جمال رشدي 
 هكذا قال لي سفير فلسطين بالرياض " باسم الاغا "  منذ اربع سنوات وذلك أثناء زيارتي له في السفارة وكان معي مجموعة من الأصدقاء، وجاءت عبارة السفير أثناء حديثنا عن القضية الفلسطينية، وتطرقه للأسماء التي ناضلت ودافعت عن تلك القضية، وكان من ضمن الأسماء كما ذكر مصطفى بكرى ومحمود بكري، وإذا بأحد الأصدقاء الذين معي استوقف السفير الفلسطيني وقال له جمال رشدي "صديق" مصطفى ومحمود بكري،  وكانت دهشتي عندما وقف السفير وقال لي " بالله عليك انت صديق مصطفى ومحمود بكري، قلت له نعم انهم أخوة لي، وإذا بالسفير يصافحني بحرارة وكأنه وجد في شخصي مصطفى ومحمود بكري، وقام بشرح كثير لدورهم النضالي ومساندتهم للقضية الفلسطينية وعلاقته الشخصية بهم، وتكلم عن اصالتهم وكرمهم الصعيدي، وعندما علم اني قبطي  رحب بي كثيرًا وذكر اسم قداسة البابا شنودة والكنيسة المصرية، وكيف دافع البابا شنودة باستماته وقوة عن تلك القضية، وطلب مني الاتصال بالأستاذ مصطفى لكي يسلم عليه وبالفعل اتصلت به وكان مشغول في احد جلسات مجلس النواب، وبعد أن خرجنا من عند السفير اتصل بي مصطفى بكرى َاخبرته ان السفير الفلسطيني بالرياض كان يريد السلام عليك فاخذ مني رقم السفير للاتصال به، وبعد انتهاء الجلسة مع السفير الفلسطيني أهداني صليب من القدس، وطلب مني دوام التواصل معه.
 
وبما إني موجود في الشقيقة المملكة العربية السعودية للعمل منذ سنوات، فتجمعني جلسات كثيرة مع جنسيات أشقاء عرب، وفي كثير من الأحيان عندما نتطرق الي الحديث عن الشأن السياسي العربي أجد الحضور يذكرون اسم مصطفى بكري، في مواقفه ونضاله ودفاعه عن القومية العربية.
 
يسألني الكثيرين لماذا تعتز وتحب هكذا " البكري" مصطفى ومحمود؟  بالفعل هذا سؤال يطرح لي دوما، وبالفعل انا اعتز بهم َواحترمهم كثيرًا، لأني تعاملت معهم عن قرب، ووجدت في شخصهم صفات وسمات أولاد البلد، الجدعنة، الشهامة، الاصالة، حب مصر الغزير وزاد اعتزاز بهم جدا عندما رأيتهم يعتزون ويفتخرون بنشأتهم البسيطة الفقيرة كمثل كل اهل مصر الذين جمعتهم المحبة على "المصطبة والحصيرة والطبلية" ، وترعرعهم على جوانب الترعة والزرع، كهذا انا وملايين المصريين عاشوا تلك الحالة ويفتخرون بها.
 
ورغم الشهرة داخل دائرة الاضواء الشديدة الذي يعيشها الاخوان (البكري) الا انهم يتعاملون ببساطة وحب وتواضع، ويسعون ويسعدون لخدمة الفقراء والمحتاجين والمهمشين، وهذا لمسته بنفسي في الكثير من المرات، عندما أرسل لمصطفى بكري طلب خدمة لأنسان فقير او بسيط او مهمش، أجد الاستجابة الفورية في خدمته، انهم أبناء الشعب يتكلمون باحتياجه لأنهم مثلنا عاشوا ذلك الاحتياج ولم يسمعوا عنه مثل الآخرين.
 
وان كنت أجزم بكل تأكيد، ان مصطفى بكري مناضل وطني عظيم عبر تاريخ تواجده على الساحة الوطنية، وقيمته في التأثير والايجابية لصالح الوطن غير محدودة، لكن قد ظلم كثيرًا في منحه حقه إعلاميًا، وأن كان شعبيًا على الأرض هذا الحق محفوظ ومتواجد، فكفي ان ترى الحشود حوله أثناء تواجده في الصعيد وخصوصًا في محافظة قنا.
 
فهو على قائمة المستهدفين من حروب الاجيال المتقدمة، عبر اللجان الإلكترونية الإرهابية التي تستهدف تقزيم القامة وتجريف القيمة، فمن وجهة نظري البسيطة ان عظماء الوطن هم الذين ما زالوا صامدون ومساندين وداعمين للوطن منذ ٢٠١١ الي الان، لأن تلك الحقبة هي الأصعب والأخطر في كل تاريخ الوطن، والسبب ان في تلك الحقبة تم استهداف من يساند الوطن ويدعمه بحرب إلكترونية شعواء ومخطط لها.
 
اضحك كثيرًا على بعض من القلة ضعفاء الوطنية عندما يصوفونه بأنه رجل كل العصور، واسالهم دائما، لماذا أصبح رجل كل العصور؟ وهل أنظمة تلك العصور جميعها أغبياء ان كان ينافقهم مصطفى بكري من أجل مصلحة شخصية، وان كان ذلك صحيح فما هي يا ترى قيمة تلك المصلحة امام كل الجهد الذي يبذله مصطفى بكري من صحته ووقته وَماله، فالرجل لديه جريدة وبرنامج وبرلماني، ماذا يحتاج بعد من عطايا الله له لكي ينافق تلك الأنظمة؟
والاجابة في تلك الكلمات، "كن امينا على القليل سأقيمك على الكثير" مصطفي بكري امين جدًا في حب الوطن فزادة الله تواجد وشهرة في ذلك الحب.