بقلم الكاتبة / حنان بديع ساويرس
يؤسفنى أن يأتي يوم أتكلم فيه عن مثل هذا الموضوعاتلكن من فرط إستفزازى من هذا البوست الذى كتبه أحد الكهنة ولن أذكر أسمه منعاً للتشهير به ولأنه تم إيقافه عن الكهنوت لحين التحقيق معه بسبب هذا البوست الذى قام بدوره بحذفه بعد علمه بأمر إيقافه كما ذكر هو بنفسه على صفحته ذلك مؤكداً أنه قام بحذف البوستوالإعتذارلقداسة البابا بعد أن أصدر قداسته قراراً بابوياً ( رقم ٢٠/٢٠١٦ ) بإيقافه عن الخدمة الكهنوتية و إستدعائه للقاهرة للتحقيق الإكليريكي معه حسب قوله.. فجاء إعتذارهكنوع من التحايل حتى  لا يتم إيقافه وليس ندماً أو شعوراً بالخزى وتأنيب الضمير عما بَدر منه  من أخطاء عقائدية لا سيما في حق أمنا حواء خاصة والمرأة عامة وفى حق البابا تواضروس وأساقفة المجمع المقدس عامة وبعض الأساقفة والمطارنة بشكل خاص .

لن أطيل عليكم لكن سأكتب البوست الذى كتبه الكاهن على صفحته وقام بحذفه بعد ذلك بعد ان تناقلته بعض المواقعفتابعوا معى مقطع تلو الآخر كما نشره الكاهن دون إضافة منى أو حذف لألفاظه حتى يتصور القارئ مدى المهانة التي لحقت بنا جميعاً وأيضاً تعليقى على كل مقطع ..فيقول :

1 - في زمن شحت فيه الرجولة و إنقرض عهد الرجال .

اولاَ : يتحدث بشكل مُهين وكراهية بغيضة عن المرأة وكأن المرأة أصبحت فجأة تهدد الرجولة أو كأنها سَتستولى عليها منه ومن الرجال عامة!! ، فيقول في زمن َشحت فيه الرجال ويقصد بما معناه " هي "الرجالة خلصت عشان الستات تقوم بأدوارهم "فرأيى بعيد كل البعد عن الموضوع الشائك بكهنوت المرأة من عدمه فليس هذا هو موضوعنا الآن ، لكن أريد أن أنبهك أن السيد المسيح أتى وتجسد من أجل الجميع ولم يأتي للرجال فقط  !!حتى لو كان قد خلق آدم أولاً فهو بعلمه السابق يعرف أنه سيخلق حواء فيما بعد وإلا لو كان المبدأ هو من الذى خلق أولاً ومن خلق آخيراً لكنا من باب أولى فضلنا الشمس والقمر والنجوم مثلا عن ادم وحواء لأن الله خلقهم قبلهم !! فكنا من زمن نسمع لفظ شَحت الرجولة وإنقرض الرجال عندما نرى إمرأة تحمل أشياء ثقيلة مثلاً في وجود رجال يمتنوعون عن مساعدتها .. أو امرأة تتعرض للتحرش ويقف الرجال مُتفرجون دون التدخل لحمايتها فنقول حينها " شحت الرجولة " أما فيما يخص الدين فلم يكن الدين حكراً للرجال ولم يكن الله إلهاً للرجال فقط فلم يُصلب ويموت ويقوم من أجل الرجال فقط فأتم أمر الخلاص من أجل الجميع وليس من أجل الرجل فقط !!  بل الرجال من الأولين ومن بعدهم من تبعوهم هم من أحتكروا كل ماهوكنسى لهم وكأنهم الجنس المكرم والمرأة الجنس الملعون .. وللأسف صدقتم ما قمتم أنتم ببناؤه من جسور ولا يستطيع أحد أن يزيلها لأنها أصبحت أمر واقع لكن يصل الأمر ألى الإباحية والإهانة الفَجة للمرأة بهذا الشكل فهذا لا يُحتمل ، عموماً ليس هذا هو هدفىمن كتابة هذا المقال .

