بقلم: القس. لفريد فائق صموئيل
صدر قرار رئيس جمهورية مصر العربية بتكوين لجنة الخمسين المنوطة بكتابة دستور مصر الحديثة؛ وستجتمع اللجنة يوم الأحد القادم 8 سبتمبر 2013م.
 
وقرار هذا الدستور الجديد جاء في "خارطة المستقبل" بناءًا على قيام ثورة 25 يناير 2011م. التي قامت موجتها الثانية في 30 يونيو 2013م. فهو نتيجة طبيعية لهذه الثورة والتي قامت وركزت في موجتها الثانية على اسقاط حكم المرشد والاخوان. وتوّجت الموجة الثانية ثورة الـ 33 مليون إنسان مصري في 30 يونيو موقفها ـ بعدها بأيام ـ بالخروج بـ 40 مليون إنسان مصري في تفويض وأمر للجيش والشرطة بالتصدي للارهاب ووقف العنف. لذلك أقول للحكومة وعلى رأسها الرئيس ورئيس الوزراء والوزراء شاملين وزير الدفاع ووزير الشرطة وكل مسئول محلي في المحافظات: امنعوا أذى الارهابيين، وأوقفوا تدمير المتطرفين؛ ضد مصر والمصريين والعالم. فهذا الارهاب هو ضد مصر الحضارة والمستقبل وضد المدنية. إنه أداة الجهل وجر البلاد للماضي السحيق والذي كان يناسب زمانه وأندثر بأحلامه وأوجاعه الجاهلية. 
 
لذلك أقول في رسالة لكل مسئول ولكل من يهمه أمر بلاده مصر ويحبها ويريد مستقبلا جميلا لها:
1)   امنعوا أذى الارهابيين وأوقفوا تدمير المتطرفين تجاه الآثار
2)   امنعوا أذى الارهابيين وأوقفوا تدمير المتطرفين تجاه الإعمار
3)   امنعوا أذى الارهابيين وأوقفوا تدمير المتطرفين تجاه الأعمار
4)   امنعوا أذى الارهابيين وأوقفوا تدمير المتطرفين تجاه الأحرار
 
أولا: امنعوا أذى الارهابيين وأوقفوا تدمير المتطرفين تجاه الآثار: فموقفهم تجاه الآثار من تماثيل ومواقع أثرية معروف. إنهم يريدون تدمير كل ما هو صنم في نظرهم؛ ونسوا أن التماثيل ليست أصنام و لايوجد مصري واحد يعبد صنم أو تمثال منها. إنها حضارة أمة وكشف عن أسرار هامة تساعدنا في تكوين حاضر جميل نفتخر بأجدادنا ساعيين نحو مستقبل مليء بالدروس والاكتشافات والرؤى المستنيرة والحديثة. ومن لا ماضي له لا حاضر ولا مستقبل له. انظر مقالي: "موجة الاعتداء على التماثيل".
 
ثانيا: امنعوا أذى الارهابيين وأوقفوا تدمير المتطرفين تجاه الإعمار: 
إن موقف الارهابيين المتطرفين والذين يستعملون اسم الدين؛ غير داعم للاتجاه إلي المستقبل والتعمير؛ إنهم دائما يجروننا إلي الخلف؛ فلا تقدم ولا تعمير ولا تنمية لصالح الجميع أنظروا كم دمروا من كنائس ومدارس وأقسام شرطة. إنهم ضد البناء والإعمار لخير الكل. وإن أرادوه فهم يريدونه لأنفسهم ومتعتهم ومنفعتهم الشخصية فقط. فهم يؤمنون بالطبقية. وهم الأعلى والناس الأدنى وعليهم الطاعة. إنهم يقولون باطلا أنهم يحكمون بشرع الله سبحانه؛ وجلاله بريء من أي عنف.
 
ثالثا: امنعوا أذى الارهابيين وأوقفوا تدمير المتطرفين تجاه الأعمار:
فموقفهم تجاه المخالفين لهم هو القتل والسحل والتنكيل حتى بجثثهم. انظروا عدد الذين قتلهم الارهاب والتطرف في مصر ـ إنه فاق عدد الذين ماتوا في حروب مصر مجتمعة. إنهم يعيشون على الدماء. حارب العالم الحر السوفيت الذين احتلوا أفغانستان؛ وأخرجوهم منها. وإلي اليوم من عشرات السنين يقاتلون بعضهم بعضا؛ بل ويصدرون الارهاب لبقاع الكرة الأرضية. واليوم بعد سذاجة وجهل بعض غير المتعلمين والفقراء في مصر؛ أدرك الشعب برمته خطر حكم الاخوان والتطرف. ذلك الحكم الذي رعى الارهاب واستخدمه سرا وعلنا. إنهم يحاربون كل من هو ضدهم؛ ويريدون قصف عمره ـ وكأنهم يحكمون باسم الله سبحانه؛ فجلاله وحده هو المسئول عن الأعمار وليس هم. مكتوب عن الانسان في الكتاب المقدس: " أَيَّامُهُ مَحْدُودَةً، وَعَدَدُ أَشْهُرِهِ عِنْدَكَ، وَقَدْ عَيَّنْتَ أَجَلَهُ فَلاَ يَتَجَاوَزُهُ" (أيوب 14: 5) 
 
رابعا: امنعوا أذى الارهابيين وأوقفوا تدمير المتطرفين تجاه الأحرار: 
إن حربهم التي بدأوها ضد مصر؛ هي حرب ضد الأحرار الذين خرجوا بعشرات الملايين في صورة لم تشهدها البشرية كلها في أي عصر أو أي بلد على مدى التاريخ كله. إنها مصر الحرة التي أفشلت خططهم وخطط سادتهم الذين يخضع لهم الإرهابيين. لقد أفشلت مصر خطط أمريكا وأعوانها من الغرب في تكوين الشرق الأوسط الكبير والجديد والذي يكون مفتتا؛ وتكون اسرائيل فيه الأقوى والمسيطرة. أرادوا لمصر ما حدث للسودان من تقسيم وماحدث لليبيا من شرذمة ومايحدث لسوريا من انقسامات؛ لكن أحرار مصر أفشلوا كل ذلك. فلا تسمحوا للارهابيين والمتطرفين أن يقضوا على الأحرار والحرية والمدنية ولا سيما حرية الارادة الشعبية.
 
نرجوكم؛ خلصوا مصر والعالم ـ جذريا ـ من الارهاب والتطرف والعنف.