بقلم: د. أيمن زكريا
اهلا بابو الفتوح رئيسا للجمهورية اهلا بموسى او شفيق او صباحى رئيسا للجمهورية هذا هو ما كنت اتمنى ان يكون حال الاقباط ولكن للاسف .
الطبيعى ان يكون لكل ناخب او فئة او مجموعة مرشح تؤيدة وتدعمه وتتمنى نجاحه ولكن فى حال فشله او سقوطه وهذا شى متوقع لا يعنى هذا نهاية العالم بل يجب عليهم ان يكونوا اكثر واقعية واكثر قوة وارادة واكثر تمسكا بالامل والاصلاح مهما كانت الظروف والنتائج.
هذا هو ما اتمناه ولكنه للاسف غير موجود تماما هذه الايام وواقع الحال يشير الى عكس ذلك تماما ,, للاسف الحالة التى عليها الاقباط تشير الى اوجاع والم وهموم عميقة  ,,حالة من الرعب والذعر مسيطرة الان على احاديث الاقباط هذه الايام خشية من فوز التيار الاسلامى بانتخابات الرئاسة  وكلمة الهجرة والرحيل كلمة مشتركة تسمعها كثيرا وتتردد كثيرا من الاقباط هذه الايام بعد ان فقد الكثير من الاقباط الامل فى مستقبل افضل لهم مع وجود رئيس اسلامي.
 
اقدر تماما هذه الحالة التى عليها الاقباط وانا منهم وقد اكون محبط ومهموم مثلهم واكثر , اقدر المهم ووجعهم وياسهم فالاقباط تشبعوا عن اخرهم بتاريخ طويل من الطلم والتمييز والمعاناة والاضطهاد تاريخ من الوجع كفيل بان يجعلهم يفقدوا الثقة فى اى وعود ويخافوا من المستقبل
الاقباط فقدوا الثقة فى كل المسئولين وكل مؤسسات الدولة وكل التيارات السياسية بعد تجارب متعددة من التهميش والاضطهاد والظلم وعدم المصداقية مشاكل الاقباط تتزايد كل يوم تتكرر بصورة اشرش فى كل نواحى الجمهورية ونسمع نفس الكلام ونفس التعليقات التى اصبح لامعنى لها ولا قيمة لها ,الاعتداء على قبطى او مجموعة من الاقباط او خطف قبطية او حرق منازل الاقباط او تهجير الاقباط او او او ..... اصبحت من الاخبار المتكررة والعادية فى الصحف كل يوم ,اصبحت هذه الاخبار بعد تكرارها مئات المرات اخبار غير مثيرة او غير هامة لا تثير القارى ولا تشغل المسئولين
اكبر كارثة تواجة الاقباط هى تعود المجتمع والاعلام والدولة على مشاكلهم وعلى مأسيهم وعلى التمييز ضدهم بل تعود الاقباط انفسهم على ذلك والسبب فى ذلك للاسف هو تكرار العديد من حوادث الاعتداء والتمييز ضد الاقباط كل يوم وايضا حالة فقد الثقة والامل فى تغيير الحال فاليوم عند الاقباط ليس افضل من الامس ولكن للاسف الشديد العكس هو الصحيح.
 
ولكن برغم كل هذا ليس امامنا الا ان نتمسك بالامل والكفاح والاصرار والنضال على ان نعيش مستقبل افضل لنا ولاولادنا ومهما كان الواقع صعبا ومؤلما فيجب علينا ان نعترف به ونتعايش معه ونقاومة بكل قوتنا وكل ارادتنا ونكافح ان يكون الحل لقضايا الاقباط نتاج نضال وكفاح اقباط مصر والا نعول كثيرا على التدخل الدولى وتدويل القضية القبطية الذى لم نجنى منه من سنوات عده الا تشتيت واضعاف  صوت الاقباط بالداخل واؤكد ثانية انه لا حل لقضايا اقباط مصر الا بنضال وكفاح اقباط مصر والمكاشفة والمصارحة لاقصى درجة والمطالبة بلا ياس بكل حقوق الاقباط اقول هذا وانا اقدر تماما قسوء الاحوال وسوء المناخ لذلك ولكنه للاسف هذا هو الواقع الذى يجب ان نعترف به مهما كانت قساوته.
 
حالة الذعر والخوف التى عليها الاقباط  الان من الرئيس الجديد لا تتناسب مطلقا مع امكانيات الاقباط وعددهم وامكانياتهم المادية والعلمية لاتتناسب ابدا مع كوننا جزء اصيل لا يتجزا من الشعب المصرى  لاتتناسب ابدا مع قيمتنا التاريخية والاجتماعية لاتتناسب مع علاقاتنا الاصيلة والطيبة والمستنيرة مع الجزء الاهم والاقوى  من المسلمين المعتدلين والمستبيرين اخوتنا وشركائنا فى المجتمع.
مخجل ومحزن ومحبط ان يكون حال الاقباط بهذا الضعف والتسليم والياس وانى اتسائل هل حتى لو فاز احد المرشحين غير الاسلاميين بانتخابات الرئاسة الحالية  فهل سنبقى على وضعنا الحالى وننتظر انتخابات الرئاسة القادمة حتى نكرر نفس الخوف ونفس الذعر من رئيس اسلامى جديد ونكرر هذا بنفس السلبية والوهن مع كل انتخابات رئاسية.
 