و يستطرد قائلاَ .. ما أشبه الليلة بالبارحة حين سمع آدم كلام حواء و سار ورائها كذيل في مؤخرة القطيع.

واليوم تستقبل كنيستنا الجوهرة المكنونة ستنا المصونة ربة العفة و أم الخفة ست الكل قداسة الماما المعظمة رئيسة أساقفة السويد .. يا مرحبا يا مرحبا .. بالأحضان بالأحضان نزلتِ أهلاً و حللتِ سهلاً .. تباركت أرضنا بمقدمك و فرحت العمائم برؤيتك ، صاحبة واجب حضرتك و تردي الزيارة الكريمة و ترجعي يا ريمة لمصر القديمة.

يقول ما أشبه الليلة بالبارحة في نوع من الإسقاط فيشبه ما يقوم به قداسة البابا منإستقباله كنوع من البروتوكول بالمقر البابوىللسيدة "أنجيه جاكلين" رئيسة الكنيسة اللوثرية بالسويد والوفد المرافق لها، بحكاية حواء التي أغوت أدم  على حد تعبيره.. فهل إستقبال البابا لضيوف إستقبلوه من قبل في السويد نوع من الإغواء ؟!!.. فهل المفروض أن يحتقر البابا ضيفته لمُجرد أنهاإمرأة  رغم أن كنيستها تقبلها رئيسة لها لأجل أن سيادتك لا تقبل ذلك وترى في قرارة نفسك لاسيما أنك رجل ريفى ولا ذنب لنا في نشأتك وتربيتك التي جعلتك تحتقر المرأة بهذا الشكل وتراها أقل من أن تكون رئيسة لكنيسة أو خادمة أو واعظة وكأن كلمة الله لا يليق أن تنطق بها امرأة  .. هل كان من المفروض على البابا أن يرفض رغبتها في الزيارة حتى تستريح  وتهدأ من روعك ..

هل هذه هي تعاليم السيد المسيح الذى لم يرفض حتىالخطاة وليست المرأة التي ساواها بالرجل عندما قال عنها أنها مُعين نظيره فشجعها ككارزة به كالسامرية التي بشرت بأسمه وميزها في المجدلية التي خصها بأول ظهور لها مع العذراء مريم وتتالت ظهوراته لها قبل أن يقابل تلميذ واحد من تلاميذه الرجال الذين لم يتبعوه وراء الصليب كما تبعته المرأة في شجاعة إفتقدوها هم حينها ، فأنكره من أنكره وخانه من خانه من الرجال ولم تنكر المرأة أو تخون ولم نقل  عنهم" شح الرجال أو زمن إنقرضت فيه الرجولة"!!! .. بل كافئها بأن تبشر بقيامته وصعوده عندما  قال لها اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم إني أصعد إلى أبى وأبيكم وإلهي وإلهكم" (يو20: 17)

يتحدث الكاهن عن أبوناأدم مُشبهاً أياه بأنه سار وراء أمنا حواء كذيل في مؤخرة القطيع!!.. فلا أدرى أي قطيع هذا ولم يوجد في العالم وقتها غيرهما الأثنان ؟!! فيبدو أنه قد حفظها هكذا ويرددها بمناسبة وغير مناسبة .

والمصيبة الكبرى أنه أستطرد قائلاً .. و أكل مبهوراً بعريها و مشدوهاً بجمالها و مشدوداً بحبالها فأغوته بفنونها فربطته و أطعمته سم الحيات فإنحدر المسكين الى أسفل سافلين و سقط الجبار بين أحضان الغانية و دخل في عهد مع شيطانها حين نسيت وصية إلهها و لم يهب الوعيد ولا خاف التهديد ولا إعتبر الوصية ولا صان العطية وداس بقدمه كل المسلمات و دنس كل المقدسات.. يا له من يوم مشئوم فقد سادت المرأة على رأس الخليقة و طوته تحت جناحيها و صار أضحوكة الشياطين و مقدام المجانين و صارت بدايته سويداء و آخرته طين

