدون اى واسطة. وتخرجت من الكلية الحربية ثم انضممت إلى الكلية الجوية وشاركت في حرب اليمن.

ما طبيعة دورك بالضبط؟
كنت ضابط رادار - مسؤلا عن محطة رادار - وكان هناك مواقع رادار منتشرة في ذلك الوقت في الجزء الشمالي من الجمهورية وسيناء لمراقبة المجال الجوى.

•    في رأيك ما هو السبب الرئيسي لهزيمة مصر في حرب 67؟
غياب المعلومات، وكان لدينا شعور معنوي زائف بالنصر نتيجة الشحن المعنوي الزائد، لكن لم يكن لدينا معلومات واضحة عن قدرات وإمكانيات إسرائيل، فكنت مسئولا عن الإنذار الجوى عن العدو، فكان يجب أن اعرف مطارات و أنواع الطائرات وعددها وإمكانيتها وعدد الطيارين ، ارتفاعه مناورته، سرعاته ومناورة العدو الأسلحة التي يحملها، بالإضافة إلى إن الجيش كان احتفالي واستعراضي أكثر، ولم يكن هناك تدريبات على مستوى عال.

•    كيف ساهمت حرب الاستنزاف في تهيئة الجندي المصري للحرب؟
فى حرب الاستنزاف كانت إسرائيل سلاحها الرئيسي هو الدفاع الجوى، واستفادت مصر من حرب الاستنزاف في الخبرات التي حصلنا عليها وأصبح لدينا شعور بأننا قادرون على هزيمة إسرائيل.
وأصبحنا نعتمد على أنفسنا أكثر من الاعتماد على الروس، وأتذكر إننا قمنا بتوقيع طائرة استطلاع الكتروني اسرائيلية في شرق القناة في عدم وجود الخبراء الروس.

كيف استطاعت القوات المسلحة أن تنتقل من هزيمة يونيو 67 في وسط حالة من الإحباط المعنوي إلى نصر أكتوبر 73؟
من ضمن المؤثرات الايجابية التي ساعدت في نصر أكتوبر هو رفع الروح المعنوية للجنود، وتعميق الانتماء للوحدة والانتماء للسلاح والانتماء للقوات المسلحة والانتماء للوطن. وعشنا فعلا كيف يذوب الواحد في الكل وتقلصت جدا الأنانية والفردية وساد الحب والإيثار بين الجميع ومن الطبيعي أن يظهر هذا في ميدان المعركة بالاستعداد ببذل الدم ، ولكنه ظهر أيضا خلال السنوات بعد 67 وقبل 73 في إصرار الكل على أداء مهامه في أقل وقت ممكن وبأعلى درجة من الكفاءة مهما كلفه ذلك من جهد ووقت وحرمان من حياة اجتماعية عادية ودون الحاجة إلى إشراف أو متابعة فقد كان الاقتناع والجهد ذاتي نابع من داخل كل فرد

ما الذي تغير في 1973 عن 1967؟
أصبح لدنا معلومات معروفة عن العدو، وأصبح لدينا جديه، وأصبحت القوات المسلحة تضم "أهل الخبرة فقط" وليس أهل الثقة على حساب أهل الخبرة، بالإضافة إلى الإحساس لدى القوات المسلحة أنهم قد ظلموا في 1967، وبعد 67 كان الاهتمام أكثر بالدفاع الجوى، فإسرائيل دولة صغيرة لو اخترقت بريا يمكن إن تنتهي، القوات الجوية هي الذراع الطويلة التي تصل إلى أماكن بعيدة وتهيئ المجال للقوات البرية

هناك مقولة معروفة عسكريا تقول " السيئة تعم والحسنة تخص"...ما تعليقك علهيا؟
هذه المقولة مبدأ أخلاقى أكثر منه مبدأ عسكري، فلو لديك مثلا تفاحة فاسدة فستفسد باقي الكمية، وقد سمعت انه في الكلية الحربية في انجلترا في احد الامتحانات النظرية ضبط اثنين يغشون في الامتحان، فتم فصل الدفعة كلها. واللفظ العربي "ضابط" اى يضبط الأمور ولا يحتاج لرقيب علية وإلا سندور في دائرة مفرغة.

