بقلم: مدحت ناجى نجيب
 
لا تخلو حياة أى منا من الضيقات والمشاكل طالما اننا نعيش على الأرض ، لكن ما يجعل لكل منا رد فعل مختلف هو أسلوب مواجهته لهذه المشاكل والضيقات ومدى التصاقه بالله فى وقت الازمات ، فلكل مشكلة وضيقة لابد وان نتأكد من انها ستحل فى الوقت المناسب الذى يحدده الله لها.
فلكل واحد منا صليب فى هذه الحياة نحمله على الارض ويحملنا هو إلى السماء ، صليب ذو أوزان مختلفة ، لكل واحد منا وزن معين ، خفيف وثقيل ، لكن لا يستطيع صاحب الصليب ذو الوزن الثقيل أن يحمل صليب ذو الوزن الخفيف، ولا صاحب صليب الوزن الخفيف أن يحمل صليب ذو الوزن الثقيل لانه سيكون فوق طاقته.
الصليب كما قال ابونا بيشوى كامل " مدرسة الهروب منها ، ضياع للمستقبل " ، فالصليب ممر للعبور من هذا العالم إلى ملكوت السموات.
•  كثيرون منا الآن لا يريدون حمل الصليب، ويريدون أن يتبعوا مسيحاً بلا صليب.
• هناك من تبع المسيح لأجل اشباعه الجموع من الخمس خبزات و السمكتين ، فحقق لهم شبع الجسد ، لكن دون أن يحملوا معه الصليب .
• وكثيرون تبعوه لانه صنع معجزات الشفاء وإقامة الموتى وإخراج الشياطين ، فتبعوه لقوة معجزاته وشفائه للأمراض ، لكن دون أن يحملوا معه الصليب .
• بعض من تلاميذه (بطرس ويعقوب ويوحنا ) تبعوه إلى جبل التجلى فرأوه أبيض من الثلج ، لكن واحد منهم (يوحنا ) تبعه إلى جبل الصليب ،حيث موضع الجمجمة .
• أين الجموع التى كانت تزحمه فى الطريق ، والتى كانت تنصت إلى عظاته عند البحر وعلى سفح الجبال ، أين هذه الجموع يوم " جمعة الغضب " أى الجمعة العظيمة .
• اين الجموع التى دخلت معه إلى أورشليم فى موكب ملوكى استقبلوه فيه ، واين هم بعد ذلك عندما علت وهتفوا قائلين : أصلبه أصلبه . هم فقط يريدون ان يتبعوه فى المجد عند دخول اورشليم ويسلمونه فى البستان وقت النعاس والنوم .
• كثيرون منا يصلون إلى أورشلين ، لكن قليلين جداً من يصلوا إلى الجلجثة .
• كثيرون منا يريدون مسيحاً بلا تجارب وضيقات ، يريدون التنعم فى الثياب الناعمة.
• كثيرون منا لا يحبون آلام الجلجثة ، بل يريدون فقط أن يعيشوا قيامتها ..
• كثيرون منا يرغبون فى حمل صلبان على مزاجهم ، يريدون تفصيل صليب يناسب ظروفه واحتياجتم ، صليب بلا ألم ، صليب بالريموت كنترول ، يتحكمون فى افراحه وآلامه ، وهو غير موجود ...
عزيزى القارىء :
من يريد أن يتبع المسيح عليه أن يتبعه حتى الصليب ، الجلجثة ، حتى النهاية ، لا يتبعه فقط فى أوقات التجلى ، وفى العظات ، وعمل المعجزات ، إذا اردت أن تتبع المسيح فعليك أن تشاركه فى هروبه من هيرودس إلى مصر وحتى إنزاله من على الصليب .
إلى هنا اعاننا الرب