يقول أن أبونا أدم أكل مبهوراً بعريها ويقصد هنا عرى أمنا حواء رغم أن أبونا أدم كان عارياً أيضاً وعندما أكلا الأثنان الثمرة كانا لا يعلمان حينها أنهما عريانان كما قال الكتاب إذن لم تغريه المسكينة بعريها ولم تستميله جنسياً حتى تدفعه لأكل الثمرة دفعاً لأنهما كانا كملائكة الله وفى براءة الأطفال فلا يعلمان الجنس وأنما عندما سقطا في الخطية قال عنهما الكتاب . وحينها عرف أدم إمرأته أي هنا فقط عرفا " الزواج " فكيف أغرته حواء بعريها وأدم لم يكن يعرفها بعد؟!! لأنه بالطبع لم يكن قد أكل من الثمرة  !! فكيف يكون كاهناً يعلم شعبه الإنجيل ولا يعرف ما يعرفه طفل  ذو ستة سنوات عن بداية الخليقة بل يتعمد التشويه والتشويش من أجل مُعتقداته المُتعصبة ؟!!

يصف أبونا أدم وكأنه مسلوب الإرادة ويصوره مسوقاً من أمنا حواء ، وكأنه غير مسؤول عن مُخالفته الوصية التي أمره بها الله ، بل وضع كل العبأ على أمنا حواء .. فلو كان هذا صحيحاً لكان أكتفى الله بعقاب حواء فقط وما كان عاقب أدم  أيضا !!

يقول أن  أدم  صارت بدايته سويداء و آخرته طين .. عجباً على كاهن يجهل نهاية أبوينا أدم وحواء بأنهما الآن في الفردوس بعد أن أتم الله عملية الخلاص وإلا لماذا دفع الأبن الثمن على عود الصليب ؟!! أي نهايته ليست بطين أيها الكاهن  فأنت تضرب بكل تعاليم الكتاب عرض الحائط .. فلا أدرى كيف أصبحت كاهن ولماذا أنت مستمر في الكهنوت إلى الآن ؟!!

الكاهن يصف أم كل الخليقة حواء صراحة بأنها غانية .. فهو يتباكى على أدم لأنه أول الخليقة ويضع ويزيد على حواء رغم أنها أيضاً بداية وأم كل حى فهل تجرأت أن تسب أمك أم تعصبك وعنصريتك جعلتك تتطاول على شخصية هامة من شخصيات الكتاب المقدس وهذا لأنها فقط إمرأة فهل تستطيع أن تتطاول على الأباء من رجال العهدين ؟!!

يتحدث عن أدم وكأنه فاقد الأهلية وليس له إرادة مُطلقة في قبول ما عَرضت عليه حواء من أكل الثمرة أو رفضها.. فلماذا تعاطفك المُبالغ فيه مع أدمالذى أغوته حواء على حد تعبيرك !! رغم أنه مُدان أمام الله كحواء أم أنك تعلم ما لا يعلمه الله ؟!!فكان عليك بالأحرى يارجل الدين  أن تتعاطف مع حواء أكثر لاسيما أنها وقعت تحت تأثير الشيطان نفسه ، وليس تحت تأثير إنسان مثلما حدث مع أدم !! ومن منا يستطيع أن يفلت من الاعيب وخبرات إبليس في تجارب البشر ؟!! لا سيما أنها كانت حينها كالطفل البرئ الذى ليس لديه أي تجارب .. مثلما يأتىشخص بالغ لطفل ويقول له تعالى " كُل قطعةالشيكولاته هذه حتى تكبر سريعاً .. وهو في برائتهيفعل ذلكدون تفكير في إن كان هذا الغريب سيضره أم لا ، رغم تنبيه والده له من قبل بأن لا يأخذ أو يأكل شيء من شخص غريب فبراءته وإنعدام خبرته تدفعه لذلك .. هكذا فعلت حواء التى لم يرحمها أبداً الرجال على مر الأزمان ويلتمسون العذر لأدم في تبرئة غير منطقية رفضهاالله نفسه لكنهم من جنسه فيَحتجون بنفس حُجتهويببرون خطيتهم ولسان حالهم يقول كما قال أدم للرب المرأة التي أتيت بها هي من أعطتنى الثمرة " !! وإلا لماذا بدلا من أن يسقطهم الله نهائياً صلب من أجل خلاصهم  لأنه يعلم إنعدام خبرتهم أمام الشرير لذا أكتفى بعقابهم ولم يهلكهم .