هل تتذكر أسماء لبعض الأقباط الذين كان لهم دور بارز في حرب 73؟
تنظيم القوات المسلحة يبدأ من فصيلة ثم سرية ثم كتيبة ثم لواء ثم جيش، وكل عدة كتائب كانت تسمى فوج، قائد الفوج المسئول عن الجبهة  من يقوم بالتغطية من العين السخنة حتى بورسعيد كان وقتها المقدم ناجى عدلي نخلة، وكان قائد فوج الجبهة ومسئولا عن الإنذار عن طائرات العدو  لكل  القوات المسلحة في الجو.
وكان هناك العقيد فيليب نصيف زخارى، قائد لواء الصورايخ الذي يدافع عن بورسعيد، واللواء جميل اسحق عبد المسيح، قائد لواء الصورايخ في بني سويف، اللواء جورج ماضي عبده، قائد لواء الصورايخ في الجبهة ويكاد يكون اللواء الوحيد الذي مر إلى شرق القناة وعاد مرة أخرى.
كما اننى زاملت في الأكاديمية اللواء عادل فوزي جرجس الذي كان قائد كتيبة مشاة في 1973من الذين مروا من القناة، بالإضافة إلى اموزيس عازر، احد الطائرين الــ 21. وهناك الكثير من الأقباط الذين كان لهم دورا بارزا في الحرب.

•    هل تعتقد أن الأقباط الذين شاركوا في حرب أكتوبر اخذوا حقهم إعلاميا ؟
اعتقد أن أكثر شخص ظلم هو جورج ماضي عبده الذي توفى منذ 10 سنوات فكل من خدم معه كان يشهد لانسانيتة وكفاءته وعلمه.

الم يكن هناك تشكيك في وطنية المسيحيين في 1973؟
بالطبع لا،  وإلا لم نكن نسمع عن كل هذه الأسماء في هذه الأماكن الحساسة، ويكون أدائهم على مستوى عال وكثيرون منهم حصلوا على أوسمة على أدائهم
في كلية الحرب العليا كان الدفاع الجوى لديه 6 أماكن، تم اختياري  إنا كمسيحي بالاختيار ضمن الستة.

العلاقات الإنسانية بين القائد والجنود...كيف كانت وقت الحرب؟
احد مبادئ القيادة هو الاحترام المتبادل ، فمن الطبيعي أن يحترم الصغير في الرتب والدرجات العسكرية من أكبر منه ولكن كان هناك احتراما أيضا من الكبير إلى الصغير عن طريق الاهتمام به وبظروفه المعيشية داخل الوحدة فيوجه القائد جزء كبير من اهتمامه لأماكن نوم الجنود ودورات المياه الخاصة بهم،  ونوعية ما يقدم لهم في الوجبات الغذائية وقد كان أغلب القادة يحرصون على أن يكون هناك يوم أسبوعيا للإفطار المجمع لكل الوحدة وأن يتم في ميس الجنود وغالبا كان لا يعلن عنه غير في آخر وقت ليقف على الطبيعة على مستوى ما يقدم للجنود. أيضا بأن يأخذ كل فرد في الوحدة حقه المادي والمعنوي كاملا. وكان السائد أن القادة والضباط يعتبرون الصف والجنود من الناحية الإنسانية إخوتهم الصغار ولذلك كنا ننظر إلى الانضباط العسكري وأداء العمل دون تراخى أو تهاون وبدرجة عالية جدا من الكفاءة لا يتعارض مع العلاقات الإنسانية لدرجة التعرف على مشاكلهم العائلية ومحاولة مساعدتهم في حلها قدر ما تسمح به الظروف إيمانا بأن هذا له مردودة الايجابي على تنفيذهم لمهامهم الموكولة إليهم.
وأهم من ذلك كله اهتمام القائد بتدريب كل فرد من أفراد وحدته على أن يؤدى مهامه بكفاءة وحرفية وتدريبه على كيفية التصرف في المواقف الصعبة والغير مخططة لأن هذا يزيد من فرص نجاته أثناء المعركة.

هل كنت على علم بساعة الصفر ومن الذي اختار يوم الحرب في 6 أكتوبر؟
اختيار يوم 6 أكتوبر تم بناء على دراسة كاملة أعدها المشير الجمسى ولحساسيتها الشديدة والمحافظة على سريتها العالية جدا كتبها بخط يده وبالقلم الرصاص وفى كراسة عادية. من ضمن العلم العسكري، لابد أولا من التمويه الخداع على العدو، فكل مستوى يعلن بتوقيت الحرب في وقت معين طبقا لإمكانيات تجهيز نفسه، وعلى مستواي علمت  بساعة الصفر قبل الموعد بحوالي 6 إلى 8 ساعات.

هل شعرت بالخوف؟
لا، لان جزء رئيسي هو الإيمان، هناك من يموتون في حوادث سير، بالإضافة إلى اننى أودى عمل وطنى أؤمن به وله تأثير على الملايين.

