بقلم: فرانسوا باسيلي
أول خبر سمعته في العام الجديد كان إجابة على السؤال: ما هي الكلمة التي حازت على أكثر تواجد على "تويتر" في العالم في 2011..
الإجابة التي أسعدتني وأكدت تفاؤلي بالعام الجديد كانت هي Egypt
***
من المفيد تعدد الأفكار، ومن الأفيد أن تكون الفكرة محققة لأحلام أولادنا وليست مكرّرة لحياة أجدادنا.
***

الجمال.. والخيال.. والحب.. هم ثلاثية الحياة الأسمى.
والحرية في أساسها هي حرية ممارسة الجمال والخيال والحب.
الجمال يسمو بالروح فينعش الحواس.
الخيال يسمو بالعقل فيحقق الإبداع والتطور.
الحب يسمو بالقلب فيجمع البشر ويحقق العدل والخير.
من يحاولون طمس الجمال أو الخيال أو الحب يقفون ضد السمو وينشرون الإنحطاط.
لا يتقدم مجتمع إلا بمقدار ما لدى أفراده من حرية ممارسة التمتع بالجمال والخيال والحب.
***
كل مناقشة فكرية في "مصر" سرعان ما تتحول إلى مناقشة دينية، المصريون اليوم لديهم حالة إلتهاب ديني مزمن.. ربنا يشفي.
***
أنا ضد الدولة الدينية أيًا كان دينها، ولا أريد دولة تطبق نصوصًا مقدسة لا أستطيع أن أناقشها وأرفضها.. أنا مع الدولة المدنية حيث الشعب هو مصدر السلطات والشرعية والمرجعية. العصر الحديث لن يرحم من يرجعون إلى الوراء في أي مجال، والدولة الدينية عودة إلى الوراء.
***

قال صديقي المسلم: اللهم إني أشكرك على نعمة الإسلام. قال صديقي المسيحي: اللهم إني أشكرك على نعمة المسيحية. قال صديقي اليهودي: اللهم إني أشكرك على نعمة اليهودية. قال صديقي البوذي: اللهم إني أشكرك على نعمة البوذية. فقلت: اللهم إني أشكرك على نعمة الصبر.
***
أمية.. أحزاب دينية.. ديمقراطية.
إذا حضرت الأولي والثانية.. غابت الثالثة.
***
لا ينهض شعب إلا إذا تحرَّر من عبوديته للطغاة والدعاة.
***
لا أحد يريد أن يكسر الجيش.. نريد فقط محاكمة قتلة الثوار، ومحاكمة من أهانوا جيش "مصر" بتصرفاتهم عندما تبولوا على الناس وألقوا الطوب عليهم. وهذا ليس تصرف جنود مدربين منضبطين. عندما لا تعاقب المنحرفين في أية مؤسسة فأنت الذي تسقط هذه المؤسسة وليس الذين يطالبونها بأداء أفضل.
***


الفلول، وأيتام المخلوع، وكل من كان سعيدًا بالنظام العفن الساقط، والبعض في المجلس العسكري والإعلام، يعملون بدأب على تشويه الثورة والثوار، وتحميلهم مسئولية ما حدث في "التحرير" و"ماسبيرو" و"محمد محمود" و"مجلس الوزراء" من مذابح وحرائق وجرائم ضد الإنسانية، ويحملونهم أيضًا- بالمرة- مسئولية صعود التيار الإسلامي الذي تربّى فكريًا في عهد المخلوع.. يجب أن تكون لدينا رؤية واضحة لما جرى ويجري، فالمسئول عن هذا كله هو نظام المخلوع وحاشيته وتعليمه الفاشل واقتصاده الفاسد الذي أنتج الفقر المادي والفكري الذي نراه اليوم. شباب الثورة بوعيهم الحاد يعرفون ذلك، ولهذا هم ضد سياسات المجلس العسكري المستمرة على نهج المخلوع، وضد رموز الماضي، مثل "أحمد شفيق" و"الجنزوري"، وضد تشنجات وشطحات التيارات الدينية، والمعركة من أجل مستقبل "مصر" مستمرة.
***


الذين يهاجمون شباب الثورة، مثل حركة "6 أبريل" الرائعة، موجودون في تاريخ كل الثورات، ومعروفون بالثورة المضادة، ويمثلون الفكر المعادي لفكرة الثورة نفسها.. فكر لا يستطيع أن يتصور أن الشباب يمكن أن يتكلم بشكل ندي للمجلس العسكري، فهو فكر يرى الشرعية والسلطان تهبط من فوق من الجالسين على الكراسي كـ"إكرامية" على الشعب ولا تصعد من الشعب إلي فوق كحق مسائلة من مصدر السلطات. هو يحتقر "اللي تحت" ويبجّل بل يعبد "اللي فوق"، ولذلك هو كاره لكل عمل ثوري، وهذا هو الفكر الإقطاعي البطريركي السابق للفكر الديمقراطي.. نحتاج وقتًا لكي نستوعب روح الديمقراطية.
***


في الإعادة إفادة: أكثر أخطاء المجلس العسكري فداحة في تأثيره على مستقبل "مصر" هو وقوعه في فخ الخلط السياسي الديني؛ فرغم أن الدستور القديم والإعلان الدستوري الجديد منع تكوين أحزاب سياسية على أساس ديني، إلا أننا فوجئنا بموافقة لجنة الأحزاب على تكوين أحزاب أساسها ديني بحت تعبّر عن جماعات دينية بحتة. فرأينا حزب "العدالة والحرية" معبرًا عن "الإخوان المسلمين"، ثم حزب "النور" معبرًا عن "السلفيين"، وقد سمح لهم باستخدام الشعارات الدينية بكثافة في أكثر مجتمعات الأرض تدينًا، فحصدوا المقاعد، وهم من هاجموا فكرة الديمقراطية نفسها.. هي خطيئة تاريخية لمجلس لم يحفظ روح ثورة مصرية بهية.