ثانياً قال : فلنفرح يا إخوة و لنتهلل في هذا الْيَوْمَ العظيم والوقت الفخيم ولنغني بوجه و سيم بسيم و لنشرب كاساً من عصير البرسيم و نقول بصوت رخيم يا رحمن يا رحيم يا خفي الألطاف نجنا مما نخاف .. و لنرقص يا حضار يا حلوين يا شطار على أنغام المزمار و العود و المنشار على العشرة أوتار قائلين بصوت الحمار استرها يا ستار
 لا تعليق عندى على مثل هذه الألفاظ  النابية والتي أتعجب أن تخرج أبداً من كاهن لا سيما أنه يبدو من صوره أنه شيخ  فكان المفروض عليه أن يكون أكثر وقاراً فكيف يصدر منه هذه الألفاظ لا أدرى !!!!

أكمل حديثه قائلاً : شرف كبير لنا يوم تشريفك لنا .. يا أرض مصر يا من زارك السيد الرب و أمه الطيبة الغلبانة المتضعة اللي بلا رتبة ولا منصب ولا كنتي حتى قسيسة ولا أسقفة .. كنايس المسيح و العدرا بتقابل رئيسة أساقفا .. هييييييههييييييه افرحوا يا ولاد هللوا ياولادهييييههيييههيييييييييييييه .

ما زالا الألفاظ ركيكةومؤلمة ومُخزية .. فيتحدث عن العذراء الطيبة .. فإذن كان بالأحرى أن تتعلم منها الطيبة والإتضاع بدلا من إحتقارك للجنس التي جاءت منه أم الاله القديسة العذراء مريم !! لا أراها سعيدة وهى تراك تشبه أمنا حواء بالغانية .. لا أراها سعيدة بك وأنت تتهكم على بنات جنسها الذى جاء منه خلاصك ونسلها الذى سحق رأس الحية ليكون لك مكان في ملكوته !!

العذراء ليست بلا رتبة  كما تقول .. فرتبتها تفوق رتبة الملائكة والبطاركة والأساقفة والكهنة والشهداء وجميع القديسين بل وكل رجال ونساء المسكونة الم تقل التسبحةعلوتِ يا مريم فوق الشاروبيم وسموتِ يا مريم فوق السيرافيم.. صحيح أن العذراء لم تكن قسيسة أو أسقفة على حد تعبيرك الغريب وهذا ليس لأنها ممنوعة من ذلك فحسب بل لأن وقت دخول العائلة المقدسة مصر لم تكن المسيحية قد أنتشرت بعد ولذلك لم يكن وقتها رجلا قسيساً أو أسقفاً حتى تكون هناك امرأة قسيسة أو أسقفاً بخلاف أنها خرجت من الهيكل في سن 12 سنة لأنها حينها كانت تتبع الشريعة اليهودية  !!

ثالثاً : يقول أيضاً الْيَوْمَ تمت الاقوال و كملت النبوات .. الْيَوْمَ يوم الستات .. بل العصر عصر الستات .. بل الدنيا دنيا الستات و قريباً نعلم أولادنا الشمامسة ألحان استقبالات بطركة السواد قصدي السويد و رئيسة الأسقفات .. و أقترح على المجمع الحنون لحن التلافازيون ..  البنات البنات أجمل الكائنات غنوا يا شماسات .. طافا طيفي طافاطا

كلام إستفزازى صعب وصادم أن يخرج من كاهن المُفترض أننا نصفه "بالأب الكاهن"وهو يتهكم بشكل تحقيرى على كل إمرأة بالكرة الأرضية .. ونشكر الله أن السيدة العذراء مريم سلمت من لسانه !!
فالكاهن لديه كبرياء يذكرنى بكبرياء الشيطان الذى سقط من رتبته الملائكية لأنه يريد أن يكون كرسيه أعلى من كرسى الله خالقه وخالق الكون .. فقد قام بالتعديل على أحكام الله ذاته في إدانة حواء وأدم وتبريره خطية أدم وإلقاءها على عاتق حواء فقط رغم أن الله ذاته لم يبرر أدم وأدانه كم أدان حواء!!
.. فيتهكم وينتقد رتباً أعلى منه كالبابا وأساقفة المجمع المقدس رغم أنهم لم يأخذوا موقف واحد مؤيد لتغيير ما تسلموه من أسلافهم فيما يخص المرأة !! فلم يحترم من هم أكبر رتباً ، فتدخل بشكل سافر فيما لم يكن من إختصاصاته لأنه دوره الرئيسى هو خدمة الذبيحة والمذبح وخدمة شعبه وليست إدانة البطريرك والأساقفة!!

رابعا : أستمر قائلاً :الْيَوْمَ أصبح الراهب في قلايته يجلس يفكر في موضوعات لاهوتية وروحية عميقة و المطران يجلس ليكتب في خلاص أنفس الرعية و كيف تنجو من الدينونة العتيدة و يدخلون المدينة المجيدة .. فيكتبون كتاباً و يطبعون قرطاساً عن أهم ما يشغل الأذهان و يثير الوجدان و يدفي البردان و يروي العطشان .. الستات .. نعم يا سادة الستات .. موضة العصر و الأوان ورسالتنا لكل الأكوان و شغلنا الشاغل  و حربنا التليدة و أمجادنا العتيدة .. وماذا في الستات يا سادة و يا سيدات .. الدورة .. لا ليست الدورة الأوليمبية و العياذ بالله فما لنا نحن بالرياضة .. الدورة الشهرية .. ايوة كده زيمابأولوكوا .. موضوع خطير جبار مثير للشطار و منشط للحمار .. مالك يا راهب بذاك الموضوع مالك يا مطران بهذا الموجوع .. يا حلاوة يا ولاد .. دابجى موضوع بيتكتب فيه كتوبات و كتاتيب و كتيبات .. بجا موضوع مثير ولا أفلام البورنو لعقول صبيان الجماعات .. و بجا حتى العيال بيتكلموا و صار حدث الساعة و موضوع الجلسات و حديث المدينة .. يا جمالو يا جمالو .. ينصر دينك يا أبونا و يا سيدنا .. هأأأو .. أيه العمق ده .. أيه الجبروت ده .. أيه أقوال الآباء دي .. نشكركم يا ستات .. النهاردة بعد ما كنيستنا عاشت ٢٠٠٠ سنة اكتشفنا ان القديسات بتوعنا يا حرام اتظلموا و كان مجنياً عليهم من بطاركة و أساقفة و كهنة متطرفين سلفيين متشددين يهود كفار خسفوا بالمرأة الأرض و مسحوا بكرامتها البلاط و الآن جاء الراهب و المطران و من خلفهم من محرومين مطرودين يردون لنا الصواب و يصححون لنا الجواب و ينشرون الفكر المنير و الرأي المستنير في زمن أسود منيل مهبب مطير ..

أين كان هؤلاء المغاوير حين كان يجلس على عرش مارمرقس أسد من أسوده .. أين كانوا حين كان هناك بابا متعلم مثقف روحاني معلم فكانت الثعالب مختبأة مرعوبة مرعوشة .. أين كانت تلك الذئاب الخاطفة حين كان هناك راعي صالح بالحق يفصل كلمة الحق باستقامة راعياً شعبه بطهارة و بر .. حين كان لدينا أسداً يقف مدافعاً عن عرينه وكان صوت زئيره يرهب أولئك الأرانب التي لبست الآن ثياب المعلمين و عمامات الدين و أرواب المثقفين ..

بين طيات كلماته ألفاظ خارجة لا يصح أن ينطقها كاهناً ملئ قلبه بالتعصب والعنصرية وعدم قبول الآخر بل قام بسبابعلنى لأباء الكنيسة من المطارنة والأساقفة بإختصار لا أحد سلم من سبابهوإنتهاكاته فوصفهم بالذئاب الخاطفة وبالأرانب وكأننا في معركة نستعرض فيها قوتنا الجسدية فنصف البعض بالأرانب لأنهم حاولوا تعديل ما تركوا الأولين من تعاليم ربما يراها البعض ضد المرأة .. والبعض بالأسود لأنهم كانوا ضد ذلك !! وكأنه الوحيد صاحب العلم والدين فحتى لو إفترضنا أنه له أي حق فيما يقول .. فكان عليه أن ينتقى ألفاظه ويلتزم في كلماته..فهذه ليست بغيرة على الكنيسة بل حقد غريب على المرأة ولا يمكن أن يقبل منه الله هذه الغيرة المُزيفة الغير مُقدسة  فلم تنهار الكنيسة بسبب المرأة لكن ربما تتأثر بتعليمك المُعثر !!

ختم البوست الذى يصفه بأنه مقال وأنا أراه عبارة عن وصلة لمؤاخذة من ال....  فليفهم القارئ !!  فيقول               يا وَيْل الكنيسة من عصر السواد القادم و يا وَيْل الكنيسة من زمن الرعاة الكذبة و يا وَيْل الكنيسة حين يقود خرافها ثعالب و يا وَيْل الكنيسة من القادة الضعفاء المهزوزين الذين بلا علم و لا معرفة ولا فهم و لا دين .. يا وَيْل الكنيسة حين يصبح معلميها ستات و قادتها ستات و مرشديها ستات .. وَيْل للكنيسة حين يختفي صوت الحق فيها و يختفي منها صوت الرجال .. وللحديث بقية .

فهو يرى أن نقاش بعض رجال الدين في أمر تناول المرأة من عدمه في أيام الحيض وبعد الولادة أفلام بورنو !! ولا يرى في إختياره للألفاظ الصريحة الجارحة أي بورنو !! فلم يزيل الخشبة من عينيه ويريد أن يزيل القشة من عين من هم أكبر منه  رتباً كهنوتياً .

فلا أدرى لماذا هذا الهجوم على الرأي المخالف في أن تتقدم المرأة للأسرارتحت أي ظروف ,, فبالفعل أنها عادات يهودية سلم بها الآباء الأولين من الرسل والتلاميذ وجميعهم في الأصل يهوداً فالسيد المسيح جعل بطرس يرى رؤيا ليعلمه أن ما حلله الله لا يُحرمه هو في أن تكون الكرازة للأمم ولا تكون قاصرة على اليهود فقط  .. أيضاً الرب يسوع جعل نازفة الدم تلمسه فلم تتناول فقط من يد الكاهن لفمها بل لمست السيد ذاته يداً بيد وهى تنزف 12 سنة وتحنن عليها وشجعها ولم ينتهرها .. فعلى سبيل المثال .. تُعلمنا كنيستنا القبطيةأن الإنسان الذى لا يقترب من الأسرارلمدة أربعين يوم يمتلكه الشيطان ويصبح كأنه غير مسيحى فكيف للكنيسة أن تحكم بهذا على المرأة بعد الولادة وتبعدها 40 يوم للولد و80 للبنت عن الأسرار.. وكأنها تعاقبها لأنها ولدتهم أو لأنها تعمر الكون !! والعقاب مزدوج لو كانت المولودة بنت .. وهذا معناه أن لو الأم راحت ضحية الولادة  أو ما بعدها لا تستطيع التناول قبل رحيلها .. أي أن الأمر من الممكن أن يتعلق بخلاص نفس يا كاهننا الهُمام وليس مُجرد شيء تافه يريد الأساقفة التحدث فيه لتُشبهه مشكوراً بأفلام البورنو وهذا هو آخرك في التفكير الغير روحانى.. وأعتقد أيها الكاهن أن خلاص نفس إنسان أهم من الدورة الأوليمبية التي شغلتك فواضح أنك لم تتعب نفسك وتفكر في الأمر من الناحية الروحية لأن هذا الأمر لايدخل في إهتمامك لكن ما يشغل بالك هو كيف للمرأة المُحتقرة في نظرك أن تتساوى رأسها برأسك  !!..
 