هل كان هناك طقوس دينية وقت الحرب؟
حتى 1973 الطقوس الدينية كانت فردية، لا احد يتدخل فيما يعتقد الأخر، فكان في شهر رمضان، هناك من يصوم وهناك من لا يصوم.

•    هل الأفلام المصرية عن حرب اكتوبر جسدت الحرب أكتوبر ؟
للأسف لا يوجد عمل فني سينمائي جسد الحرب بجودة، ربما من كتبها لم يعش الأحداث بعمق، لكن أفضل فيلم في رأيى كان قبل الحرب وهو فيلم "أبناء الصمت".

•    كيف تري معاهدة السلام وهل هي نقطة سوداء في جبين الرؤساء أم أنها أحد أهم مقومات الأمن والاستقرار ؟؟
أسوا شئ عمله النظام السياسي الحالي انه لم يستثمر النصر في حرب 1973، فمنذ معاهدة السلام من 31 سنة لم ندخل اى حرب، وبالتالي مصاريف السلاح والجيش  قلت، كما إننا نتلقى معونات نتيجة معاهدة السلام، الخطأ الأساسي أن كل ذلك أهدر ولم يحدث اى نقلة في حياة المواطن المصري إلى مستوى آخر، لو تمت هذا النقلة ربما لم نكن نرى احد يهاجم معاهدة السلام ، من الممكن أن يرد عليك احد المتشددين ويقول لك  ماذا فعلت بالأمن والاستقرار؟  والسبب في ذلك هو تردى الأوضاع الاقتصادية ، لكنى اعتقد أن تردى الأوضاع ليس بسبب المعاهدة لكن بسبب عدم استغلالها.

•    البعض يرى ان حياة الإنسان أغلي وأعظم من أي مكان ....لماذا نموت نحن لتحيى الأوطان ؟؟ وهي في الحقيقة بدون حياة ....ألا تري أن وضع الوطن والمكان في مكانة أغلي من حياة الإنسان مفهوم يحتاج إلي مراجعة ؟؟؟
يمكن أن أرد على هذا السؤال بعدة طرق:
على المستوى الديني : البعض يؤمن بأن البديل للوطن الأرضى هو الوطن السماوي، وبالتالي فالحياة الأرضية هي مجرد مكان انتظار.
على المستوى الاجتماعي: الحياة كلها صراعات، فقد تعانى من مشاكل وأزمات
من الناحية الوطنية ما الذي يجعلني أعيش تحت سيطرة أو احتلال دولة أخرى، فالوطن يرتبط بالأمان ويعطيك فرصة حياة أفضل، وان تعمل وتتقدم وتحصل على فرصتك،الوطن يرتبط بالأمل والانتماء وان كان هذا الشعور قد قل كثيرا في الآونة الأخيرة.

هل كان وقت فترة الحرب تمييز ديني أم أن وجود عدو مشترك ألهب الحماسة الوطنية ولم يكن هناك تفكير في التمييز بين أبناء الوطن الواحد؟
لم يكن هناك اى نوع من التمييز الديني، فالكل انصهر في بوتقة واحدة للدفاع عن الوطن،  فكان قائد وحدة الرادار والإنذار في الجبهة مسيحيان وهى الوحدة المسألة عن رصد جميع الطائرات المعادية والتبليغ عنها لجميع الوحدات سواء للوقاية منها وتجنبها أو للتصدي لها بواسطة المقاتلات والصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات بعد عودتنا من بعثة الاتحاد السوفييتي وفى أشد فترات حرب الاستنزاف ضراوة إلى  نهاية حرب أكتوبر وقد تم اختياره لما يتمتع به من كفاءة فنية وتخصصية عالية بالإضافة إلى شخصية قوية تتمتع بقدر عالي من الانضباط وقدرة على قيادة قواته في الظروف الصعبة.
ويمكنني أخذ نفسي كمثال حي لما أقول من قبول طلبي للالتحاق بالقوات المسلحة إلى اختياري وآخر مسيحي ضمن 11 ضابط لبعثة بالاتحاد السوفييتي إلى التحاقي بكلية القادة والأركان ، واختياري ضمن 6 ضباط من الدفاع الجوى لحضور دورة بكلية الحرب العليا إلى تكليفي برئاسة لجان سواء لدراسة موضوعات تهم الدفاع الجوى أو تمثل مشاكل يبحث لها عن حلول أو لتخطيط أنشطة داخل الدفاع الجوى أو مشتركة مع جهات خارجية سواء مصرية أو أجنبية وعضوا في لجان تطوير وتنويع مصادر تسليح الدفاع الجوى.
وقد حصلت على جوائز تقييم كأفضل الأبحاث التي تقدم في دورات القادة والأركان وكلية الحرب العليا. وتكليفي بإدارة مشروع على درجة عالية من الحساسية كان في طور الإنشاء بواسطة شركة من أكبر الشركات العالمية المتخصصة.