الواقع ايها الاقباط ان اقوى حزبين فى مصر هم حزبين بمرجعية اسلامية والطبيعى ان يبحثوا عن ريئس ينتمى لهم سواءهذه المرة او المرات القادمة وهذا حق سياسى لهم.
والطبيعى ايضا ايها الاقباط اننا نمتلك الحق فى حرية عقيدتنا والحق فى ان نعيش بكرامة وبامان وان نكون مؤتمنين على مستقبلنا وعلى اموالنا وعلى كرامتنا ,,والا ننتظر اذا كان الرئيس الجديد معتدل حتى ينعم علينا بحقوقنا الاصيلة او غير معتدل فيكون الحل اذا ان نترك وطننا ونهاجر الى دول اخرى.
 
اخوتى الاعزاء مصر هى وطننا الوحيد مصر تجرى فى عروقنا لا مستقبل لنا الا  فى مصر لا مكان لنا الا فى مصر حقوقنا الكاملة لن يقدمها لنا الرئيس الجديد ولا امريكا  او الاتحاد الاوربى حقوقنا ننتزعها بنضالنا واصرارنا سواء كان الرئيس الجديد احمد شفيق او محمد مرسى او غيرهم  ويجب علينا ان نكون جميعا مقتنعين وواثقين فى ذلك ولذلك يجب علينا الا نعلق مستقبلنا ومستقبل اولادنا برئيس يتغير كل اربع سنوات يجب علينا ان نملك مستقبلنا 
اخوتى الاقباط يجب علينا ان نكون جميعا بمستوى مسئولية هذه الايام الصعبة والحرجة من تاريخ مصر ويجب علينا ان ندرك ان مصر تغيرت كثيرا وعلينا ان نتغير حسب الواقع الجديد بكل تعقيداته وبكل همومه و بكل خطورتة.
سببين هامين ارى ان لهم اثر سلبى فى غاية الخطورة على القضية القبطية ويجب علينا ان نعيد النظر فيهم ونصل الى حل حاسم فيهم وارى اننا لو تجاوزناهم نكون وضعنا القضية القبطية فى مكانها العادل والصحيح فى طريق حل مشاكل الاقباط الكبيرة فى مصر
1-يجب على الكنيسة تحديد وحسم موقفها تماما اذا كانت قيادة روحية ودينية فقط للاقباط ام انها لا تكتفى بدورها الروحى فقط وترغب ان  تمارس دور سياسى ايضا .
 
فموقف الكنيسة المتذبذب والمتارجح فى هذا الشان كان له تاثير كبير فى اضعاف وتشتيت القضية القبطية فعلى الكنيسة ان تحدد موقفها بحسم فى هذا الشان وعلى الكنيسة ان تدرك ان ممارستها لاى دور سياسى يحملها مسئولية كل قبطى فى اى مكان فى مصر ولكن ما تمارسة الكنيسة الان غير مقبول فنجد عشرات التصريحات من الاباء الاساقفة فى امور سياسية كثيرة مثل قضية فلسطين و ذهاب الاقباط الى القدس  ومشكلة مياة النيل وغيرها من القضايا السياسية ومع ذلك نجدهم يبتعدوا ويصمتوا جميعا عن قضايا ومعاناة ومأسى الاقباط داخل مصر بصورة غير مقبولة لا تتناسب مع تصريحاتهم ولقائاتهم الكثيرة بوسائل الاعلام فيما هو بعيد عن مشاكل واوجاع الاقباط  .
 
2-يجب على اقباط المهجر ان يتنازلوا عن مكن الصدارة فى الدفاع عن قضايا اقباط مصر وانا وان كنت اقدر خوفهم وصدقهم حزنهم على حوادث ومشاكل الاقباط فى مصر الا انهم يجب ان يعترفوا ان الاعلام المصرى نجح فى ان يقلل من تاثيرهم ويصورهم فى دور الخونة واصحاب الاجندات الخارجية وان اقباط مصر يكرهوهم ويرفضوهم وانهم يسعوا الى اثارة الفتنة فى مصر وان اقباط مصر عايشين فى ثبات ونبات واقباط المهجر هم الوحشين وهم من يثير المشاكل ومن يرغب فى تشويه صورة مصر .
 
ولذلك على اقباط المهجر ان يقتنعوا بان اقباط مصر المسئولين عن قضيتهم وهم المسئولين عن حلها والكفاح لنيل كافة حقوقهم وبدون نضال وتاثير وكفاح اقباط مصر ابدا لن تاتى الحلول من الخارج.
وفى النهاية اتمنى من الاقباط المشاركة السياسية الفعالة الواثقة والحكيمة التى تتناسب مع حجمهم وامكانياتهم حتى ياخذ الاقباط حقهم العادل فى الحياة السياسية والمجتمعية وعندئذ سوف يرحب الاقباط باى رئيس مهما كانت مرجعيته