فلا يهم خلاصها طالما أن البشر أمثالك يريدون ذلك في كبرياء صارخ فالسيد المسيح يضحى بذاته من أجل أن يخلصنا وسيادتك لا تستطيع أن تتنازل عن جزء من كبرياءك الذكورى من أجل خلاص ولو إمرأة واحدة قد تتعرض للرحيل قبل تناولها بعد الولادة لأنها محرومة لأسباب ليست لها أي ذنب فيها !! ..  فقد ذكرنى هذا بأحد الأشخاص والذى بدوره كان يشكو لقداسة البابا شنودة من أن أحد الكهنة رفض أن يُعمد طفلة لأن في ذلك اليوم لم يوجد طفل ذكر ليعمده أولا ليفتتح به المعمودية !! هكذا وصلت العنصرية والتطرف الفكرى لبعض الكهنة !! ويتم عماد الولد أولاً ويتم مناولة الرجال قبل السيدات ...

فرأيت طفلة تسأل قداسة البابا تواضروسفى براءة  لماذا يا سيدنا يناولون الاولاد قبل البنات  .. فرد عليها في محاولة للتخفيف عنها أن الموضوع مُجرد نظام ولأن أدم خلق قبل حواء !! طبعاً رداً محفوظ لدى كنيستنا وليست بإجابة شافية لمثل هذه الطفلة التي تشعر أنها أقل من شقيقها ربما الذى يصغرها سناً فهىالتى خلقت قبله أو تواجدتعلى الأرض قبله  !! ولأن النظام له مليون طريقة غير عنصرية ولأنه خلقهما ذكراً وأنثى منذ البدء فلم يفرق الله بل من يفرق هم البشر من الذين يرون أنفسهم الجنس الأطهر والأعلى شأناً مما يجعل كاهناً يتفوه بأصعب الألفاظ مُحتقراً أمه وزوجته وأخته وأبنته حتى أمنا حواء الذى وصفها بالغانية !! وجعل نفسه مكان الله يدينالبشر ويقرر مصائرهم  !! فأمنا حواء معروف للجميع أنها تنعم الآن بالفردوس فهل تضمن لنفسك أيها الكاهن أن تنعم مثلها أيضاً بالفردوس .. رجاء أيها الكاهن ان تركز في خلاص نفسك هذا أفيد لك ودع الخلق للخالق ... فلم أكن أود أن أتحدث في هذا الموضوع الشائك أو أدلى فيهبرأيىلأننى أعرف جيداً أنه ليست بكلماتى اورأيى سيتغير الكون لا سيما الكون الذكورى المُغلق على نفسه النرجسىوالذى يعتقد أنه محور الحياة .. الذى تعلم أنه السيد والمرأة مُجرد تابع ليست من حقها ما أستحقه هو بل هو المميز .. فأراك  تخشى أن تشاركك المرأة مميزاتك .

يا عزيزى الملكوت لن يدخله الرجال فقط أو الآباء البطاركة والأساقفة والكهنة  فقط بل سيسكنه نساء المسكونة على مر العصور والأجيال من القديسات والعفيفات أيضاً .. كما لم يمتلأ الجحيم بالنساء فقط بل معهم أيضاً رجال المسكونة على مر الدهور من الأشرار ... كفاك عثرات لشعب الكنيسة .. فويل لمن تأتى من قبله العثرة... وعلى طريقة ويلاتك التي أستخدمتها فأقول لك ويل لكنيسة انت كاهنها !!