من المعروف أن تنفيذ الأوامر في الجيش امرا إجباريا..هل كان هناك حوار أو مناقشة بين القيادات الكبيرة والأصغر منها؟
كان القادة أثناء مرحلة اتخاذ القرار يستمعون وبكل انتباه وإنصات وتقدير لآراء هيئة قيادتهم ويعطون الفرصة لكل منهم في إبداء رأيه ومقترحاته بكل حرية مهما كانت بعض هذه المقترحات فيها شطط في بعض الأحيان. وتدور المناقشات بين جميع الآراء ، ولكن عندما يتخذ القرار يصبح ملزما للجميع والجميع يتكاتف على إنجاح تنفيذه سواء من كان رأيه متمشيا مع هذا القرار أو مختلفا معه. وكانت المقولة الشهيرة  "حرية اتخاذ القرار والانضباط التام في تنفيذه".  

هل صحيح انه لم تحدث حادث سرقة أثناء حرب 73؟
كنت وقتها في سيناء، لكن يقال ذلك

هل كان هناك حس ومشاعر وطنية بين أبناء الشعب المصري تجلت في عدم  وجود فتنة طائفية؟
الفتنة الطائفية بدأت في عهد السادات منذ حادث الخانكة في 1971

هل كان هذا الحادث دخيل على مصر؟
اعتقد من وجهة نظري أن ثورة 1919 استثناء في الحقبات التاريخية المصرية من ناحية العلاقات الطيبة بين المسيحيين والمسلمين  وإذا رجعت للجبرتي فسترى أوضاع مزرية للمسيحيين في مصر منذ الحملة الفرنسية، الفروق بدأت تحدث في عهد محمد على ثم إلغاء سعيد للجزية، واحد المشاكل التي نعانى منها في مصر حتى الآن ما يسمى بثورة 1952.

بعد مرور 37 عام على نصر  أكتوبر ما هي أهم الدروس والعبر التي يمكن الاستفادة منها ؟
1.الاستفادة من القاعدة العلمية المتمثلة في خريجي الجامعات في التجنيد بعد أن كان المجندون جلهم من المؤهلات المتوسطة والعادية أصبحوا من المؤهلات العليا مما أدى إلى اختصار فترات التدريب ورفع كفاءة العمل وبالتالي القدرات القتالية للوحدات
2.استخدام الأساليب العلمية عند تنظيم إجراءات المعركة والتي تنتهي باتخاذ القرار الذي يبنى عليه خطط التنفيذ. ومن الأسس الرئيسية في التخطيط توفر معلومات عن العدو تكون مدققة وموقتة ومستمرة وتوزع على القوات كل طبقا لاختصاصه واحتياجه.

3.الاهتمام الشديد بالتدريب وتنفيذه بالتوازي مع تنفيذ المهام القتالية مع التدرج في تنفيذه من الفرد إلى الوحدة والتنوع من تدريب عسكري أساسي إلى تدريب مشترك داخل الوحدة إلى تدريب مشترك لوحدات مختلفة مع بعضها البعض إلى تدريب مشترك بين أسلحة مختلفة مع وضع مواقف طارئة غير معلنة تجابهها القوات تحت التدريب لاختبار قدرتها على اتخاذ القرارات السليمة وفى التوقيت المناسب.
  
4. العمل بمبدأ الشخص المناسب في المكان المناسب وكان لا يمكن أن يتم ذلك إلا بالتخلص من مبدأ الاعتماد على أهل الثقة ليتم الاعتماد على أهل الخبرة وامتنعت الوساطة تماما وكان الاختيار مبنيا على الكفاءة والقدرات الشخصية والتأهيل والمستوى العلمي ومتابعة موقف الضباط من قادتهم أو رؤساءهم في فترات دورية متقاربة بوضع تقارير كفاءة عن أداءهم لأعمالهم.

ما هي الكلمة الأخيرة التي تحب أن تقولها في نهاية هذا الحوار؟
حرب أكتوبر 73 كانت مدرسة من بداية الاستعداد لها إلى تنفيذها ـ ونحن نخطئ في حق أنفسنا وفى حق وطننا لو لم نستلهمها دائما ونرجع إليها والى الدروس المستفادة منها لأنها قادرة على أن تعطينا المثل والقدوة للتغلب على جميع ما نصادفه من مشاكل.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :